مقالات

لولا اللسان ما ضُرب القفا.

بقلم : نجوى حجازي 

 

على مايبدو عزيزي القارئ أننا مهما اختلفنا في الآراء والرؤى ، إلا أننا سنتفق على أن ما يحدث تلك الأيام يحمل من الغرابة والتعجب العديد ، ويطوي بين صفحاته الكثير من المخاوف التي ربما لا يدرك معظمنا لم تتولد تلك المخاوف وتزداد يوماً بعد يوم ؟!… 

فربما ازدياد الأسعار والغلاء الفاحش ، وربما مفاجآت الحكومة التي لا تنتهي ، وربما وربما ….

ولكن إذا تمعنت فيما سأكتبه فستجد نفسك بين خيارين إما أن تهدأ وترتاح مهما كانت ظروف حياتك وإمكاناتك ، وإما أن يعلو صوتك وتذهب مع دعاة الفوضى وهنا لا تتعجب إن أخبرتك أن الرضا بما هو متاح هو الاختيار الأمثل والأفضل وربما تأتي عليك لحظات قريبة وليست ببعيدة تتذكر تلك الأيام واللحظات وتتأسف على ضياعها في الشكوى والتبرم .

فببساطة شديدة ودون إطالة تعالى معي لنراجع أحداث اليومين الماضيين فقط ، لأنهما بتحليل بسيط يحملان في طياتهما الكثير من المعاني التي ستفسّرها الأيام المقبلة .

فبمراجعة حفل افتتاح المونديال في فرنسا ستجد لوحة العشاء الأخير التي جسدها الشواذ والعاهرات والمتحولين جنسياً ، إشارة إلى ماهو قادم إلينا وليس إلى ما ذهب إليه الكثيرون من الإشارة إلى ازدراء الأديان ، لأنه ببساطة الدين لا يختذل في لوحة رسمها فنان ، وإنما الدين ما وقر في القلب وصدقه العمل . 

إن ما جاء في هذا الحفل يرمز إلى شيئين الأول هو التصريح وليس التلميح بأن العصر القادم هو عصر هؤلاء من المتحولين والساقطات والشواذ ،فلا احترام لقيم ولا بقاء لمبدأ ، وأن العالم سينتهي بهؤلاء .

فالشواذ والمتحولون والعاهرات لا ينجبون ولا ينتجون وليس لهم من مآرب سوى ارضاء شهواتهم الماديه والجسدية .

ولن يكون كلامي نظرياً إذا ما تصفحنا في بعض البرامج لنجد أن المجتمعات العربية التي كانت محافظة إلى وقت قريب ، أصبحت نوافذ لكل ماهو مبتذل وردئ ، والكل يبذل قصارى جهده من دناءة وبذاءة ورخص ودياسة من أجل جلب المال ، وأعتقد أن تلك الصفات لا تبتعد في وصفها عن من كانوا يمثلون اللوحه في احتفال المونديال .

ولأن الخيانة عنصر بارز من عناصر تلك اللوحة فلا تستبعد عزيزي القارئ أن تكون نهاية الأمر على يد أحد الخونة الذين يرتدون زي الأصدقاء .

ودائماً نخشى الكلمة لأنها السلاح الأخطر الذي تستطيع من خلاله السيطرة والسطوة .

ولأنك تعيش على أرض أخطر اسلحتها المخابرات ، فستفهم لماذا لا يكمل الرئيس أحاديثه ، فيترك قنوات الإخوان وغيرهم يلتهون بتلك الأحاديث المبتورة معتقدين أن مصر تحت إمرة من لا يعقل ولا يحسن إدارتها ، حتى أنهم وبعد أن احتاروا فيما يفعله الرئيس في الخفاء مواجهاً به كل كارثة تقترب ، لجأوا إلى الاعتقاد بأن مصر وشعبها مسحورون ، وأننا لابد أن نسعى لثورة الخلاص ، وهم لا يعلمون أنهم أول من سيتم الخلاص منهم على يد أعوانهم .

وإذا ما تمعنت في كوارث المياه المنتظرة والمحيطة بك من سد النهضة وفيضانات السودان وانحسار مياه البحر ،ستكون قد وصلت إلى آخر فصل من فصول رواية تدمير مصر من أجل تنفيذ خطة من الفرات إلى النيل .

وربما تقول في نفسك لماذا يستمرون رغم معرفتهم باستعداد مصر لاستقبال المياه !!!

فأقول لك أن شرهم لن يتوقف عند فشل خططهم ، وأن أي خسارة لك هي مكسب لديهم ، حتى لو كانت خسارتك تتمثل في انهيار معنوياتك ويأسك من الإصلاح ، وإحساسك بالقهر وأنت صاحب علم وقيم ومبادئ تراها عديمة الفائدة أمام مكاسب العراة المبتذلين .

ولذا فالحكمة والتعقل والصمت افضل نصيحة لكل صاحب عقل ، لأن القادم أسوأ بكثير مما سبق ، ليس ذلك تخويفاً أو تهويلاً ، بالعكس فأنت محفوظ بأمر الله وتعيش على أرض حفظها الله ، ولكن عليك أن تعلم أن كسرة الخبز اليوم ربما تكون زاد الغد إذا تكالبت الذئاب وكشفت عن أنيابها .

وليس عليك سوى العمل بالحكمة القديمة إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب فليس كل ما يُعرف يُقال ، فلولا اللسان ما ضُرب القفا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى