مقالات

الصلاح ليس في صلاح. نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا .

بقلم : نجوى حجازي.

عتقد أنكم تتفقون معي في أن هناك خطر منذر وقريب يهدد حياتنا الاجتماعية والإنسانية والأخلاقية على حد سواء.
وأن هذا الخطر ليس عدواً أو غريباً عنا ،بل هو أقرب ما يكون إلينا ، يعيش معنا ويفكر معنا ،بل ويحلم معنا أيضاً .
إن هذا الخطر يتمثل في نفوسنا . وهذا بالطبع ليس تفسيرا أو اجتهاداً شخصياً بل هو من كلام الله المنزل في كتابه العزيز حين قال “ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها “.
فالخالق الأعظم الذي خلق الإنسان وصوره في أحسن صوره وميزه بالعقل خلق له نفساً داخله يظل يحاربها وتحاربه ، تأمره بالسوء كما تأمره بالخير، ويظل الإنسان هكذا طيلة حياته إما أن يعيش أسير أهواء نفسه من شرور وآثام ، أو يجاهدها بفعل الخيرات وترك المنكرات ، وتجد الإنسان الغافل عن ربه يُعيد كل ما يفعل من شرور وآثام إلى الشيطان الرجيم مع أن تأثير الشيطان على الإنسان أضعف بكثير من تأثير نفسه عليه والدليل قوله تعالى “إن كيد الشيطان كان ضعيفا ” ولذا ستجد الشيطان يتبرأ من الإنسان يوم القيامة قائلاً في سورة إبراهيم “فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم ” .
هذا عن الشيطان الرجيم لمن يتدبر القرآن فماذا عن النفس البشرية ؟!!
قال تعالى “إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة “.
وقال أيضا ً”أن تقول نفس ياحسرتي على مافرطت في جنب الله “.
وأيضاً “إن النفس لأمارة بالسوء “.
حتى في بعض الصفات التي يتصف بها الإنسان كالبخل ذكر فيها النفس فقال : “ومن يوق شُح نفسه فأولئك هم المفلحون “.
ويأتي الإنسان بعد كل هذا الوصف القرآني الرائع البسيط ويثق في مخلوق بشري يدعي انه متعبد صوفي زاهد وأن له من الكرامات الربانية ما لم تؤت أحداً من قبل ليثق فيه ثقة تجعله يأتمنه على فلذات أكباده لتربيتهم وتهذيبهم ، فاي عبث هذا ؟وأي جهل تتميزون به ؟!!!أين ضمائركم من فلذات أكبادكم ؟!! وقبل ذلك أين عقولكم ؟!!! هل أنتم ممن ينطبق عليهم المثل القائل أجسام البغال وعقول العصافير فيأتي رجل بلباس مزركش يشبه بلباسه لون الببغاء في الغابة وتسيرون وراءه دون أدنى تفكير ؟.
هل عجز الأزهر ورجاله عن الإجابة عن أسألتكم إذا احتجتم نصيحة في تربية أبنائكم !!!!
أما إذا كان الأمر هو عجزكم وعجز عقولكم وضمائركم عن فهم وحمل أمانة تربية أبنائكم فلماذا تنجبون ؟ أليس كل منكم راع وكل راع مسئول عن رعيته !!!كيف تطمئن قلوبكم على بناتكم وأولادكم وهم في صحبة فكر رجل ونفس بشرية لا تدري كيف نشأت أو تربت ؟؟
كيف تريدون لأبنائكم ألا يرتدوا عن الدين وهم بين أيدي من لا يعرف الدين ولا يرى سوى شهواته ورغباته ؟؟
الدين الذي شوهه هذا وغيره فبدأوا بالبخاري وانحرفوا إلى خُلق سيد الخلق وهانحن نرى ونسمع سباً وتقولاً على الذات الإلهية في برامج تنتشر انتشار النار في الهشيم.
ألا تذكروا قول الله تعالى “إنما أموالكم وأولادكم فتنه والله عنده أجر عظيم “فالله جعل فتنة الأبناء كفتنة المال إما أن يذهبوا بنا إلى الجنة أو النار فماذا تقول لرب العالمين عن أولادك وتربيتهم إذا حادوا عن الطريق القويم ؟؟هل ترمي بأحمالك على ببغاء العصر ؟وهل تسلم أموالك ومشاريعك ودفتر الشيكات الخاص بك لشيخ معمم أو صاحب طريقة لتحل عليه البركة ؟أم أنك تخاف على مالك من السرقه فتحميه بنفسك ،وتترك أبناءك لذئاب العصر .
ونأتي لفصيل من يطلقون اللحى الطويلة في برامج التواصل ولا هم لهم في برامجهم سوى جمع المال من خلال التشمت بمن مات ومن قُتل ويجعلون منهم عظة وعبرة للأحياء ، حتى أن أحدهم وضع مقطعاً لأحد الملحنين وهو يتأوه من المرض مستشهداً بمرضه على ما كان يفعل في دنياه ، ولا أعلم من أين أتتهم تلك الجرأه على الله ، ليجزم بأن ذلك عقاب من الله ، ألم يسمع أبداً أن الله يطهر الناس من ذنوبهم حتى بسكرات الموت من أجل أن يذهبوا إليه بصفحات بيضاء ، هل هذا هو الدين الذي رسخ في عقولكم وأذهانكم وهل هذه صورة الله التي تصورونها للأجيال الصاعده أنه اله يعاقب عباده فقط وأن كل إنسان تعذب أو تألم أو مات حتى على معصية هو خارج من رحمة ربه ومعذب في نار جهنم ، اتقوا الله يا جاهلي العصر واتركوا عباد الله لله وأفسحوا المجال لأهل العلم من مشايخنا الأفاضل أهل العلم والدين ، وليس للببغاوات وطالبي المال الحرام المرتزقة ، واعلموا أن الصلاح ليس في صلاح او غيره .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى