“هوكي الرحل”.. لعبة صحراوية في المغرب تثير الشغف وتقاوم الاندثار
عندما تزور بلدة محاميد الغزلان الصحراوية في جنوب شرق المغرب، ستجد الهواة يلعبون لعبة الهوكي على الرمل المعروفة باسم “المكشاح”. وهي جزء من تراث الرحّل في المنطقة الموروث عن الأجداد. المباراة تجمع بين لاعبين من فريقين يحملون مضارب منحوتة من خشب النخيل وكرة مصنوعة من وبر الإبل، ويرتدي الفريق الأزرق “دراعيات” بينما يرتدي الفريق الآخر الجلابية الرجالية الخفيفة الأبيض. ويغطوا رؤوسهم ووجوههم باللثام الأسود الذي يحتمي به الرحل والصحراويون بشكل عام من قساوة الطقس.
لا توجد مدة محددة للعبة ويتفق الفريقان المتنافسان عليها، ويلعب كل فريق على دفع الكرة إلى ما وراء خط الفريق المنافس لتسجيل أكبر عدد من النقاط. يحتوي قانون اللعبة على أساسيات مثل كل لعبة أخرى، وعندما يتمسك اللاعب بالكرة، فهو يعتبر خطأ “برد”.
يقول هواة اللعبة إن تدريب الدقة والإتقان للتحكّم في الكرة وتمريرها وضربها أمر يتطلبها هذه الرياضة المعروفة باسم “هوكي نوماد” أو “هوكي البدو”، وتطلب صبرًا وشغفًا للمحافظة على هذا التراث الثمين.
بالرغم من حب هواة اللعبة لهذه التراث، إلا أنه تُهدد بالاندثار. ويراود الهواة القلق بسبب تراجع ممارسة اللعبة واندماجها في المسابقات الرياضية المحلية الرسمية. ويحاول بعض المتمرسين في اللعبة جمعية “رحل العالم” الدفاع عنها، وإحياء العادات الموروثة من قبل الأجداد، واستعادة روح اللعبة من خلال تنظيم مباريات.
إن المهرجان الدولي للبدو الرحّل بمحاميد الغزلان يعمل على دفع الشباب إلى الاهتمام بالرياضة وجمالياتها عن طريق تنظيم دوريات ومباريات، حيث يهدف إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والحفاظ على تراث الأسلاف الثمين والمهدد بالانقراض وإحياء تقاليدهم وعاداتهم.