مقالات
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن التجارة من أفضل الأعمال الدنيوية

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن التجارة من أفضل الأعمال الدنيوية
بقلم /المفكر العربى الدكتورخالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
خلق الله تعالى هذه الدنيا وقدّر فيها أقواتها ، وشرع لعباده المشي في مناكبها ، وتتبع أسباب الرزق فيها ، قال تعالى : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ )
ولا شك أنّ التجارة هي من أفضل الأعمال الدنيوية ، التي يعمل فيها الناس ، لتحصيل أرزاقهم ، وخدمة مجتمعاتهم ، ومما يتميز به التاجر المسلم عن غيره تمسكه بقيم دينه ، وتوكله الدائم على ربه ، ولذلك كان لا بد لكل تاجرٍ مسلم في هذا الزمان ، أن يتعرف على الأخلاق والمأمورات والمنهيات التي تتعلق بعمله ، وذلك لانتشار المحرمات ، وكثرة الشبهات ، التي تعتري أكثر المعاملات ، فتحرفها عن الضوابط الشرعية التي أمر الله تعالى بها
ومما ينبغي أن يكون عليه التاجر المسلم ما يلي :
1 ) تقديم أمر الله تعالى على التجارة : فلا ينبغي للتاجر المسلم أن تشغله تجارته عن ذكر الله تعالى ، ولا عن الصلاة ، ولا عن تلاوة كتاب الله تعالى ، ولا عن أداء حق الله في ماله ، فقد أثنى الله عز وجل على أمثال هؤلاء ، فقال سبحانه : ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾
وحذّر الله عز وجل أولئك الذين استغرقوا في تجارتهم ومصالحهم ، وشَغَلهم ذلك عن ذكر الله وطلب رضاه ، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾
فالتاجر المسلم هو الذي يقدم أمر الله تعالى على تجارته وربحه ، ولا يساوم على دينه وقيمه ، مهما كلَّفه ذلك ، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾
2 ) الثقة بأن الله تعالى قد تضمن بالرزق : قال سبحانه : ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ وقال تعالى : ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾
روى الطبراني في معجمه ، من حديث أبي الدرداء أنّ النبيّ : ( إنّ الرزق لَيَطْلُبُ العبدَ أكثرَ مما يطلبه أجلُه )
وعليك بحسن التوكل على الله ، مع الأخذ بالأسباب ، قال تعالى: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا ﴾
3 ) على التاجر المسلم أن يكون سمحاً في بيعه وشراءه وتيسيره على المعسرين
فمن يسَّر على معسرٍ ، يسّر الله عليه ، ولا ينبغي للتاجر المسلم أن يضيِّق على من يعاملهم بكثرة المطالبة ، مع علمه بضيق حالهم
وفي الصحيح ، أنّ النبيُّ دعا بالرحمة لمن يتحلى بخلق السماحة والتيسير ، فقال : ( رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع ، وإذا اشترى ، وإذا اقتضى )
وأخبرنا النبي كما في الصحيحين ، عن تاجر من بني إسرائيل كان يتعامل مع الناس بالتيسير والسماحة ، فكان جزاؤه من الله تعالى أن تجاوز عنه
قال : ( كان تاجرٌ يداينُ الناس ، فإذا رأى معسرًا ، قال لفتيانه : تجاوزوا عنه ، لعل الله أن يتجاوز عنا ، فتجاوز الله عنه )
فهذا خُلُق كريم ، من أخلاق التجّار الأبرار ، الذين يطمعون فيما عند الله تعالى من الرحمة والرضوان
سامح فإنكَ في النهايةِ فانٍ واجعل شعارَكَ كثرةَ الغفرانِ
وابسط يديكَ لرحمةٍ ومودةٍ حتى تنالَ محبةَ الرحمنِ
ليس التباغضُ من شريعةِ أحمدٍ بل إنَّه لَبضاعةُ الشيطانِ
قابيلُ أغضبَ ربَّه لما قسا وأخوه كوفئ إذ عفا بجنانِ
سامح أخاك وإنْ توعَّرَ طبعُهُ إنَّ التسامحَ شيمةُ الشجعانِ
وفي السنن ، من حديث أبي هريرة أنّ النبيّ قال : ( من أقال مسلمًا أقال الله عثرتَه يوم القيامة )
4 ) على التاجر المسلم أن يكون صادقاً في أقواله وأفعاله
قال الله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾
وقد جعل النبيُّ الصدقَ من أسباب البركة في الرزق
روى الإمام البخاري ومسلم ، من حديث حكيم بن حزام أنّ النبيَّ قال : ( البيِّعان بالخِيار ما لم يتفرَّقا ، فإن صدقا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما ، وإن كتما وكذبا مُحِقت بركة بيعهما )
وقد أثنى النبي على التاجر الصدوق في بيعه وشرائه وتعامله
روى الإمامُ الترمذي في سننه ، من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسولُ الله : ( التاجر الصدوق الأمين ، مع النبيين والصديقين والشهداء )
الصدقُ أفضلُ شيءٍ أنت فاعلُه لا شيءَ كالصدقِ لا فخرٌ ولا حسبُ
وفي صحيح الترغيب ، أنّ النبيّ خرج ذات يومٍ إلى المصلى ، فرأى الناسّ يتبايعون ، فقال : يا معشر التجّار ، فاستجابوا لرسولِ الله ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه ، فقال : ( إن التجّار يُبعثون يوم القيامة فُجَّارًا ، إلاّ من اتقى الله وبَرَّ وصدق )
5 ) على التاجر المسلم أن ينفق مما خوله الله وأعطاه :
فالإنفاق في سبيل الله تعالى هو التجارة الرابحة في الدنيا والآخرة ، فاحرص أيها التاجر على الإنفاق من مال الله ، الذي رزقك يبارك لك فيه ويخلفه عليك : ( وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )
روى مسلمٌ في صحيحه ، من حديث أبي هريرة أنّ رسول الله قال : ( ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلاّ عزًّا ، وما تواضع أحدٌ للهِ إلاّ رفعه الله )
= وينبغي على التاجر المسلم أن يتحرّى الحلال ويبتعد عن الحرام والشبهات
فقد أمرنا بأن نبتعد عن الشبهات ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( دَعْ ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فإن الصدق طمأنينة ، وإن الكذب ريبة ) رواه الترمذي .
وفي الصحيحين ، قوله : ( إنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ ، وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ ، لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ ، فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ ، فَقْد اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ ، وَقَعَ فِي الْحَرَامِ .. )

= كما ينبغي على التجار الوفاء بالكيل والميزان ، قال تعالى : ( وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ) وقال سبحانه : ( وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )
وتوعّد الله تعالى من طفف أو بخس فيهما ، فقال جلّ وعلا : ( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ، الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ، وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ، أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ ، لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )
ولقد كان قومُ شعيبٍ مع كفرهم بالله تعالى ، قد بخسوا المكاييل والموازين فدعاهم شعيبٌ إلى إفراد الله بالعبادة ، ونهاهم عن الشرك ، وأمرهم بالوفاء بالمكاييل والموازين ، ونهاهم عن ظلم الناس فيها ، كما قصّ الله خبرهم في كتابه الكريم فقال سبحانه : ( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )
وقال لهم سبحانه : ( أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ ، وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ، وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ )
فلما أبوا واصروا وعاندوا أخذهم الله بأنواعٍ من العذاب ، قال تعالى : ( فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ )
وينبغي لكل مسلمٍ أن يبتعد عن الربا بكل أشكاله وأنواعه ، سواء كان تاجراً أو غير تاجر ، فالربا شرٌ مستطير ، وكبيرة من الكبائر ، وفيه دمارٌ وهلاك للأفراد والمجتمعات بل وللأمم ، ومن يتعامل بالربا فإنه يحاربُ الله جلّ وعلا ، وقد قال سبحانه في كتابه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ، فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ )
كما لا يجوز : الغش والاحتكار ورفع الأسعار ظلماً ، فإن ذلك ممّا نهى عنه دينُنا الحنيف ، وصاحبه بعيدٌ كل البعد عن سماحة الإسلام ، ومبادئ الأخوة الإسلامية والرحمة ، التي تقتضي أنّ المؤمنين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
فالذي يمارس الغش والاحتكار ويرفع الأسعار على عباد الله ، فقد لبس ثوبَ الأنانية والجشع ، ووقع في الإثم والطمع ، واستحق الوعيد في الدنيا والآخرة
وفي الصحيح ، من حديث أبي هريرة أنّ النبيّ قال : ( مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا)
وفي صحيح مسلم ، من حديث معمر بن عبد الله أن النبيّ قال : ( لاَ يَحْتَكِرُ إِلاَّ خَاطِئٌ )
وفي مسند أحمد وغيره ، عن ابن عمرَ عن النبيّ قال : ( مَن احْتَكَر طَعامًا أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، فَقَدْ بَرئَ مِنَ اللهِ ، وَبَرئَ اللهُ مِنْهُ ، وأَيُّمَا أَهْل عَرْصَةٍ أَصْبَح فِيهم امْرُؤٌ جائعٌ ، فَقَدْ بَرئتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللهِ )
فكم من التجار يحتكرون الطعام ؟ ويحتكرون السلع ؟ مع علمهم بحاجة الناس إليها ، بل وكم من التجار يحتكرون العملة الأجنبية ؟ وليس لهم من همٍ إلاّ المصلحة الشخصية ! لكي يضاربوا فيها ، ويتسببون في رفعها على المواطنين ، فيزداد الناسُ فقراً ومشقة وعذاباً ، وهم يزدادون غناً وأموالاً طائلة ، ولكن على حساب قوت الناس وضرورياتهم
وكثيرٌ من التجار يظن أن الأمر ذكاءٌ وشطارة ، وستمر الأمور بسلامٍ وأمان
بعضُ التجارِ اليوم ، يُشبه فرعونَ في فعله ، لا يهمُه جوعُ الناس ، ولا بكاءُ الأمهات ، ولا قهر الأيتام ، بل يقول : أنا ربُّ السوق الأعلى !
ألا فليعلم كل تاجر ! أن الدين ليس في المسجد فقط ، بل هو في الميزان والكيل والأسعار ، وأن الظلم ظلمات يوم القيامة.
ونقول لكل تاجرٍ غافل : إن نجوت من الخلق في الدنيا ! فكيف تنجو يوم القيامة من ربِّ العزة والجلال ؟ وقد احتكرت الطعام والسلع وشاركت وتسببت في معاناة ملايين الناس ! فأعدّ للسؤال جوابا ، وأعدّ للجواب صوابا ، أو ارجع إلى ربك وأصلح ما أفسدته ما دام في الأمر سعة .
كم من تاجرٍ ربح المال ! وخسر البركة .
كم من متجرٍ امتلأ بالبضائع ! لكن صاحبه لا يهنأ بعيش ولا نوم .
كم من تاجرٍ دعا عليه المظلوم في جوف الليل ، فطُرد من رحمة الله !
غداً توفى النفوسُ ما كسبتْ ويحصدُ الزارعونَ ما زرعوا
إنْ أحسنوا أحسنوا لأنفسهمْ وإن أساءوا فبئسَ ما صنعوا وفي هذه الأيام ، وبفضلٍ من الله تبارك وتعالى أولاً ، ثم بجهود المخلصين شهدنا انخفاضاً في سعر الصرف ، ولا شك أن هذا يريح الناس ويعيد لهم أنفاسهم ، ويخفف عنهم وطأة الغلاء وجنون الأسعار
فالواجب على الجميع بلا استثناء ، سواء كانوا تجاراً أو مسئولين أو مواطنين التعاون مع الجهات المختصة ، لضمان استمرار التعافي من الانحدار الذي حصل للعملة المحلية ، مما تسبب في انهيار الوضع الاقتصادي كاملا ، وعلى جميع المستويات
فالدولة مسؤولة عن الرقابة ، والتاجر مسؤول عن العدالة ، والمجتمع مسؤول عن التبليغ والنصح ، والخطباء والدعاة مسؤولون عن التذكير والنصح .
ولا يجوز بحالٍ الوقوف ضد ذلك ، ومن يفعل ذلك في الظاهر أو في الخفاء ، فقد أتى أمراً كُبّارا ، وتجرد من الإنسانية ، وانخلع من الشفقة والرحمة ، فضلاً أنه وضع نفسه في مرمى الوعيد والمسائلة ، وقد تصيبه دعواتُ العبادِ بالانتقام والهلاك والثبور
لا تظلمنّ إذا ما كنتَ مقتدرا فالظلمُ ترجعُ عقباه إلى الندمِ
تنامُ عيناك والمظلومُ منتبهٌ يدعوا عليكَ وعينُ اللهِ لم تنمِ
وفي جامع الترمذي ، عن عبد الله بن عمرو أنّ رسول الله قال : ( الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )
فمن لا يرحم ! لا يُرحم ، ولا تنزع الرحمة إلاّ من شقي طامعٍ ومتردي
يا ويحَ منْ جعلَ المطامعَ قائداً يقتادُه نحوَ الرّدى بزمامِ
فعلى التجار أن يتقوا الله تعالى ، ويتراجعوا في أسعارهم بما يتوافق مع الواقع الجديد ، فتقوى الله ومخافته أولى من الطمع في الربح الأناني المؤقت
وليعلم التجار أنّ التلاعب بالأسعار هو نوعٌ من أكل أموال الناس بالباطل
وقد قال سبحانه في علاه : ( وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ )
نهيب بالجميع التعاون مع الجهات الرسمية ، وعلى التجار تنفيذ التوجيهات ويدخل كل ذلك في قوله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى ، وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ، وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ )
كما ينبغي على جميع المواطنين ، تفعيل الرقابة المجتمعية ، كخطوة ملازمة لدعم الجهات المختصة ، وعلى رأسها السلطة المحلية
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، وحفظ الله العباد والبلاد من كل سوءٍ ومكروه
