منوعات

متاع الغرور…. بقلم مصطفى ابو العيون

قال رسول الله: (ازهد فى الدنيا يحبك الله ، والزهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس )

الدنيا… والآخرة :
ضرب الله _ عزوجل _أمثله كثيرة في القرآن تبين حقارة الدنيا بجانب عظمة الآخرة، وذلك ليؤكد على ضرورة الزهد فيها والرغبة في الآخرة ، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾
[ فاطر: 5] وقال تعالى:﴿ وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾
[ العنكبوت: 64]

حث النبى على الزهد في الدنيا ، ورغب فى الآخرة ، فقال «ما الدنيا فى الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم (البحر) فلينظر بن يرجع ؟» [مسلم]

.وقد كان النبى أزهد الناس ،ينام على الحصير حتى أثر في جسده ، ويأكل ما يجد، ويربط الحجر على بطنه عدة أيام من الجوع ، وكان يقول :« كن في الدنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل » [البخارى] . ومات النبي وماترك ديناراً ولا درهماً ولا عبداً ولا أمة
أنظر لحال مَن دونك :

من الأشياء التى تساعد على الزهد فى الدنيا ، وشكر الله على ما أعطاه لنا ، أن ننظر إلى من هم أقل منّا فى الرزق ومتع الحياة ، قال رسول الله :« انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم » [متفق عليه]

الدنيا هي المتاع الزائل ، والنعيم الفانى ، لا تساوى عن الله جناح بعوضة ،وكثيراً ما زهدنا فيها رب العزة سبحانه ، وربنا فى الآخرة

وقد ضرب لنا رسول الله مثلاً عظيماً فى حقارة الدنيا وضرورة الزهد فيها ، وذلك عندما خرج ومعه بعض أصحابه يوماً إلى السوق ، واثناء سيرهم مروا على حدى ميت ، وكان جدى صغير ، وبه عيب ، وهو أنه أسك ، أى أن أذنه صغيرة ، وهذا يعد عيباً من عيوب الغنم ، فقد كان العربى لا يشتري الجدى إذا رآه أسك ، لأن هذا عيب فيه ، فلمّا رأى النبى هذا الجدى الأسك الميت ،اقترب منه وتناوله ورفعه من أذنيه ، ثم قال لمن حوله :« أيكم يحب أن يكون هذا له بدرهم ؟»
فقالوا :ما نحب أنه لنا بشىء ، وما نصنع به ؟
فقال لهم النبى :« أتحبون أنه لكم (أى بدون شىء) ؟» فقالوا : والله لو كان حياً كان عيباً ، إنه أسك ، فكيف وهو ميت ؟! فقال لهم النبى
«فو الله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم » [ مسلم ] ..فما أحقر الدنيا! ونا أقل شأنها! فأجدر بنا أن نزهد فيها..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى