مقالات

العمال وعيدهم

بقلم : شحاتة ذكي

** أول أغنية عن المصانع و العمل والعمال غنتها( ليلى مراد) عام ١٩٥٣ .تقول كلماتها
** دوور يا موتور
ياللي بتلعب أعظم دور
دور علي كيفك
واغزل صوفك
لاهنا مراقب ولا كونتور
مصر الحرة ولو تتعري .
ماتلبس نسيج من برة
لاحرير بمبة ولا كستور دووور يا موتور
خد ياأخينا من أيادينا
حاجة جميلة وصنعة متينة
قـُطُعت لندن وبير ستور ّ عصرالنهضة ودا عصرالنصر
والبسي تاج المجد يامصر ٠٠ وابني عمايرك سبعين دور ٠٠٠٠!!!!
هذه الاغنية التي من تأليف الشاعر ( بيرم التونسي) غنتها ليلي مراد
في فيلم (سيدة القطار) وهو من أول افلام المخرج يوسف شاهين!!
وكانت كلمات هذه الأغنية في بداية ( ثورة يوليو ٥٢) تتحدث عن قطاع صناعي واحد فقط هو صناعة الغزل والنسيج التي كانت تتفوق فيه مصر علي العالم أجمع . ناهيك عن القطاعات الصناعية الأخري وكانت هذه الأغاني تشجيع الشعب علي العمل في المصانع وحب المصانع والتي كانت آنذاك في أوج مجدها وكان إنتاجها يغزو مشارق الأرض ومغاربها وتنافس مصانع غزل أوربا وخاصة بريطانيا العظمي ويفوقها .
ويذكر أيضا أن بعض الفلاحين في أوائل الستينات كانوا يفضلون الزراعة والفلاحة في الارض !
و كثرت في ذلك الوقت الأغاني التي تدعوا أبناء الشعب للعمل في المصانع في وقت تزايدت فيه إنشاء المصانع الحديثة التي تستدعي عمالة كثيرة للعمل فيها مثل أغنية شريفة فاضل أيضاً التي تقول كلماتها
** ياحلاوة الإيد الشغالة * * ورونا الهمة يارجالة
المكن الداير من شوقه* بيقول ياولاد أحلي قوالة. !!
كذلك غني الموسيقار محمد عبد الوهاب و عبد الحليم وعبد العزيز محمود وغيرهم للعمل والعمال والمصانع لتشجيع العمل وكانت هذه الأغاني تذاع بكثرة مع كل عيد للعمال .
وكانت الشركات التي تم إنشاؤها بعد ثورة يوليو وحتي التي تم بناؤها قبلها تحرص علي البعد الإجتماعي للعاملين لديها بتوفير الرعاية الإجتماعية والصحية لهم حيث كانت تبني كومباوندات تحتوي علي المساكن والنوادي والمدارس ودور السينما وأماكن الترفيه التي تتبع هذه المصانع وتمنحهم مزايا إجتماعية أخري كثيرة لتكون قوة جذب للعمالة وحثهم للعمل في الصناعة !!!

أما الآن وقد تم هدم وتدمير القلاع الصناعية الكبري وتشريد العمالة التي كانت تتميز بها مصر لصالح حفنة من رجال أعمال القطاع الخاص الذين لاهَم لهم سوي نهب الشعب .
فأصبح للأسف الشديد لا لدينا صناعة ولا عمال نحتفل بعيدهم .
ولا حول ولا قوه إلا بالله.

مقالات ذات صلة

‫16 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى