تقارير

ما تبعات احتمال اغتيال الأسد على أمن إسرائيل؟

كتب : سمير باكير 

جدد المدعو جدعون ساعر، عضو الكنيست والمقرب من حكومة نتنياهو، الحكومة السورية وشخص الرئيس بشار الأسد شخصيا في مؤتمر الشرق الأوسط الواقعي مؤخرا.

وجاء التهديد في الأيام التي قام فيها الحساب الإعلامي لـ ترور آلارم، باعتباره وسيلة إعلام مقربة من إسرائيل، بإدراج اسم الرئيس السوري في قائمة الإرهاب الإسرائيلية، ويبدو أن تنفيذ هذا الاغتيال لا يوفر مصالح إسرائيل الأمنية على المدى الطويل فحسب، بل سيفضي للعديد من التبعا السلبية على هذا البلد، وسنتناول في هذا المقال بعض هذه العواقب.

*تعاظم نفوذ الميليشيات المسلحة
في البداية ودون ادنى شك سيتعزز نفوذ الجماعات المسلحة والارهابية: حيث أظهرت التجربة أن إقالة القادة في البلدان ذات الهياكل الحكومية الهشة، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، عادة ما تؤدي إلى تقوية الجماعات المتشددة والجهادية.
وتكشف نماذج لما حصل في كل من العراق وليبيا أن القضاء على قادة مثل صدام حسين ومعمر القذافي عبد الارضية لداعش والقاعدة. ومن الطبيعي أن يؤدي اغتيال بشار إلى ارتفاع حدة الهجمات الارهابية وخلق تهديدات لأمن الدول المجاورة، بما في ذلك إسرائيل.

*تزايد نفوذ إيران وروسيا:
في حال تم اغتيال الأسد، سيكون هناك فراغ في السلطة ربما تسعى إيران وروسيا إلى ملئه. وفي الأزمة التي تلت عام 2011، تمكنت إيران وحزب الله اللبناني من خلق نفوذ عميق في سوريا، وفي غياب حكومة مركزية قوية، قد يسيطران على المزيد من المناطق، وسيشكل ذلك تهديدا خطيرا لإسرائيل بشكل مباشر.
ومع اغتيال الأسد وزيادة عدم الاستقرار، سيضطر عدد كبير من السوريين إلى الهجرة بسبب الأزمات الأمنية والاقتصادية. ومن الممكن أن تؤدي هذه الهجرة إلى مزيد من عدم الاستقرار على حدود الجيران، بما في ذلك لبنان والأردن، وهو ما لن تتأثر به إسرائيل. ومن ناحية أخرى، فإن الهجرة واسعة النطاق من الشرق الأوسط يمكن أن تؤدي إلى عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في أوروبا.

*اندلاع حرب أهلية:
قد يفضي اغتيال الأسد إلى حرب أهلية أوسع نطاقا في سوريا حيث تتنافس فصائل مختلفة على السلطة. حيث كشفت تجربة ليبيا والعراق أن الحرب الأهلية يمكن أن تستمر لسنوات وتمتد رقعتها إلى مناطق أخرى. ويعني هذا الوضع بالنسبة لإسرائيل تهديداً خطيراً من الجماعات المسلحة القريبة من الحدود ذات الأيديولوجيات المختلفة.

*إنخراط اسرائيل في جبهة جديدة
على مر السنين، استطاعت كل من إسرائيل وسوريا إبقاء وضعهما تحت السيطرة إلى حد ما على الرغم من الأعمال العدائية بينهما. إن إزاحة الأسد ودخول جهات فاعلة جديدة قد يشكل تحدياً للاتفاقات والترتيبات الأمنية ويسبب المزيد من انعدام الأمن لإسرائيل. بعد مرور أكثر من عام على عملية طوفان الأقصى، لم تتخذ دمشق أي إجراء ضد إسرائيل، واي خطأ في الحسابات في هذا الصدد سيضع إسرائيل تحت رحمة جبهة جديدة ومتآكلة. حيث أثبتت التجربة أن إقالة شخصية رئيسية في الدول التي لا تتمتع بحكومة مركزية قوية يخلق العديد من التحديات الأمنية، على سبيل المثال:
العراق: بعد سقوط صدام حسين، شهد العراق ظهور جماعات من قبيل داعش، التي لم تهدد الأمن الداخلي للبلاد فحسب، بل كانت تعتبر تهديدا خطيرا للمنطقة وحتى الدول الغربية.
ليبيا: مع سقوط القذافي، أصبحت ليبيا عبارة عن مجموعة من أشباه الدول والمجموعات المختلفة، مما أدى إلى زعزعة استقرار الأمن الداخلي والإقليمي بشكل كبير.
أفغانستان: مع سقوط الحكومة المركزية، سيطرت حركة طالبان على البلاد، مما أدى إلى تفاقم الهجرة وعدم الاستقرار في المنطقة.
في ختام القول، يبدو أنه في حالة احتمال اغتيال الأسد فإن إسرائيل ستواجه المزيد من التحديات الأمنية لأن ذلك سيؤدي إلى زيادة عدم الاستقرار ومفاقمة الوضع المعقد في المنطقة، كما سيواجه الأمن القومي الإسرائيلي مخاطر جسيمة لاتحمد عقباها على المدى المتوسط ​​والبعيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى