الحكومة الحنونه رزق

بقلم : نجوى حجازي.
تبدو الأحداث الجارية في مصر وكأنها أحداث هزلية ، واللافت للنظر فيها هو إحساسك أن البلد أصبحت في ورطة ، وأن القادم سئ للأسف .
وأعتقد أن ملف اللاجئين الذي يتصدر المشهد حالياً أظهر هشاشة الحكومة وأنها في سياستها معهم تسير على أمثال الجدود كالمثل القائل ( كله بيجي برزقه ) ، و( القفة اللي ليها ودنين يشيلوها اتنين ). إلى آخره .
ويبدو أن الحكومة قد تعاملت مع ملف اللاجئين كما تعودت أن تتعامل مع الشعب المصري ، فترتكب في حقه أخطاء كارثية والشعب يتعامل مع هذه الأخطاء بذكاء معهود وفطنة وصبر وتمر الأزمة ليس بسبب جهود الحكومة وإنما لأصالة معدن هذا الشعب واحترامه لأرضه وتاريخه .
ولكن جاء ملف اللاجئين ليفضح ممارسات الحكومة التي لا تملك شيئاً من التخطيط ولا التنظيم ، ولا حتى تملك ثقافة التعامل مع ايديلوجية الشعوب الأخرى ، فكانت النتيجة أن الشعب بات مواجهاً لشعوب وثقافات مختلفة وبالملايين ، والحكومة تقف موقف المتفرج على أمل أن النفوس قد تهدأ وتمر الأزمة كما تمر الأزمات الكثيرة مع الشعب المصري .
ولذا من هنا سأبدأ في سرد نقاط كثيرة عن البركان الذي بدأ يتحرك والذي سينفجر قريباً إن لم تتحرك الحكومة بإجراءات حاسمة وقاسية وقاسمة لكل ماهو مختبئ في الزحام .
أولا من أعطى الحق للاجئين بالعمل على أرض مصر طالما أنهم دخلوا بطرق شرعية وتبعاً للمفوضية ؟!!!!
ثانياً الداخلية متهمة على لسان الرعاع الذين دخلوا إلى أرض مصر بأنهم تقاضوا رشاوى من أجل عبورهم والأدهى من ذلك اتهامهم لها وعلى وسائل التواصل الاجتماعي باقتحام مساكنهم والاستيلاء على اموالهم الدولارية وسجنهم ظلماً وبهتانا.
ثالثاً مسلسل الاعتداء على المصريين وطردهم من أماكن تواجدهم نظراً لأنهم لا يحبون المصريين ولا يتعاملون معهم .
رابعاً التجاوزات القانونية الرهيبة والمخيفة في كل شئ مثل البلطجه والسمسرة والاستيلاء على الشوارع والحارات والنوم في الشوارع ، والأدهى والأمر هو استياء بعض اللاجئين من آخرين وعدم رغبتهم في وجودهم على أرض مصر .
وهنا أسأل أين الحي ورئيسه والبلدية والبوليس ؟!!!!
خامساً عبارة تتردد على مسامع المصريين من هؤلاء الرعاع أن مصر أرضهم وعلى المصريين تركها والرحيل عنها.
سادساً وهو موقف يبدو طريفاً لصعيدي مالك عقار ضربه الرعاع المستأجرين بعد ضربهم لجارهم المصري في محاولة منهم لطرده من البناية ، لرفضهم وجود مصري بينهم !!!!!! ، فما كان من صاحب العقار إلا أن جمع أهله وعشيرته من الصعيد وقام بطردهم على طريقة الصعايدة ( الثأر ولا العار ).
ثم ننتقل إلى الأدوية التي يقومون بتهريبها والمواد الغذائية والإيجارات التي ارتفعت وبسببها ترك المصريون مناطق بأكملها ، وهذا الأمر يبدو مخيفاً ، ليس بسبب أنني قد أُتهم بعنصريتي مثلا وانحيازي لبني جلدتي ، وإن كان هذا الاتهام يسرني إلا أنه ليس هذا هو السبب ، بل الأبعاد المريبة وراء ذلك ، فالرعاع الذين استوطنوا مصر على اختلاف جنسياتهم ، جاءوا محملين بكره وعداء شديدين لمصر والمصريين ، ومن الواضح أن المفوضية تشجع دخولهم مصر وتنفق عليهم بسخاء ، والسبب معروف هو تدمير مصر داخلياً ، وبالفعل بات الفتيل جاهزاً للاشتعال ، ولكن يبقى تمكنهم بالاستيلاء على مناطق بأكملها ، وبعدها سيخرج السلاح ، وسيواجه المصريون حرباً أصعب من حرب يواجهون بها عدوهم المعروف ، وهذا هو المطلوب وهم بدأوا في تنفيذ المخطط بكل دقة وحرفية ، لم يستطيعوا فك نسيج المصريين فأشعلوا الحروب حولها وأجبروها على هؤلاء الرعاع المرتزقة ، ومن السهل شراء من لا ينتمي للأرض ولم يبذل غالياً ورخيصاً من أجل الحفاظ عليها ، ولذا وللأسف لو لم تتجه الدولة من أجل حل تلك الأزمة سنصحو على كارثة وهي ليست سراً ، بل بدأوا بالإفصاح عنها علنا .
وأعتقد على الحكومة أن تتبنى مشروعاً لزراعة الصحراء وتنقل هؤلاء من ربوع مصر كلها للعمل في الصحراء والإقامة في مخيمات ، وعلى المصريين العاطلين عن العمل التقدم والحصول على أرض تمول زراعتها الدولة .
وأعتقد أن من جاء من أجل تدمير البلد لن يقبل بتعميرها فإما الإقامة في الصحراء أو العودة لبلاده ، ولا ننسى رأي الدين فيمن تولى يوم الزحف أي هرب من بلاده حين حدوث الحرب بأنه ارتكب كبيرة من الكبائر ، ويؤكد ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم “من قُتل دون عرضه فهو شهيد ومن قُتل دون أرضه فهو شهيد ومن قُتل دون ماله فهو شهيد “.
ولذا فكل من أتى هارباً فهو جبان ، فلا تأملون فيه خيراً ، وأرى أن تتحرك حكومتنا سريعاً ، وأن تلغي شعار الحكومة الحنونة رزق .