مقالات
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن مفهوم البعث والنشور
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن مفهوم البعث والنشور
بقلم \ المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
البعث في اللغة:
البعث مأخوذ من بَعَثَهُ يَبْعَثُه بَعْثًا، أي: أَرْسَلَهُ وَحْدَه، وبَعَثَ به، أي: أَرسله مع غيره وابْتَعَثَه أَيضًا، أَي: أَرسله.
وقال الجوهري رحمه الله تعالى: “بعثه وابتعثه بمعنى، أي: أرسله، فانبعثَ، وقولهم: كنتَ في بَعْثِ فلانٍ، أي: في جيشه الذي بُعِثَ معه، والبُعوثُ: الجيوش، وبَعَثْتُ الناقةَ: أَثَرْتُها، وبَعَثَهُ من منامه، أي: أهَبَّه، وبَعَثَ الموتى: نَشَرَهُمْ ليوم البعث، وانْبَعَثَ في السير، أي: أسرع، وتَبَعَّثَ منِّي الشِّعْرُ، أي: انبعثَ، كأنَّه سارَ”[1].
والاختلاف في تعريف البعث لغةً باعتبار ما علق به في الاستعمال والإرادة؛ فقد يُطلق ويراد به معنى من المعاني الآتية:
• منها الإرسال: يقال: بعثت فلانًا أو ابتعثته، أي: أرسلته.
• ومنها البعث مِن النوم: يقال: بعثه مِن منامه: إذا أيقظه.
• ومنها الإثارة: وهو أصل في معنى البعث، ومنه قيل للناقة: بعثتها؛ إذا أثرتها وكانت قبل باركةً[2].
وقال الرَّاغب[3] رحمه الله تعالى: “أصل البعث: إثارة الشيء وتوجيهه، يقال: بعثته فانبعث، ويختلف البعث بحسب اختلاف ما علِّق به، فبعثت البعير: أثرته وسيَّرته، وقوله عز وجل: ﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾ [4]، أي: يخرجهم ويسيِّرهم إلى القيامة”[5].
وقال الأزهري[6] رحمه الله تعالى: “والبعث في كَلَام الْعَرَب على وَجْهَيْن، أَحدهمَا: الْإِرْسَال؛ كَقَوْل الله تَعَالَى: ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى ﴾ [7]، مَعْنَاهُ: أرسلنَا… وثانيها: الْإِحْيَاء من الله للموتى، وَمِنْه قَوْله جلَّ وعزَّ: ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ ﴾ [8]، أَي: أحييناكم”[9].
وقال الرَّاغب رحمه الله تعالى: “فالبعث ضربان: بشري؛ كبعث البعير، وبعث الإنسان في حاجة، وإلهي، وذلك ضربان، أحدهما: إيجاد الأعيان والأجناس والأنواع؛ وذلك يختصُّ به الباري تعالى، ولم يقدر عليه أحد، والثاني: إحياء الموتى، وقد خَصَّ بذلك بعضَ أوليائه؛ كعيسى صلى الله عليه وسلم وأمثاله، ومنه قوله عزوجل: ﴿ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ ﴾، يعني: يوم الحشر”[10].
(ب): البعث في الشرع:
المراد بالبعث في الشَّرع هو: إحياء الله الموتى وإخراجُهم من قبورهم للحساب والجزاء.
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: “البعث: هُوَ الْمَعَادُ وَقِيَامُ الْأَرْوَاحِ وَالْأَجْسَادِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”[11].
وقال السفاريني[12] رحمه الله تعالى: “أمَّا الْبَعْثُ فَالْمُرَادُ بِهِ: الْمَعَادُ الْجُسْمَانِيُّ؛ فَإِنَّهُ الْمُتَبَادِرُ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ؛ إِذْ هُوَ الَّذِي يَجِبُ اعْتِقَادُهُ وَيُكَفَّرُ مُنْكِرُهُ”[13].
وقال السيد سابق رحمه الله تعالى عن البعث: “وهو إعادة الإنسان روحًا وجسدًا، كما كان في الدنيا”[14].
وهكذا يكون حينما تتعلق إرادة الله تبارك وتعالى بذلك؛ فيخرجون من القبور حفاة عراة غُرلًا بُهْمًا، ويساقون ويجمعون إلى الموقف لمحاسبتهم ونيل كل مخلوق ما يستحقه من الجزاء العادل.
وهذا ما تشير إليه كثير من الآيات الواردة في كتاب الله عز وجل، كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ﴾ [15].
وقوله تعالى: ﴿ أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ﴾ [16].
وقوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ – وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾ [17].
وقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾ [18].
وبالمقارنة بين المعنى الشرعي لكلمة (البعث) والمعنى اللغوي لها نجد ترابطًا ظاهرًا؛ وذلك أن من معاني البعث في اللُّغة الإثارة لما كان ساكنًا مِن قبل، وكذا الإرسال كما في قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ ﴾ [19].
وهذا ما جاء في كلمة البعث مرادًا بها معناها الشرعي الذي هو إرسال الحياة إلى الأموات وإثارتها من جديد، لتتهيَّأ لما يراد منها من الانطلاق إلى الموقف للحساب.
فالبعث هو: المعاد الجسماني فإنه المتبادر عند الإطلاق؛ إذ هو الذي يجب اعتقاده ويَكفر منكره؛ كما قال الإمام المحقِّق ابن القيم[20] رحمه الله تعالى:
“معاد الأبدان متَّفَق عليه بين المسلمين، واليهود، والنصارى”[21].
ولهذا قال الإمام الرازي[22] رحمه الله تعالى: “وَلا شَكَّ أَنَّ مَنْ أَنْكَرَ الْحَشْرَ وَالْبَعْثَ الْجُسْمَانِيَّ، فَقَدْ أَنْكَرَ صَرِيحَ الْقُرْآنِ…”[23].
تعريف النشور:
النشر في اللغة:
ذكر الرَّاغب الأصفهاني رحمه الله تعالى للنشر معاني عديدة.
منها: البسط، والانتشار، وتقلب الإنسان في حوائجه والتفرق.
• أما مجيئه بمعنى البسط فمثل قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ﴾ [24]، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ﴾ [25]، أي: الملائكة التي تنشر الرياح أو الرياح التي تنشر السحاب.
• وأما مجيئه بمعنى الانتشار فمثل قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ﴾ [26]، أي: جعل فيه الانتشار وابتغاء الرزق.
• وأما مجيئه بمعنى تقلُّب الإنسان في حوائجه قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ ﴾[27]، أي: تفرَّقوا فيها، وقوله تعالى: ﴿ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا ﴾ [28]، أي: تفرقوا[29].
وذكر الأزهريُّ رحمه الله تعالى: “النشر: الحياة، والنشر: الريح الطيبة”[30].
وأيضًا قال: “أنشر الله الموتى فنشروا: إذا حيوا…”[31].
وأيضًا قال: “نشرهم الله، أي: بعثهم، كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [32]”.
وقال ابن الأثير رحمه الله تعالى: “يُقَالُ: نَشَرَ الميتُ يَنْشُرُ نُشُورًا، إِذَا عَاشَ بَعْدَ الْمَوْتِ، وأَنْشَرَهُ الله، أَي: أَحْيَاهُ”[33].
النشور في الاصطلاح:
يطلق ويراد به معنى البعث ومرادف له، وهو: “انتشار الناس من قبورهم إلى الموقف للحساب والجزاء”.
وإذا كان من المعاني اللغوية الانتشار والتفرُّق والانبساط والبعث، فهي معان عامَّة يدخل فيها المعنى الاصطلاحي، وهو: “نشر الله الأموات وإحياؤهم من قبورهم”.
فالنشور يراد به سريان الحياة في الأموات، من أنه يراد به البعث في اليوم الآخر وخروج الناس من قبورهم أحياء؛ وهذا ما فسر به قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ ﴾ [34].
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ ﴾، “أَيْ: بَعَثَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ، وَمِنْهُ يُقَالُ: الْبَعْثُ وَالنُّشُورُ”[35].
وأيضًا جاء في الحديث عن حذيفة بن اليمان[36] رضي الله عنهما قال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، قال: ((بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا))، وَإِذَا قَامَ قال: ((الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدما أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ))[37].
وقال السفارينيُّ رحمه الله تعالى: “وَأَمَّا النُّشُورُ فَهُوَ يُرَادِفُ الْبَعْثَ فِي الْمَعْنَى، يُقَالُ: نُشِرَ الْمَيِّتُ يُنْشَرُ نُشُورًا: إِذَا عَاشَ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَأَنْشَرَهُ اللَّهُ، أَيْ: أَحْيَاهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: يَوْمُ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ”[38].
