مقالات

الانحدار الاخلاقى .. يتصدر التريند هل طبيبة كفر الدوار تستحق العقوبة ؟

كتبت: بسمة مصطفى الجوخى
دق ناقوس الخطر ووصل لذروته وأصبح الانحلال الأخلاقي فى الواجهه دائما ،
ومن المؤسف أن الأسوء يتصدر التريند ومعظم ما ينفع المجتمع يتوارى ويهمش ،
والآن حدث انقسام على ما فعلته طبيبة كفر الدوار ما بين مؤيد ومعارض ،
والحقيقة أن ما حدث خطأ فادح ،
وهنا نضع أصابعنا على المشكلة ، طبيبة كفر الدوار تحدثت عن فتاة تحت السن القانونى ارتكبت كبيرة ،
وهى إقامة علاقة محرمة مع شخص وبمعرفة والدتها ،
التى جاءت معها لإجهاض الطفل الذى كان نتاج لهذه العلاقة المحرمة ،
أين تكمن المشكلة ؟!
مشكلة هذه الفتاة أو غيرها كبيرة ولها أسباب كثيرة سنتطرق لها مفصلة ،
ودائما ما نقول أن الشعب المصري تعرض لأبشع أنواع الحروب ،
وتحديدا بعد معاهدة كامب ديفيد واطمئنان إسرائيل المزعومة من عدم خوض مصر معها أى حروب،
ولكن ما حدث هو دخول مصر فى حرب صامتة مخطط لها ،
كالفيروس الذى لم يظهر غير بعد فوات الأوان تغلغل الغزو الفكرى إلى مصر شيئا فشيئا ،
وجاءت مواقع التواصل الاجتماعي لتكمل هذا المخطط على أكمل وجه ،
حتى استيقظ الشعب المصرى فجأة على هذا الفيروس اللعين ،
الذى أصاب جيل بأكمله بدأ من تغلغل فيروس الغزو الفكرى للأهالى أولا،
ومن ثم إهمالهم لأولادهم مع الانسياق وراء كل ما يحدث ،
بعض الأهالى تتاجر بأولادها على مواقع التواصل الاجتماعي الهابطة من أجل المال ،
فمثال أن موقع “التيك توك” أكثر انتشارا فى القرى والأرياف ،
ما بين قنوات تحضير الطعام التى انتشرت بطريقة كبيرة،
وما بين قنوات تأتى بغرف النوم على مرمى الجميع ،
وأطفال فى أعمار تحتاج الرعاية والتوجيه للطريق الصحيح ،
ومعرفة دينهم والتمسك بهويتهم ، للأسف يسيرون فى طريق الضياع .
والمشكلة التى تحدثت فيها طبيبة كفر الدوار ليست جديدة،
ولكن الخطأ الذى ارتكبته هو تلفظها بألفاظ لا تصح كونها امرأة قبل أن تكون طبيبة ،
وقد أمرنا الله عز وجل بالحياء ،
وأسلوب طرحها للمشكلة ومناقشتها بهذه الطريقة ،
ابدا غير مقبول ولن تكون ابدا هذه هى الطريقة لحل مشكلة أو لإصلاح المجتمع ،
فالطبيبة نفسها رغم نضوجها ووظيفتها إلا إنها تحتاج لتعديل سلوك ،
وما يخص عقوبة هذه الطبيبة فينبغي بعد التأكد بإنها لا تعمل لصالح أى جهات خارجية ،
أو بإنها لا تمارس المهنة بطريقة غير شرعية،
فهنا ينبغى ألا تعاقب بطريقة صارمة حرصا على مستقبلها ،
أما الستر الذى يكون اسم من أسماء الله الحسنى وأمر الله عزوجل به ،
قطعا هى لم تذكر اسم محدد أو عائلة محددة ولكن فى نفس الوقت كان من الممكن أن تلجأ للقانون وللجهات المعنية ،
لحل هذه المشكلة الكارثية التى تقول إنها تحدث كثيرا وتراها دوما ،
أما تصدير ما حدث بهذه الطريقة على مواقع التواصل الاجتماعي مرفوض ،
وهذا يصدر للعالم وجه بشع عن شعب مصر ،
وما هو إلا انحراف للأنظار عن كل ما هو جيد وصالح ، وتصدير للنماذج السيئة فقط ،
فى الوقت الذى فيه كثير من الدول توارى كل ما هو سئ ولا تعرض إلا النماذج الجيدة ..
والحل يكمن أولا من الأسرة لإنها نواة المجتمع وكل بذرة جيدة تزرع يحصد بها ثمار جيد ،
ثم يأتى الدور على المؤسسات التعليمية والتربوية ”
والأهم من ذلك أيضا تكليف جهات تتبنى مواقع التواصل الاجتماعي ،
وتضع حد لكل ما هو سئ من تنظيم ووضع قواعد للانضباط على كل ما ينشر ،
فكل انحلال ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي ،
يستهدف الشباب والفتيات وهو من ضمن الأسباب المهمة والرئيسية لمعظم الانحلالات الأخلاقية التى تحدث الآن ،
وأيضا أهمية العمل على التنظيم الضريبى لهذه الأنشطة التى تتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ،
وهذا تحديدا قد يكون حل لأزمتين” أولا :
إدخال مبالغ مالية كبيرة للدولة ، وثانيا :
الخوف من بث أى محتوى ساقط ومنحل ..
وينبغى التركيز على كل ما هو إيجابى وعلى زيادة الأنشطة الدينية والثقافية ،
ولابد من تكريم النماذج الجيدة وتصديرها فى الواجهه عبر مواقع التواصل الاجتماعي ،
وإلغاء القنوات الهابطة التى تعتمد على شراء الهواء ، وزيادة الوعى والتثقيف ،
فمواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين ولابد من استخدامها بما ينفع المجتمع …
فلا شئ يتبقى بعد انهيار الأسرة ، فدمار الأسر هو دمار وضياع لوطن بأكمله ……….

مقالات ذات صلة

‫42 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى