سفارة ألمانيا بالقاهرة: بحث تطورات محور الطاقة مع مصر وشركاء أوروبيين غدًا

يعقد ممثلون رفيعو المستوى من ألمانيا ومصر والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية اجتماعا غدا الخميس عبر الفيديو لبحث الوضع الحالي لمحور الطاقة في البرنامج المصري لربط المياه والغذاء والطاقة. (نوفي).
وقالت السفارة الألمانية في القاهرة في بيان يوم الأربعاء إن الاتحاد الأوروبي ومصر وشركاء آخرين سيناقشون خلال الاجتماع البناء على ذلك وتخطيط وتصميم المزيد من الخطوات الملموسة على طريق مصر نحو مستقبل أخضر مستدام.
وأشار البيان إلى أن ألمانيا تعد من أهم الشركاء في برنامج “نواف”، إذ خصصت أكثر من 260 مليون دولار في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP 27) في شرم الشيخ. العام الماضي لدعم تنفيذ المساهمات المصرية في تحول الطاقة. بالإضافة إلى دعم منصة “نوفي”.
وأوضح أن بنك التنمية الألماني، نيابة عن وزارة التنمية والتعاون الدولي الألمانية، مع وزارات التعاون الدولي والكهرباء والطاقة المتجددة والبنك المركزي المصري، وقعوا في يونيو الماضي اتفاقية مبادلة ديون بقيمة 54 مليون دولار يورو، وبدلاً من السداد، سيتم الآن استخدام الأموال في مشروعات مختلفة في مجالات… الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والاتصال، مما يفيد الاقتصاد والسكان في مصر.
من ناحية أخرى، قال السفير الألماني بالقاهرة فرانك هارتمان، إن ألمانيا تقف إلى جانب مصر لمساندتها في أوقات الأزمات للتغلب على الصعوبات القائمة، مشيرًا إلى أن مصر تعاني من الأزمات التي اندلعت في جوارها، وفي الوقت نفسه وتعاني من العواقب الناجمة عن الوضع المالي والاقتصادي الكئيب.
وأكد فرانك، في كلمته خلال الاحتفال بيوم الوحدة الألمانية، أن ألمانيا شريك أساسي في تحديث مصر، من خلال استثماراتنا الضخمة وتجارتنا الكبيرة في مجالات الصناعة والتكنولوجيا والتعليم والبنية التحتية والطاقة.
ورحب السفير بتنفيذ الإصلاحات الطموحة لتنشيط الاقتصاد وإعطاء مساحة أكبر وأمن قانوني لمستثمري القطاع الخاص، مشيراً إلى أن قطاع الأعمال والمجتمع المدني يتطلعون إلى مواصلة تنفيذ معايير سيادة القانون..
وقال السفير إن تعاوننا التنموي الثنائي يصل إلى 1.8 يورو، ويعتبر هذا من أكبر المحافظ التنموية الألمانية في العالم، كما تعتبر حماية المناخ من خلال التحول في مجال إنتاج الطاقة ركيزة أساسية لتعاوننا، مشيراً إلى أن فالمستقبل يكمن في الطاقة المتجددة من طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية، وربما في الهيدروجين الأخضر. ولتحقيق هذا الهدف تساهم ألمانيا وحدها بأكثر من 250 مليون يورو في محور الطاقة لبرنامج “نوفي”. NWFEفي مصر (محور المياه والغذاء والطاقة).
من جانبه، قال السفير الألماني بالقاهرة فرانك هارتمان، إنه منذ ثلاثة وثلاثين عاما، اتحدت ألمانيا بسلام، وسقط جدار برلين والستار الحديدي، وكنا جميعا نأمل في مستقبل أفضل في أوروبا الموحدة وفي عالم موحد. عالم يقل فيه عدد الصراعات المسلحة والظلم الاجتماعي والحروب. اليوم، وبعد ثلاثة وثلاثين عاماً، لم يصبح العالم مكاناً أفضل، فالنظام الدولي تحت الحصار والتهديد أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف فرانك في كلمته خلال الاحتفال بيوم الوحدة الألمانية: إن الغزو الروسي لأوكرانيا انتهك بشكل عدواني النظام الدولي السلمي، ولهذا السبب تدعم ألمانيا بكل إخلاص الشعب الأوكراني في حقه في الدفاع عن النفس والنضال من أجل تقرير المصير و استقلال.
وشدد السفير الألماني على أنه رغم ذلك لا ينبغي لهذه الحرب أن تقسم العالم، وأنه من المخزي والمضلل التبسيط الاعتقاد بأن “من ليس معنا فهو ضدنا”. بل على العكس من ذلك، يتعين على كافة الدول المسالمة أن تجتمع لتقف صفاً واحداً للدفاع عن مبادئ النظام الدولي المستند إلى ميثاق الأمم المتحدة. وهذا الهدف المشترك يوحدنا مع أصدقائنا في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا والمحيط الهادئ.
وأضاف السفير: نحن الأوروبيون لا نستطيع ولا نركز فقط على الحرب في أوروبا. بل إننا نتحمل مسؤولية أبعد من ذلك بكثير. وبدلا من ذلك، يجب علينا أن نستمع على قدم المساواة إلى اهتمامات وتطلعات شركائنا في الجنوب العالمي. لا يمكننا ولن نغض الطرف عن الحرب في السودان والصراع الدائر. وفي ليبيا، والعنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين الناجم عن تلاشي احتمالات التوصل إلى حل الدولتين.
وشدد السفير على أن ألمانيا، باعتبارها شريكا قويا في الاتحاد الأوروبي وعضوا مسؤولا في الأمم المتحدة، ساهمت بشكل كبير في الأمن الغذائي العالمي، وتحديدا في مصر، حيث ساهمت بأكثر من مائة مليون يورو من خلال برنامج الأغذية العالمي. كما أننا ندعم الجهود الرامية إلى تخفيف المعاناة الإنسانية الناجمة عن الحرب في السودان بما يصل إلى 200 مليون يورو للمنطقة، وقد استقبلت مصر ما يقرب من 350 ألف لاجئ من السودان، وبالتالي فهي تستحق تقديرنا ودعمنا القوي..
وتحدث السفير عن تعاون ألمانيا مع فرنسا في إطلاق مبادرة مشتركة بعنوان “متحدون من أجل السلام في السودان” في الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما شارك وزيرا الخارجية في “مبادرة يوم السلام” التي أطلقها الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية ومصر والأردن. وهذا لإعطاء السلام العادل في الشرق الأوسط فرصة أخرى.