الفرق بين البَعْث والنشور:
المراد بالبعث إخراج الناس: مِن القبور إلى الموقف، والمراد بالنشور ظهور المبعوثين وظهور أعمالهم للمخلوقات.
قال أبو هلال[39] رحمه الله تعالى:
“إنَّ بعث الْخلق: اسْمٌ لإخراجهم من قُبُورهم إِلَى الْموقف، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: ﴿ مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ﴾.
والنشور: اسْمٌ لظُهُور المبعوثين وَظُهُور أعمالهم لِلْخَلَائِقِ، وَمِنْه قَوْلك: نشرت اسْمك ونشرت فَضِيلَة فلَان، إِلَّا أَنه قيل: أنشر الله الْمَوْتَى بِالْألف ونشرت الْفَضِيلَة وَالثَّوْب؛ للْفرق بَين الْمَعْنيين”[40].
________________________________________
[1] الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري، مادة: (ب ع ث)، (1/ 273).
[2] راجع: “لسان العرب”؛ لابن منظور، مادة: (ب ع ث)، (2/ 116).
[3] الراغب (؟ 502 هـ =؟ 1108 م)، هو: الحسين بن محمد بن المفضل، أبو القاسم الأصفهاني (أو الأصبهاني) المعروف بالراغب: أديب، مِن الحكماء العلماء، من أهل (أصبهان) سكن بغداد، واشتهر، حتى كان يقرن بالإمام الغزالي، ومن كتبه (محاضرات الأدباء) مجلدان، و(الذريعة إلى مكارم الشريعة) و(الأخلاق) ويسمى (أخلاق الراغب) و(جامع التفاسير) كبير، طبعت مقدمته، أخذ عنه البيضاوي في تفسيره، و(المفردات في غريب القرآن) و…
راجع: “سير أعلام النبلاء”؛ للذهبي، (18/ 120 121)، و”الأعلام”؛ للزركلي، (6/ 347 348).
[4] سورة الأنعام: (36).
[5] “مفردات ألفاظ القرآن”؛ للراغب الأصفهاني، مادة: (ب ع ث)، (1/ 101).
[6] الأزهري (282 370 هـ = 895 981 م)، هو: محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، أبو منصور، أحد الأئمَّة في اللغة والأدب، مولده ووفاته في هراة بخراسان، نسبته إلى جده (الأزهر)، عُني بالفقه فاشتهر به أولًا، ثمَّ غلب عليه التبحُّر في العربية، فرحل في طلبها وقصد القبائلَ وتوسَّع في أخبارهم، وسمع ببغداد من: أبي القاسم البغوي، وابن أبي داود… روى عنه: أبو عبيد الهروي مؤلف (الغريبين)، وأبو يعقوب القراب، وأبو ذر عبد بن أحمد الحافظ، وآخرون، وكان رأسًا في اللغة والفقه، ثقة، ثبتًا، ديِّنًا، ومن كتبه (غريب الألفاظ التي استعملها الفقهاء) و(تفسير القرآن)…
راجع: “تهذيب اللغة”؛ لمحمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، أبي منصور (المتوفى: 370 هـ، (1/ 8)، المحقق: محمد عوض مرعب، دار إحياء التراث العربي بيروت، الطبعة: الأولى، 2001م، عدد الأجزاء: (15)، و”سير أعلام النبلاء”؛ للذهبي، (16/ 315 317)، و”الأعلام”؛ للزركلي، (5/ 311).
[7] سورة الأعراف: (103).
[8] سورة البقرة: (56).
[9] “تهذيب اللغة”؛ لمحمد بن أحمد بن الأزهري مادة: (ب ع ث)، (2/ 201، 202).
[10] “مفردات ألفاظ القرآن”؛ للراغب الأصفهاني، مادة: (ب ع ث)، (1/ 101، 102).
[11] “تفسير القرآن العظيم”؛ لابن كثير، (5/ 395).
[12] السفاريني (1114 1188 هـ = 1702 1774 م)، هو: محمد بن أحمد بن سالم أبو سليمان، أبو العون، السفاريني، النابلسي، الحنبلي، المعروف بالسفاريني، محدِّث، فقيه، أصولي، مؤرِّخ، مشارك في العلوم، ولد في سفارين (من قرى نابلس) ورحل إلى دمشق فأخذ عن عبدالغني بن إسماعيل النابلسي ومحمد بن عبدالرحمن الغزي وغيرهم، وعاد إلى نابلس فدرس وأفتى وتوفي فيها، من تصانيفه: (لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية)، و(اللمعة في فضائل الجمعة)، و…
راجع: “سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر”؛ لمحمد خليل بن علي بن محمد بن محمد مراد الحسيني، أبي الفضل (المتوفى: 1206هـ)، (3/ 117)، دار البشائر الإسلامية، دار ابن حزم، الطبعة: الثالثة، 1408 هـ 1988 م، عدد الأجزاء: (4)، “معجم المؤلفين”؛ لعمر بن رضا بن محمد راغب بن عبدالغني كحالة الدمشقي (المتوفى: 1408هـ)، (8/ 262)، مكتبة المثنى بيروت، دار إحياء التراث العربي بيروت، عدد الأجزاء: (13)، و”الأعلام”؛ للزركلي، (6/ 14).
[13] لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية، لشمس الدين، أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي، المتوفى: 1188هـ، (2/ 157)، مؤسسة الخافقين ومكتبتها دمشق، الطبعة: الثانية 1402 هـ = 1982 م، عدد الأجزاء: (2).
[14] العقائد الإسلامية، لسيد سابق (المتوفى: 1420هـ)، (ص269)، دار الكتاب العربي بيروت، عدد الأجزاء: (1).
[15] سورة الانفطار: (4).
[16] سورة العاديات: (9).
[17] سورة الحج: (6 – 7).
[18] سورة الأنعام: (36).
[19] سورة النحل: (36).
[20] ابن القيم (691 751 هـ = 1292 1350 م)، هو: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزرعي الدمشقي، أبو عبدالله، شمس الدين: من أركان الإصلاح الإسلامي، وأحد كبار العلماء، مولده ووفاته في دمشق، تتلمذ لشيخ الإسلام ابن تيمية حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله، بل ينتصر له في جميع ما يصدر عنه، وهو الذي هذَّب كتبَه ونشر علمه، وسجن معه في قلعة دمشق، وأهين وعُذِّب بسببه، وكان حسن الخلق محبوبًا عند الناس، أُغرم بحبِّ الكتب، فجمع منها عددًا عظيمًا، وكتب بخطه الحسن شيئًا كثيرًا، وألَّف تصانيف كثيرة، منها: (إعلام الموقعين) و(الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) و(الروح في الكلام على أرواح الأموات والأحياء بالدلائل من الكتاب والسنة) و…
راجع: “الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة”؛ لابن حجر العسقلاني، (5/ 137 140)، و”الأعلام”؛ للزركلي، (6/ 56).
[21] الروح في الكلام على أرواح الأموات والأحياء بالدلائل من الكتاب والسنة، لمحمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)، (ص 52)، دار الكتب العلمية بيروت، عدد الأجزاء: (1).
[22] الرازي (544 606 هـ = 1150 1210 م)، هو: محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن، الرازي، فخر الدين، أبو عبدالله، المعروف بابن الخطيب، من نسل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وُلد بالري وإليها نسبته، وأصله من طبرستان، فقيه وأصولي شافعي، متكلم، نظار، مفسر، أديب، مشارك في أنواع من العلوم، رحل إلى خوارزم بعدما مهر في العلوم، ثم قصد ما وراء النهر وخراسان، واستقرَّ في (هراة) وكان يلقَّب بها شيخ الإسلام، منحه الله قدرةً فائقة في التأليف والتصنيف، فكان فريدَ عصره، اشتهرت مصنَّفاته في الآفاق، وأقبل الناس على الاشتغال بها، ومن تصانيفه: (مفاتيح الغيب = التفسير الكبير) في التفسير و(معالم الأصول) و(المحصول) في أصول الفقه و…
راجع: “طبقات الشافعية الكبرى”؛ لتاج الدين عبدالوهاب بن تقي الدين السبكي (المتوفى: 771هـ)، (8/ 81 82)، المحقق: د. محمود محمد الطناحي، د. عبدالفتاح محمد الحلو، هجر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة: الثانية، 1413هـ، عدد الأجزاء: (10)، و”الأعلام”؛ للزركلي، (6/ 313).
[23] “مفاتيح الغيب = التفسير الكبير”؛ لأبي عبدالله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى: 606هـ)، (16/ 25)، دار إحياء التراث العربي بيروت، الطبعة: الثالثة 1420 هـ، عدد الأحزاء: (32).
[24] سورة التكوير: (10).
[25] سورة المرسلات: (3).
[26] سورة الفرقان: (47).
[27] سورة الجمعة: (10).
[28] سورة الأحزاب: (53).
[29] “مفردات ألفاظ القرآن”؛ للراغب الأصفهاني، مادة: (ن ش ر)، (2/ 427 429) بتصرف.
[30] “تهذيب اللغة”؛ لمحمد بن أحمد بن الأزهري مادة: (ن ش ر)، (11/ 232).
[31] المصدر نفسه.
[32] سورة الملك: (15).
[33] “النهاية في غريب الحديث والأثر”؛ لابن الأثير، مادة: (ن ش ر)، (5/ 54).
[34] سورة عبس: (22).
[35] “تفسير القرآن العظيم”؛ لابن كثير، (8/ 323).
[36] حذيفة بن اليمان (؟ 36 هـ = ؟ 656 م)، هو: حذيفة بن اليمان (واليمان لقبه، واسمه: حسيل، ويقال: حسل) أبو عبدالله العبسي، من كبار الصحابة، وصاحب سرِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسلم هو وأبوه وأرادا شهود بدر فصدَّهما المشركون، وشهد أُحُدًا فاستشهد اليمان بها، شهد حذيفة الخندقَ وما بعدها، كما شهد فتوحَ العراق، وله بها آثار شهيرة، خيَّره النبي صلى الله عليه وسلم بين الهجرة والنصرة فاختار النصرةَ، وكان في المدائن حتى مات بعد بيعة علي رضى الله تعالى عنه بأربعين يومًا، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير، وعن عمر، وروى عنه جابر وآخرون، وأما أحاديثه في الصحيحين: فاثنا عشر حديثًا، وفي البخاري: ثمانية، وفي مسلم: سبعة عشر حديثًا.
راجع: “الإصابة في تمييز الصحابة”؛ لابن الحجر العسقلاني، (2/ 39 40)، و”سير أعلام النبلاء”؛ للذهبي، (2/ 361 369)، و”الأعلام”؛ للزركلي، (2/ 171).
[37] متفق عيله: أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الدعوات، بَابُ ما يقول إذا نام، رقم الحديث: (6312)، (8/ 69)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في صحيحه عن البراء، كتاب الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ، بَابُ مَا يَقُولُ عِنْدَ النَّوْمِ وَأَخْذِ الْمَضْجَعِ، رقم الحديث: (2711)، (4/ 2083).
[38] “لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية”؛ للسفاريني، (2/ 158).
[39] أبو هلال (؟ بعد 395 هـ = ؟ بعد 1005 م)، هو: الحسن بن عبدالله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري، أبو هلال: عالم بالأدب، له شعر، نسبته إلى (عسكر مكرم) من كور الأهواز، وقال الحموي: سألتُ الرئيسَ أبا المظفر محمد بن أبي العباس الأبيوردي رحمه الله بهمذان عنه فأثنى عليه ووصفه بالعلم والعفَّة معًا وقال: “كان يتبزَّز احترازًا من الطمع والدناءة والتبذل”، وكان الغالب عليه الأدب والشعر، ومن كتبه: (التلخيص) في اللغة، و(جمهرة الأمثال)، و(كتاب الصناعيتن: النظم والنثر)، في تفسير القرآن، خمس مجلدات، و…
راجع: “معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب”؛ لشهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي (المتوفى: 626هـ، (2/ 917 918)، المحقق: إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة: الأولى، 1414 هـ = 1993 م، عدد الأجزاء: (7)، و”طبقات المفسرين”؛ للسيوطي، (ص 44)، و”الأعلام”؛ للزركلي، (2/ 196).
[40] “الفروق اللغوية”؛ لأبي هلال الحسن بن عبدالله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري، المتوفى: نحو 395 هـ، (ص 289)، حققه وعلَّق عليه: محمد إبراهيم سليم، دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة مصر، عدد الأجزاء: (1).