بقلم / محمد دنيا
البعض يعتقد أن مسألة الوعى هى نوع من الترف وليس بها أى نوع من الإلزام ويرى البعض أيضا أن مسألة الوعى هى قاصرة على فئة دون فئة أخرى وهذا أمر خاطىء جداً جداً فالوعى الأن كالماء والهواء ومسألة أمن قومى لاجدال فى هذا ، فكما أن سلاح الجندى هو أمر مهم لكى يفوز فى معركته أيضا العقل الواعي المدرك الثاقب للمواطن هى ضرورة ملزمة للنجاة وللحفاظ على الآمن القومى للوطن لأن القوم لو أصبحوا بلا وعى سيحرقون أوطانهم بآيديهم لا بأيدى العدو ..
مسألة الوعى هذه مسألة حياة أوموت لا مناص ولا جدل فى هذا وعلينا جميعاً أن ندرك أن العقل لابد أن يكون قوى وأكثر رشداً وأكثر اتساعاً وبراعة فى الفهم السريع والنقد الحميد ..
بالنسبة لبلدنا الحبيبةُ مصر مسألة الوعى هى ضرورة قصوى ومُلحة الأن دون أى وقت فالأن مصر دولة قوية ولا يستطيع أحد الاقتراب منها مهما كانت قوته فمصر الأن قاهرة وقادرة ، يتبقى عقل المواطن ودرجة وعيه ..هل الجميع يرى هذه الحقيقة ويعيها بالطبع لا فهناك من يقع فريسة لمروجي الاشاعات ومختلقي الكذب فلا يستطيع التميز مابين الخبيث والطيب .. والسؤال هنا كيف سننقذ من وقع فريسة لمروجى الكذب والإشاعات المغرضة التى غرضها النيل من سلامة الوطن ووحدة قومه ..
فى الحقيقة أعدائنا يعلمون جيداً ان بالقوة العسكرية لن يستطيعوا القُرب فما كان لهم إلا أن يصنعوا الفتن والإشاعات فى الداخل عن طريق أشخاص من المؤسف أن نصفهم بالمصريين واستخدموا شبكات التواصل الاجتماعى ليلاً ونهاراً واختلقوا الأكاذيب وصنعوا قضايا وهمية لإنصراف المواطن عن وطنه عوضاً عن الحديث الدائم عن التقليل من المشاريع العملاقة والمشاريع القومية ، بالتالى أصبح هناك حالة من السحابة الرمادية التى تلوح فى الأفق ولابد من ذوبانها بدلا ً من أن تتسع وتصبح قاطمة السواد وتنهال على رؤوسنا …
فما الحل إذاً ؟
الحل هو الوعى وان نجعله فى مقدمة أولوياتنا وان نتعامل معه وكأنه كالماء والهواء وكأنه كالسلاح الذى يحمله الجندى فى المعركة .. لا بديل ولا مفر من هذا
إذاً ماهى أدوات مروجى الاشاعات وقاتلى الوعى عن عمد وبسبق إصرار وترصد ؟
إنهم فى المقام الأول الان يستخدمون السوشيال ميديا عن طريق عمل مجموعات مغلقة سواء على مايسمى بالفيس بوك أو مجموعات على الواتس أب أو أى تجمع افتراضى ..حيث أنهم لديهم نظرة فى اختيار العضو المستهدف الذى سيتم إدخاله فى المجموعة بحيث ضمان السرية وعدم البوح ،أيضاً هم يصنعوا هذه المجموعات عن طريق الحيز الجغرافى فمثلاً كل منطقة يتم صناعة جروب مغلق على أصحابها ويكون منشىء هذا الجروب من مروجى الاشاعات وصناعى الفتن أو بالآحرى من هذه الجماعة الإرهابية التى تسمى بالإخوان المجرمين .. أيضاً يصنعوا مجموعات بإسم الشوارع وبإسم القرى بمجموعات هائلة ويجعلونها مغلقة ومقتصرة على المواطن المستهدف والقائمين على الهدف فقط ، عوضاً عن أعوانهم الذين يبثون عبر قنواتهم من الخارج …
كل هذا يحدث بالترتيب وبالتنظيم ونحن فى سُبات ينبغى أن نجد حلاً يتضاد مع أفعال هؤلاء المجرمين مخربي الاوطان..
فما هو الحل إذاً ؟
الحل هو فى رفع درجة الوعى واعتماده كآمن قومى لابديل عن ذلك كما ذكرت ..
ماهى أدوات رفع درجة الوعى فى الوقت الحالى ؟
الحقيقة هذا الموضوع متشابك وله حلول فى كافة الأصعدة
فمثلاً الاعلام ومثلاً التعليم وأيضاً الدراما والسينما ومراكز الشباب ووزارة الثقافة أيضاً لابد أن يكون لنا منصات كثيرة على السوشيال ميديا تبث الحقيقة بدون تجميل زائد فقط الحقيقة وبطرق مبسطة ولابد أن نضع شاشات إخبارية فى الأماكن العامة والميادين ووسائل التنقل والمدارس والجامعات والمستشفيات شاشات للأخبار وعرض الانجازات وكيف أصبحت مصر الأن .. وأنا آرى أنه لابد من إنشاء وزارة نسميها وزارة الوعى الوطنى وان تشرف على كل هذا لأن الوعى أصبح مهم للغاية فالعدو لن يأتى لنا من الخارج لأننا الأن أقوياء هو يريد أن يأتى من الداخل متلبس فى أجساد بنى وطننا ..
فى النهاية الوعى كالماء والهواء، وأمن قومى لا لبس فى هذا .
عاشت مصر وعاش شعبها وحمى الله جيشها ونصره وأعزه وأمده بمدده الكريم الفياض .