
كتب الاعلامي: أحمد الطيب
تسعة أشهر
تولي الظاهر بأمر الله الخلافة العباسية و تحسن الأوضاع في عهده
في آخر سنة *٦٢٢هـ* توفي الخليفة الظالم الفاسد المستبد *الناصر لدين الله* بعد أن حكم البلاد *٤٧ سنة*
و تولى الحكم بعده ابنه *الظاهر بأمر الله* و كان على النقيض تماماً من أبيه، فقد كان *رجلاً صالحاً تقياً، أظهر من العدل والإحسان* ما لم يُسبق إلا عند القليل.
حتى قال *ابن الأثير* : لو قال قائل : إنه لم يل الخلافة بعد *عمر بن عبد العزيز* مثله لكان القائل صادقاً، فقد رفع الضرائب الباهظة، و أعاد للناس حقوقهم، و أخرج المظلومين من السجون، و تصدق على الفقراء
حتى قيل في حقه: *إنه كان غريباً تماماً على هذا الزمان الفاسد.*
ثم قال ابن الأثير فيه كلمة في منتهى العجب، فقال: *إني أخاف أن تقصر مدة خلافته؛ لأن زماننا وأهله لا يستحقون خلافته، فقد كان المجتمع فاسدًا إلى هذا الحد*
و صدق ظن ابن الأثير، فقد مات الظاهر بأمر الله بعد *تسعة أشهر* ومع ذلك فكما يذكر الرواة: *رخصت الأسعار جداً في فترة حكمه, فتحسن الاقتصاد في العراق في تسعة شهور،* و هي إشارات لا تخفى على عاقل، فالحمد لله الذي وضع في الأرض سنناً لا تتبدل و لا تتغير.



