
كتب الاعلامي / أحمد الطيب
ألقاب اقترنت بشخص واحد، خلّد إسمه في السجلات الذهبية للبرازيل، في مجالات مختلفة أبدع وتميز فيها في آنٍ واحد: كرة القدم، الطب… والسياسة.
سقراط، أحد أساطير كرة القدم العالمية، طبيب الأطفال المتميز، واليساري المتطرّف، الرافض لكل أشكال الديكتاتورية.
وُلد اللاعب الفريد من نوعه سنة 1954 بالبرازيل، وأراد له والده مشوارا سياسيا، لكن سقراط اتجه بعيدا بنظره، وأراد لأمنية أبيه أن تتحقق، بشكل مميز وغير مألوف.
كان سقراط من المعارضين لنظام الحكم الديكتاتوري في البرازيل، فاقتنع بأن مكانته كلاعب كرة قدم مؤثر ستجعله قادرا على التأثير بشكل أكبر، بالنظر لشغف البرازيليين بالساحرة المستديرة، ليفضل لاعب خط الوسط الساحر كرة القدم على السياسة، دون أن يتخلى عن دراسته في مجال الطب، أين تخصص في الطب الرياضي.
قاد سقراط منتخب البرازيل في كأس العالم سنة 1982 باسبانيا، وقدم اداءً مذهلا رفقة زيكو، فالكاو وايدير، بمنظومة لعب ساحرة، جعلت الكثير من الخبراء والمتابعين يجزمون أن تلك التشكيلة هي الأفضل في تاريخ منتخب السامبا، رغم الفشل في التتويج، بعد الخسارة أمام منتخب ايطاليّ “واقعي” في ربع النهائي.
شارك سقراط في دورة المكسيك عام 1986، وفرض نفسه ضمن أبرز نجوم المحفل العالمي، لكن الحظ لم يحالفه لنيل الذهب، بعد الإقصاء في الدور الثاني بضربات الترجيح أمام المنتخب الفرنسي، بقيادة أسطورته ميشال بلاتيني.
كان لسقراط معتقدات خاصة، فلم يحتمل ضغط الاحتراف في فيورونتينا الإيطالي، لأنه يعشق المتعة واللعب من أجل اسعاد الحماهير، أمر افتقده الفيلسوف على الأراضي الإيطالية، فعاد عاشق الديموقراطية والمدافع عنها الى بلاده، أين واصل إبهار الجماهير التي عشقت فيه اللاعب والطبيب و المناضل.
توفي سقراط عام 2011 في ساو باولو بالبرازيل، بعد صراع مع المرض، تاركا وراءه تاريخا كرويا حافلا، ومشوارا مشرفا ومتميز، كلاعب وطبيب ومناضل، فكان صوتَ وفكرَ الشعب البرازيلي بامتياز.