مقالات
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ورئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين يتحدث عن تكريم البنات
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن تكريم البنات
بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
رئيس الإتحاد العالمي للقبائل
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الخريجين
الرئيس الفخري لمنظمة العراق للإبداع الإنساني بألمانيا الإتحادية
الرئيس التنفيذي للجامعة الأمريكية الدولية
الرئيس الفخري للمركز الدولي الفرنسي للعلماء والمخترعين
الرئيس الشرفي للإتحاد المصري للمجالس الشعبية والمحلية
قائمة تحيا مصر
نائب رئيس المجلس العربى الافريقى الاسيوى
كان العرب في الجاهلية لا يُحبون البنات، وقد وصَف كتاب الله حالة مَن يُبلَّغ ولادة ابنة له، فقال سبحانه: ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [النحل: 58، 59].
ومن سوء أدبهم وفساد عقيدتهم أنهم يجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون من الذكور؛ قال سبحانه: ﴿ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ ﴾ [النحل: 57]، وقد أنكر الله عليهم هذه العقيدة الباطلة فقال: ﴿ أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ * وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ [الزخرف: 16، 17].
بل قد يَعمد بعضهم إلى وأد ما يأتيه من البنات، وهذا أمر مُنكَر؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾ [التكوير: 8، 9]، قال أحد المفسرين: “فالأنثى نفس إنسانية، إهانتها إهانة للعنصر الإنساني الكريم، ووأدها قتل للنفس البشرية وإهدار لشطر الحياة، ومصادمة لحكمة الخلق الأصلية التي اقتضت أن يكون الأحياء جميعًا – لا الإنسان وحده – من ذكر وأنثى”.
وجاء الإسلام فحرَّم قتل الأولاد من بنين وبنات؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ﴾ [الأنعام: 151]، وقال أيضًا: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 31]، وأوصى بالبنات لِمَا كنَّ يعانين من الإهانة والظلم.
البنتُ هبةٌ من الله الرؤوف الوهاب الرحيم، وهي كالذَّكَر في التكريم، وحقِّ الحياة، وحقِّ الكسب، ونظامُ الحياة لا يقوم إلا على وجود الزوجين.
ولا يدري المرء أي ولدَيْه أقرب إليه نفعًا: الابن أو البنت؟
أعرف عالمًا صالحًا رُزق أولادًا ذكورًا وإناثًا، فعقَّه أولاده الذكور على درجات متفاوتة من العقوق، أما البنات فكنَّ له نعم المعين الحنون، فحفظْنَ عليه شيخوخته من الهوان والحرمان، قال لي مرة: وددت أن كان أولادي كلهم بنات، ولكني راضٍ بقضاء الله وقدره.
والبنت كاسبة منذ القدم؛ فهي تخيط الثياب، وتمرِّض المرضى، وتعمل في الزراعة وتربية المواشي، وتعلِّم البنات، وتعمل في شؤون البيت.
أما الخوف من العار، فهو مشترك بين الذكر والأنثى، فهناك أولادٌ ذكور يجلبون العار على آبائهم وأسرهم بشكل يفوق ما يتصوره الناس من أنواع العار، إنَّ الله – تبارك وتعالى – كرَّم بني آدم فقال: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70]، وهذا التكريم يشمل الأبناء والبنات.
هذا، وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإكرام البنات خاصة، وسأورد بعض الأحاديث في هذا المعنى:
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
دخلتْ عليَّ امرأةٌ ومعها ابنتان لها تسأل، فلم تجد عندي شيئًا غير تمرة واحدة، فأعطيتها إياها، فقسمتْها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئًا، ثم قامت فخرجتْ، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا فأخبرتُه فقال: ((مَن ابُتلي من هذه البنات بشيء فأحسَنَ إليهنَّ، كنَّ له سترًا من النار))؛ رواه البخاري برقم 1418، ومسلم برقم 2629، والترمذي برقم 1916، وفي لفظ: ((فصبر عليهن، كنَّ حجابًا له من النار)).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتُها ثلاث تمرات، فأعطتْ كل واحدة منهما تمرة، ورفعتْ إلى فِيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتْها ابنتاها، فشقَّت التمرة التي كانت تُريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنُها، فذكرتُ الذي صنعتْ لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إنَّ الله أوجب لها بهما الجنة، أو أعتقها بهما من النار))؛ رواه مسلم برقم 2630.
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من عال جاريتين حتى تَبلُغا، جاء يوم القيامة أنا وهو)) وضم أصابعه؛ رواه مسلم برقم 2631، والترمذي برقم 2915 ولفظه: ((مَن عال جاريتين، دخلتُ أنا وهو الجنة كهاتين)) وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم له ابنتان فيُحسن إليهما ما صحبتاه – أو صحبهما – إلا أدخلتاه الجنة)).
قال المنذري في الترغيب والترهيب 3 / 18: رواه ابن ماجه بإسناد صحيح.
• وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة في الأدب مع البنات القريبات منه والبعيدات في النسب عنه؛ فقد كان يصلي أحيانًا وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها؛ انظر الحديث في: البخاري برقم 516 و5596، وفي مسلم برقم 543، وفي أبي داود برقم 917 – إلى 920.
وترَكَ البنت الصغيرة التي تُدْعى أم خالد تلعب بخاتم النبوة؛ قالت أم خالد بنت خالد بن سعيد: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي، وعليَّ قميص أصفر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سَنَهْ، سَنَهْ))، قال أحد رواة الحديث: وهي بالحبشة: حسنة.
• قالت: وذهبت ألعب بخاتم النبوة، فزبرني أبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((دعها))، ثم قال: ((أَبلي وأَخلقي، ثم أبلي وأخلقي))؛ انظر الحديث في البخاري برقم 3071، وبيان ذلك ما جاء في باب اللباس في “صحيح البخاري”.
قالت أم خالد بنت خالد: أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بثياب فيها خميصة سوداء، فقال: ((من ترون نكسوها هذه الخميصة؟))، فأسكت القوم، فقال: ((ائتوني بأم خالد))، فأتي بي النبي صلى الله عليه وسلم فألبسَنيها بيده وقال: ((أبلي وأخلقي)) مرتين، فجعل ينظر إلى علم الخميصة ويشير بيده إليَّ ويقول: ((يا أم خالد، هذا سَنا))، والسنا بلسان الحبشة: الحسن؛ انظر الحديث في البخاري برقم 5845.
وأم خالد كانت مع أبيها في مهاجري الحبشة.
وترك صلوات الله وسلامه عليه البنتين الصغيرتين تحتفلان بالعيد بالغناء والضرب بالدف في بيت عائشة، ولما انتهرهما أبو بكر وانتهر بنته عائشة قائلاً: مزمارة الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! أقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((دعهما يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا))؛ انظر: الحديث في صحيح البخاري برقم 952، وانظر الفتح 2 / 445، ومسلم برقم 892.
وأمر صلى الله عليه وسلم بالعدل بين الأولاد، ونهى عن تفضيل بعضهم على بعض، وقال لمن أراد أن يُشهده على عطية أراد أن يعطيها ولده قائلاً: ((أكلَّ ولدِك أعطيتَهم مثل هذا؟))، قال: لا، قال: ((فأَشهِد على هذا غيري؛ فإني لا أشهد على جور، اتقوا الله واعدلوا في أولادكم))؛ انظر الحديث في: صحيح البخاري برقم 2586 و2650 ومسلم برقم 1623 و1624.
ونهى صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على الأولاد بنين وبنات، فقال: ((لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم؛ لا توافقوا من الله ساعة فيستجيب لكم))؛ انظر الحديث في: مسلم برقم 3009.