مقالات
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن التربية والتعليم

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن التربية والتعليم
بقلم \ المفكر العربى الدكتورخالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لاشك فيه أن فساد الأمة وصلاحها ناشئ عن حسن تربيتها لأولادها لهم التربية الحسنة والتعليم النافع والعكس بالعكس، كيما اتفق العقلاء على هذا فمتى كانت التربية حسنة جارية على السنن المستقيمة والآداب الشرعية والتعليم النافع حسب أوامر الدين وتعاليمه أمراً ونهياً واعتقاداً أنتجت تلك التربية والتعليم رجالاً ذوي نصح وأمانة وخبرة ووفاء وصدق وإخاء واتحاد في الكلمة بهم تستقيم الأمة وتنتظم أمورها الدينية والدنيوية، وأعادوا بمساعيهم السامية كثير خير ونفع للبلاد والأمة، فأجدر بهم أن يكونوا غرراً في جبين التاريخ؛ لأن فلاح الأمة في صلاح أعمالها، وصلاح أعمالها في صحة علومها منتج لرجال أمناء مخلصين فيما يعملون، وإذا كانت التربية والتعليم بعكس ذلك خابت الآمال وفسد الدين والدنيا، وأصبحوا في جهل وبلاء، وفقر وشقاء، وفتنة عمياء، وحالة سيئة، وهذا مما يعرفه كل عاقل؛ لأنه أمر معلوم لا يحتاج إلى دليل، إن الصبي إذا بلغ مبلغ الرجال صارت أعماله وأحواله على مثل ما نشأ عليه وتربى به وتعلمه في الصغر، فهو إنما ينسج على المنوال الذي عرفه في صباه، وقد عُلم أن أول شيء يقع عليه نظر حديث السن يأخذ من قلبه المال الأول، ويصادف منه قلباً خالياً من الشواغل فيطبع في ذاكرته ويتمكن منه ولا يتحول منه إلى غيره غلاباً؛ ولهذا كان للتعليم سن محدود غالباً إذا تجاوزه الصبي مهملاً غير متعاهد بالتربية الحسنة والتعليم النافع صار تأديب المؤدب له مما لا فائدة فيه، ومن العبث الذي لا ينتج ولا يأتي بطائل.
قد ينفع الأدب الأحداث في صغرٍ
وليس ينفع بعد الكبرة الأدب
فإن تعليم الولد في صغره عبارة عن تغذية روحه بما تتهذب به أخلاقه، وتزكو شمائله، وتحسن مقاصده، بحيث يكون ميله إلى كل خير ومحبته له ونفرته من الشرك وبغضه له ملكة ثابتة في نفسه، وهذه التغذية النافعة إن لم تكن أنفع وأجل من تغذية البدن بما يقوى بها البدن وتنمو بها الأعضاء فليست دونها، مع أن الكمال الإنساني لا يتوقف على بسطة واعتدال البدن التي هي ربما أنها نتيجة التربية الجسدية، فإن من الناس من قوته الأسودان من التمر والماء وشيء من خبز شعير ونحوه، ولم يكونوا ممن يتهيأ لهم نفيس المطاعم والمشارب، بل على شظف من العيش وقلة من الدنيا، ومع هذا دانت لهم أعناق الملوك الصيد وذلت لهيبتهم الأعزة، أتظن أنهم نالوا ذلك بحسنهم وجمالهم ونفيس أطعمتهم وبوفرة أموالهم وكثرة عددهم! أم بمتانة عددهم أو تفننهم في أساليب السياسة! لا والله ما نالوا ذلك إلا بدين وعلم وأمانة وأخلاق فاضلة أخذوها عن رسول الله.
فبالدين يصلح كل شيء، ويستقيم كل معوج.
بغير الدين لا نرجو صلاحاً
بغير الدين لا يحلو البقاء
إذا ما الدين ضيعه بنوه
على الدنيا على الدنيا العفاء
فيا أيها الآباء والمعلمون، ويا أيها العلماء والمسؤولون:
خذوا بأيدي هؤلاء الشبيبة واهدوهم إلى محاسن الدين بغرس محبته في قلوبهم وتعظيمه في نفوسهم؛ بشرح محاسنه وفضائله وما امتاز به على غيره، فقد رسم أعداء الإسلام خططاً ووضعوا مناهج لصرف بني الإسلام وإغرائهم بهذه المدنية الزائفة التي معظمها فساد وبلاء.
يا قوم ضاع الدين من يدنا
لما جعلنا بوجه الدين تشويها
والله المسؤول أن يأخذ بأيدي المسلمين جميعاً إلى ما فيه هدايتهم وفلاحهم وأن يؤيد بهم دينه وشرعه، وهو الموفق الهادي إلى سواء السبيل