مقالات

الحكومة والتاريخ

بقلم : نجوى حجازي .

لماذا نسيت الحكومة قراءة التاريخ ؟!!

 

أعرف أن الحكمة تاج العقلاء ، وأنهم قالوا عن التاريخ كقول ماركس :التاريخ يعيد نفسه مرتين ، في المرة الأولى كمأساة ، وفي الثانية كمهزلة.

وقال رئيس وزراء اسرائيلي وهو بن غوريون : إننا نعتمد في حروبنا مع العرب على أنهم شعب لا يقرأ.

وبالمناسبة هذه المقولات مأخوذه من كتاب الخازوق .ولن أنسى وأنا من محبي الشعر أن استعين بالمتنبي شاعر الحكمة لكل العصور والذي قال:

 

ومن العداوة ما يصيبك نفعه…

ومن الصداقةما يضر ويؤلم.

 

فحقيقة الأمر بات أمر حكومتنا عجباً ، ولا أعرف هل جاءت هذه الحكومة من أجل العمل لمصلحة الشعب أم لمصلحة الغرباء ؟!!!.

فمنذ سنوات وأنا انتظر أن تخرج هذه الحكومة من جعبتها قراراً واحداً نستبشر من ورائه روح المستقبل ونتفاءل به خيراً ولكن للأسف كل ما تأتي به الحكومة ليس إلا نسخاً لما انتهجه السابقون ، فنجد المواطن داخل مصر لا تعيره الحكومة أي اهتمام وعليه أن يعاني في صمت ، يتحمل الغلاء بكل أشكاله ، وإذا انحدر به الحال ووصل إلى الدرجات الدنيا من المعيشه جادت عليه بكرتونه في المناسبات المختلفة ، وأما عن المواطن خارج مصر فلا شغل للحكومة سوى اصطياد هذا المواطن خارج مصر وداخلها، فعليه أن يدفع ثمن غربته وثمن تعبه وثمن مصريته بالدولار .

ولأن مصر باتت مرتعاً للغرباء ، والحكومة تبحث عن الدولار ، فقد وجدت أن الحل في الورقة الأخيرة الرابحة ، ألا وهي جعبة هؤلاء الغرباء الذين أكلوا الأخضر واليابس ، حتى العملة المعدنية فئة الربع والنصف والجنيه ، أو بمعنى آخر الفكة ، لم يتركوها لأهلها ، والحكومة تحسب الدولارات وتنتظر عودة التائه منها ، وربما تاه عن عقلها أنها تمسك كيساً مخروماً ، فهؤلاء الغرباء يستهلكون سنوياً من الحكومة ما يقرب من ال١٢٠ مليون دولار ، وليس هذا بالمهم أيضاً ، فلا مانع من الشهامة والمروءة ، والرحمة الكاذبة التي لم تأت على هذا الشعب المسكين سوى بالفقر والعوز، والأدهى من ذلك أن الغريب أثبت بالفعل قول الشاعر 

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته …

وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا .

 

ولأن حكومتنا لم تقرأ التاريخ فسأعود بها إلى الوراء في عهد الرئيس جمال عبد الناصر حين أعلن الوحدة بين مصر وسوريا ، وأذكر هنا حكومتنا بفعل أهل سوريا مع المصريين ، وكيف ثاروا عليهم وطردوهم ، بل طردوا الضباط المصريين أيضاً ، واعتبروا وجود المصريين في بلادهم عائقاً سياسياً واقتصادياً ، فهم لم يقبلوا استضافة المصريين شهراً واحداً ، ومصر استضافتهم ما فوق العشر سنوات .

وربما القرار الأخير بتملك الأجانب للأرض ذكرني بالخديوي اسماعيل ، حين بدأ شبح الإفلاس يطارده ، واقترح عليه أحد الأجانب بيع أسهم من قناة السويس ، وبالفعل تم البيع لانجلترا ، وكما هو معروف خسرت مصر حصتها في قناة السويس وخسرت الأرض والدم ، والمقابل الذي حصدته لم يوف شيئاً وقتها .

فلماذا تعيد الحكومة نفس التاريخ ؟اعتقد أن العيب ليس كما تدعي في فقرنا فمصر ليست فقيرة ، وأنما تعاني من فقر التفكير ، الدول يا حكومتي الموقرة تنهض بالعقل وبجهد الإنسان ، وقد سمعت حواراً لاحد أشهر رواد الصناعه في مصر والذي قال فيه الاستثمار في الإنسان من أهم عوامل النجاح ، فلماذا نهمل الإنسان ، لماذا نبحث عن السهل ، لماذا لا يتم استخدام المصريين ومقدرات مصر في صناعة بدائل ما نستورده ، هل تنتظر الحكومة من الغرباء تصنيع ما يفيد مصر ، اعتقد أن الواقع أثبت كيف تم تصنيع الشاورما وتجفيف العنب واستهلاك قوت الشعب من أجل تصديره خارج مصر ، في أشكال لمنتجات مختلفة من أجل مصالح شخصية ، وكان نصيب مصر من المخدرات وتجارة العملة وتخزين المواد الغذائية النصيب الأكبر ، وما خفي كان أعظم ،فالهكسوس كانوا من المهاجرين الذين وفدوا إلى مصر في شكل جماعات متفرقه صغيرة ، ومن عادة المصريين الترحيب بالمهاجرين فعاشوا وتكاثروا واستغلوا ضعف الفراعنة في فترة من الفترات فقرروا الاستيلاء على السلطة وإعلان دولتهم.

فلماذا نسيت الحكومة قراءة التاريخ ؟.

مقالات ذات صلة

‫9 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى