منوعات

ترامب ماذا لو تمكن من أمريكا بولاية ثانية

ماذا سيحدث فى حال فوز ترامب ؟

هل أصبح الفوز غير مضمون بعد تنحى بايدن ؟

كتبت / أمنة عبد الحليم 

في الخامس والعشرين من شهر يونيو الماضى قامت وكالة بلومبيرج الإخبارية بإجراء حديث مع دونالد ترامب ؛ قام خلاله بالإفصاح عن خطته ، وبرنامجه، وما سيقدمه لو أصبح رئيساً بعد إنتخابات نوفمبر ٢٠٢٤

وما قاله في هذا الحديث يعد ذو أهمية خصوصا

 بعد إعلانه إختيار چي دي فانس ليكون نائبه لأنه في الحديث تكلم كثيراً عن سياسات الرئيس الأسبق ماكينلي الذي جاء من أيوا نفس ولاية فانس والذي كانت لديه أفكار كثيرة مشابهة لأفكار ترامب من حيث التجارة والإقتصاد .

في فترة رئاسة ترامب السابقة كانت لديه نفس الأفكار ولكن لم يكن لديه خبرة في ممارسة السياسة ولم يكن واحد من النخبة حيث يعرف ميول كل الشخصيات التي كانت على الساحة وقتها ، وإختار مايك بنس ليكون نائبه وهذا كان إختياراً سيئاً للغاية أفسد عليه باقي إختياراته حيث أصبحت حكومته مكونة من صقور الحزب الجمهوري والذين يمارسون سياسة هجومية تعمل على ترسيخ نفوذ أمريكا العالمي بالقوة وعبر العقوبات الإقتصادية وهذا يخالف أفكار ترامب تماماً لأنه في الأصل تاجر و أسلوبه التفاهم والتجارة والصفقات للوصول لأغراضه وليس بالتهديد والحرب كما يفعل الذين وصلوا لحكومته الأولى مثل : 

جون بولتون الذي كان مستشاره للأمن القومي ،

 ومايك بومبيو الذي كان وزير خارجيته ، 

 وماكماسترز الذي كان النائب العام في حكومته ،

وكل هؤلاء عينهم ترامب بناءً على مشورات من أمثال مايك بينس ، وجون ماكين ، وليندسي حراهام .

ولكن ترامب ولأنه ذكي جدا ويتعلم من أخطأه بسرعة وبعد إخفاق فترته الأولى بدأ يدرس الأسباب وفهم أن الشخصيات التي عينها في إدارته كانت السبب الأساسي ، وأدرك أن هذه الشخصيات التي مازالت تتحكم في الحزب الجمهوري وكذلك في مؤسسة المخابرات وفي وزارة العدل ، وهم الدولة العميقة ، فتدارك أنه يمكنه عبر التعينات الجيدة للأشخاص الملائمين في الوظائف الحساسة يمكن السيطرة على حكومته وتنفيذ سياسته التي أراد تنفيذها في الفترة الأولى ، من هنا جاء اهمية إجراء حوار والحديث مع بلومبيرج لأهمية وضرورة شرح هذه السياسة بشكل أكثر وضوحاً ويشرح لماذا إختيار جي دي فانس ليصبح نائبا له . 

أهم ما اوضحه ترامب إنه يريد إنهاء سياسة العولمة التي إنتهجتها أمريكا عبر عدة عقود والتي بها أصبحت القوة الوحيدة دولياً ، وبسبب القرارات التي إتخذتها إدارة بايدن أصبحت أكثر دولة مكروهة في العالم وزيادة الأعداء الذين يعملون على تدميرها عبر تدمير إقتصادها .

 لذالك ترامب إدرك أن الحل لهذه المشكلة في تبني سياسة الرسوم الجمركية العالية جداً لحماية الصناعة المحلية وتدخل الحكومة لإنعاش وتقوية هذه الصناعة. وهذا بالتأكيد ما يرسخ لسياسة إنعزالية وتقيد للعولمه حيث تنقلب أمريكا على نفسها ، ولن تتدخل في شئون باقي دول العالم وأن تحاول السيطره عليهم ولا على التجارة العالمية ، بل ستحاول الإنغلاق على نفسها حتى تستعيد قوتها الداخلية التي تسمح لها مرة أخرى بالمنافسة العالمية ، وهذه نظرة إقتصادية خالصة وتحكم بالتالي السياسة الداخلية والخارجية لأمريكا في فترة ولاية ترامب لو فاز بالرئاسة القادمة.

وهناك الكثير من الإجراءات والسياسات التى عليه القيام بها لعدم الإخفاق ، الوقت هو الذي سيكشف مدى تمكن ترامب من الوصول والتعامل مع كل اطراف الدولة العميقة ، والتي في فترة رئاسته الأولى كان يقول أنه سوف يقوم بتنظيف المستنقع لكن كان المستنقع أقوى مما تصور ، لكن هذه المرة هو مستعد لهم إستعداد جيد ، إن إختياره لنائبه جي دي فانس قد يكون إشارة إلى أنه سيكون حازماً هذه المرة لو فاز فى الإنتخابات الرئاسية القادمه .

أما السياسة الخارجية فبطبيعة الحال تتأثر بوجهة نظر ترامب في تفضيل التجارة والربح فوق كل شئ ،

 لذالك فهو يريد أول شيئا يفعله ويركز عليه إنهاء حرب أوكرانيا ، بالرغم أن أ أغلب الدول الأوروبية والإتحاد الأوروبي نفسه مصمم على إستمرار هذه الحرب بالرغم من تأثيرها السلبى على اقتصاداتها ،

إلا أن ترامب لن يعوقه ذلك وقد يفرض جمارك على كل الواردات من جميع أنحاء العالم بما فيها أوروبا ، من أجل حماية أمريكا وإقتصادها ، وهذا بطبيعة الحال سوف يؤثر على الناتو وسطوته، فمنذ ولايته الأولى وترامب يلوح بإنسحاب أمريكا من حلف الناتو ، ولو فعل ذلك سينهار الحلف لأنها هي الداعم الأكبر.

وبالرغم من إنتشار اخبار بأمريكا أن بوتن سيوقف حرب أوكرانيا بتهديد من ترامب بقوة أمريكا ، إللا أن واقع الأمر هو أن ترامب كرجل تجارة ناجح لديه القدرة على الإستماع وتفهم وجهة نظر الطرف الآخر وأيضاً لديه القدرة على إيجاد الحلول الملائمة لأي موقف. وهذا ما نسميه اليوم بالدبلوماسية التي إفتقدها فريق بايدن ، فكل العولميين من النخبة الغربية إلا فيكتور إوربان الذي يحاول فتح المفاوضات فوقف الإتحاد الأوروبي ضده ويحاول تطبيق عقوبات عليه وعلى بلده المجر .

بالنسبة للعقوبات الإقتصادية ترامب قد أوضح أنه لا يؤمن بها بعد أن رأي ما قامت به العقوبات التي فرضتها أمريكا على روسيا بعد قيام حرب أوكرانيا وكيف أنها كان لها المردود العكسى مما كان منتظر منها فبدلاً من تحطيم الإقتصاد الروسي وإرغام الشعب الروسي الإنقلاب على بوتن ، تمكنت روسيا من الخروج من تحت هذه العقوبات أحسن اقتصاداً وأحدى قيادات الكتله المضادة للغرب ولأمريكا بالذات ، وزادت من حماس باقي دول العالم للإنضمام لمجموعة بريكس التي هي أساس بدء تدهور الدولار في السوق العالمي.

أما عن السياسة الخارجية فتطرق ترامب في حديثه مع بلومبيرج إلى كل من الصين وتايوان وقال أنه لا يكن عداء لأحد وأن كل ما يبغاه هو إزدهار إقتصاد أمريكا ؛ اعلانها بوضوح أن أمريكا على إستعداد لمساعدة أي دولة للدفاع عن نفسها طالما تدفع هذه الدوله ثمن هذا الدفاع ، وهذا كان قد طبق على السعودية ولذا يمكن تطبيقه على تايوان في المستقبل.

 

أما عن رؤيته إلى الشرق الأوسط فهذه بقعة من الأرض تسبب الكثير من المشاكل للأمريكيين لمدى تغلغل نفوذ اللوبي الصهيوني في مصير هذه الفئة الحاكمة في أمريكا لذالك نجد أن أغلب الرؤساء الطامحين في الوصول للرئاسة لابد أن يتوافقو مع مطالب إسرائيل. ولذا سنرى دونالد ترامب يقوم بذلك مرة أخرى لأنه يطمح في الفوز في الإنتخابات القادمة ، إلا أنه لو لم يبدي الولاء لإسرائيل قد يتدخل اللوبي الصهيوني ويجعله يخفق في تحقيق حلمه وهدفه بالوصول والفوز بالرئاسة . 

أما بالنسبه لإيران هى جزء هام في علاقات أمريكا في الشرق الإوسط لأن إسرائيل تنظر إليها على أنها الخطر الأول في المنطقة عليها وتتخوف من وصول إيران لإنتاج القنبلة النووي وتفقد إسرائيل مكانتها كالدولة الوحيدة في الإقليم التي لديها القنبلة النووية ، لذالك تحاول إسرائيل توريط أمريكا في حرب ضد إيران بشتى الطرق .

إن نجاح ترامب في فترته القادمة سيتوقف إلى حدٍ كبير على مدى نجاحه في إختيار الشخصيات التي ستساعده للوصول إلى تحقيق الحلم الذي لديه لأمريكا ، أو على الجانب الآخر تصبح حكومته عائق لأي تقدم يريده ترامب ، كما كان قد حدث في فترة رئاسته الأولي. والجدير بالذكر أن هذه الفترة ستكون الفترة الإخيرة لولاية ترامب لأنه بذلك يكون قد استنفذ الفترتين اللتين لديه كرئيس لأمريكا .

يتوقع المحللين السياسيين أن الفترة الثانية لولاية ترامب الرئاسة سيقوم فيها بتغيير جذري لما حاولت إدارة بايدن والحزب الديمقراطي من إرسائه في المجتمع الأمريكي وفي السياسة والإقتصاد الأمريكي. فالعولمة ومشكلة المناخ ، وإستخدام العقوبات كأسلوب عقابي للدول الأخرى ، والقيام بتغيير النظم وسياسة الإنفتاح التجاري الكامل ، كلها ستتغير مع قدوم ترامب بآرائة الإقتصادية ، وأسلوبه في التفاوض السياسي بدلاً من استخدام قوة السلاح أو تغيير النظام بإفتعال انقلابات داخلية ، ووضح هذا التغير في نظرة ترامب ، عن نظرة الديمقراطيين لمستقبل أمريكا ، في إتخاذه قراراً بعدم إغلاقه لمنصة تيك توك كما أرادت إدارة بايدن ، وذلك لأنها منصة مفتوحة. وبذلك نرى أنه يحاول إستعادة الأساسيات التي بنيت عليها امريكا من الحريات الشخصية دون تطرف والرجوع للوطنية وليس الإتجاه للعولمة ، والتركيز على الإقتصاد والإرتقاء بمستوى المعيشة وليس الحروب الخارجية ، وأخيراً وليس آخراً غلق الحدود أمام التدفق الهائل من المهاجرين غير الشرعيين .

يبدو أن لدي ترامب هذه المرة ، فرصة أحسن من فترة رئاسته الأولى ، لكي يرسخ لرؤيته لمستقبل أمريكا كما كان يود أثناء فترة رئاسته الأولى.

لكن هل تبدد حلم ترامب بالفوز فى الإنتخابات وأصبح غير مضمون ف الإنتخابات الرئاسية القادمه بعد تنحى بايدن وإنسحابه من السباق وترشيح نائبة الرئيس الأمريكى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى