
هل احد يريد ان يعلم كيف يشارك في بناء مصر؟؟؟
هل مصر تحتاج مننا جميعا التحدث عنها بأفضل الكلمات ام تحتاج ماذا؟؟؟
بقلم / محمد ابراهيم
ربيع كاتب و محلل سياسي
مصر تحتاج الى مواطن يعلم حقيقة الانتماء و الوطنية…
و سوف اوضح مضمون ما اقصد عن طريق سرد قصة حقيقية لكي نعلم من خلالها المعنى الحقيقي لحب الوطن…
فحب الوطن لا يكون بالكلمات الجوفاء او اخذ اللقطة او تصدر الترند او اي شيء غير التحرك بكل قوة لكل فرد في مكانه لكي يكون عنصر فعال لكي يرفع الراية الحقيقية للوطن و ليست راية الشعارات التي اخذتنا في مرحلة متدنية جدا للاسف…
والان لا وجود لكي نتحدث في امور سطحية او نتجادل او نتصادم من اجل الانتصار الشخصي و نسيان الهدف الاعظم و هو النهوض بمصر اولا الى بر الامان ثم العمل على المشاركة في النهوض بالدولة بأفعال حقيقية تحسب للوطن…
واليكم هذه القصة الحقيقية التي اعجبتني كثيرا واتمنى ان يكون بيننا رجل او اثنين مثل هذا الرجل الذي ساهم في نهضة دولة اليابان….
في احد الكتب وجدت عنوان يقول ( سبب نهضة اليابان ) وهذا جعلني انتبه جيدا للتمعن في هذه القصة لكي افهم عنوان القصة لكي نستفيد من تجربة سابقة لعلنا نستفيد منها داخل مصرنا الحبيبة…
كان هناك رجل ياباني يدعى “تاكيو أوساهيرا”
و كان يتساءل دائما في نفسه عن سر تقدم الغرب عن الشرق… الى ان وجد اجابه بسيطة وهي الصناعات الثقيلة التي تغزو العالم و تحقق ارباح كبيرة جدا للدولة المصنعة من اهمها في هذا الوقت كان المحركات و الميكانيكا …
فقال في نفسه لو استطعت معرفة كيفية تصنيعه؟؟؟
ولو وضعت يدك على سر هذه الصناعة كلها و نقلتها الى اليابان لاصبحت وطنه اليابان من دول العالم الاكثر اقتصادا…
فحمل همه في نفسه و سارع بالخروج من اليابان إلى ألمانيا في بعثة لكي يدرس علم الميكانيكا والمحركات..
وينال درجة الدكتوراه…
وهمه الاوحد هو أن ينقل لبلده من العلوم التي درسها في ألمانيا…
و الاهم عنده هو ان ينهض بأمته…
لكنه فُوجئ ان الغرب لا يدرس الاجانب الا نظريات على ورق…
فيقول: (ذهبت إلى ألمانيا فإذا بهم يدرسونني الكتب والنظريات فقط!!!
ولكني أريد أن يكون عندي القدرة لامتلاك محرك واحد لدراسته عمليا حتى استطيع معرفة كل جزء به و بعد ذلك اشرع على تصنيعه…
فمكثت في حيرة أنظر إلى المحركات، وكأنني طفل أمام لعبة جميلة ولكنها شديدة التعقيد….
حتى سمعت عن معرض للمحركات الإيطالية فأخذت كل ما أملكه من المال وذهبت إلى ذلك المعرض واشتريت محركاً مستعملاً وذهبت به إلى بيتي ثم شرعت في تفكيكه…
وقلت إذا فككته قطعة قطعة، ثم استطعت إعادته؛ فإن ذلك يعني أني سوف أمتلك المعرفة اللازمة للتعامل مع هذه المحركات).
ثم يكمل قائلاً: (وكنت أفتح المحركات وأفككها، ثم أرسم كل قطعة رسماً دقيقاً، وقد يستغرق ذلك مني يوماً كاملاً من أوله إلى آخره، كنت آكل في اليوم وجبة واحدة، ولا أصيب من النوم إلا ما يمكنني من مواصلة العمل… ثم أعدت تركيب المحرك مرة اخرى فلما أعدته وبدأت تشغيله بنجاح، فرحت حتى كاد قلبي أن يقف من الفرح….
ثم أخبرت رئيس بعثتي بأني قد بدأت الطريق…
فأعطاني محركاً عاطلاً فأصلحته بنجاح.. وقال لي: (لا بد الآن أن تصنع لنا محركاً كاملاً من صنع يدك)…
بعد ذلك قال رئيس البعثة: عليك الآن أن تصنع القطع بنفسك ثم تركبها محركاً ولكي أستطيع أن أفعل ذلك التحقت بمصانع صهر الحديد وصهر النحاس والألمنيوم، وذلك بدلاً من أن أعد رسالة دكتوراه كما أراد مني أساتذتي الألمان….
وتحولت إلى عامل ألبس بدلة زرقاء وأقف صاغراً إلى جانب عامل صهر المعادن الغربي وكنت أطيع أوامره وكأنه سيد عظيم حتى كنت أخدمه وقت الأكل مع أنني من أسرة ساموراي… والأسرة السامورائية هي من أشرف وأعرق الأسر في اليابان…
ولكنني وقتها كنت انظر الى خدمة العامل على انني أخدم اليابان….
وفي سبيل اليابان يهون كل شيء وقضيت في هذه الدراسات والتدريبات ثماني سنوات… كنت أعمل خلالها ما بين عشر وخمس عشرة ساعة في اليوم وبعد انتهاء يوم العمل كنت آخذ نوبة حراسة… وخلال الليل كنت أراجع قواعد كل صناعة على الطبيعة.
ويكمل قصته قائلاً: (ثم سمع بي (ميكادو) إمبراطور اليابان، ورغب في رؤيتي… فقلت في نفسي:
لن أستحق مقابلته إلا بعد أن أنشئ مصنع كاملاً للمحركات واستغرق ذلك منّي تسع سنوات…
وبعد تسع سنوات كاملة، أخذت عشر محركات وذهبت بها إلى الإمبراطور وقلت له هذه محركات يابانية مئة بالمئة فأدرناها فاشتغلت وإبتسم الميكادو وقال:
أعذب معزوفة سمعتها في حياتي وهو يبتسم فرحا هو صوت المحركات اليابانية الخالصة…
وهكذا ملكت اليابان اول محرك ياباني الصنع مائة بالمائة…
حتى اصبحت اليابان دولة من اهم دول العالم في صناعة المحركات و التي ساهمت تلك الصناعة على النمو الاقتصادي الكبير الذي من خلاله اصبحت اليابان دولة عظمى…
اعقب واقول:
حينما تريد ان تقول انك وطني او محب لبلدك عليك بتعلم اولا مفهوم الوطنية الحقيقية من خلال هذه القصة…
بالعلم و العمل و الاخلاص و نكران الذات و حب الوطن نستطيع ان نبني بناء حقيقي…. لان كثيرا منا يتحدثون بأروع الكلمات و التنظيرات و نجده متصدر المشهد اعلاميا ولكن اذا نظرنا في فعله نجده صفر اليدين للاسف…
يقول احد الافاضل لاحد تلميذه و هو ينصحه بعد التعلم قال له “علمت فلزم”…
وانا اقول علمنا اسباب البناء الحقيقي فهل من مشارك معنا
لان النجاح يحتاج إلى العزيمة واصرار و تحدي و استمرارية لتحقيق الهدف وهذا هو الاخلاص الحقيقي و مفهوم معنى الوطنية….لكن اذا اردنا تحدث فقط سنجد في هذا الطريق عدد كبير جدا يكون معول هدم وليس بناء .
اللهم احفظ مصر قيادة و شعبا…
نقل القصة الحقيقية
محمد ابراهيم ربيع
كاتب و محلل سياسي