فلكلور الذكر الليثى تراث شعبى مميز يقدم الحكم التاريخية فى لون فنى بالأقصر.. صور

“لو كانت الناس بتقبل عذر بعضيها.. كانت توهب الروح لبعضيها” بتلك الكلمات ينطلق أبناء المداح الراحل عبد النبى الرنان أحد قدامى مؤسسي فلكلور “الذكر الليثي” فى إحياء الليالي الشعبية المبهجة فى جنوب الصعيد، وخصيصاً الأقصر وأسوان، المحافظات التى تعشق الذكر الليثي ولا تزال تتهافت على تنظيم تلك الليالي فى المناسبات المختلفة من حفلات زفاف والاحتفال بالموالد الدينية وغيرها.

ورغم مرور أكثر من 5 سنوات على وفاة الأب المداح عبد النبى الرنان فى 2019، لا يزال أبناؤه يقدمون حفلات وليالي الذكر الليثي فى كافة أرجاء مصر، ويعيدون تراثه التاريخي القديم فى المناسبات المختلفة، حيث يتواجد 3 من أبنائه وفرقتهم من المحترفين والهواة فى الليالى ليخرجون فن ومشهد بديع وسحر جذاب للإنشاد التراثى فى فلكلور الذكر الليثي،

وفي هذا الصدد يقول رمضان الرنان نجل الراحل الشيخ عبد النبى الرنان، إن الذكر الليثي عبارة عن فلكلور تراثي وشعبي وليس حضرة دينية كما يقال أو يشاع، موضحاً إنه عبارة عن لون من ألوان الفنون الشعبية المتوارثة، ويمتاز دون غيره من الفنون الشعبية بالصعيد بالإقبال الكبير عليه والفرحة لدى حضور المناسبات التى ينظم فيها، وذلك لما فيه من روح الحماسة والتنافس ما بين الطرفين في إظهار الأداء، وضبط حركة الجسم مع الإيقاع ومحاولة كل من المشاركين مع العازف أن يتبعه وله قوانين تحكمه.

ويضيف رمضان الرنان، لـ”اليوم السابع”، إنه فى الذكر الليثى يجمع المنشد ما بين الإنشاد الديني والموال، وتواجد هذا اللون من الفنون فى محافظتى الأقصر وأسوان، وبالأخص كل من مركز إسنا وإدفو وكوم أمبو ودراو، موضحاً إنها ليست عبادة أو حضرة دينية كما يدعى البعض، ولكنه فلكلور شعبي يندرج تحت مسمى الذكر الليثي لكونه لا يطبقه أحد غير المنشدين الذين يستخدمون آلة الغاب، وعن الأداء الحركى فتوجد فى الذكر الليثى فرق ومجموعات من الهواة وليس لهم علاقة بالطرق الصوفية، ويكون على سبيل الفرح والابتهاج.

ويؤكد رمضان الرنان، إن والده المداح الشهير “عبد النبى الرنان” إبن مدينة إسنا تتلمذ على يد المداح الكبير “أحمد برين” نجوم التراث القديم بجنوب الصعيد، فهم قدموا تراث شعبي مميز وهم يتمايلون بالذكر الصوفى والليثى على أناشيدهم وقصائدهم فى مختلف القضايا والحياة اليومية بالموالد والليالى الدينية المتنوعة بمدينة إسنا ومدن وقرى محافظة الأقصر وجنوب الصعيد، حيث وصلت حفلاتهم لدول أوروبا من عشق الأجانب والمصريين المقيمين بالخارج لهذا التراث الساحر التاريخى وتنظيم عروض لهم فى مختلف دول العالم مؤخراً.