مقالات
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الاّداب الرفيعة

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الاّداب الرفيعة
بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
• من أرقى عناصر الحضارة عنصر الآداب الرفيعة، الذي يسميه البعض بالإتيكيت، وهي كلمة فرنسية الأصل: (Etiquette)
وكل ما يتحدث به روّاد فنون الإتيكيت نجد له أصولاً في الشريعة الإسلامية وبمستويات راقية من دون إفراط أو تفريط، وهذه المعادلة لا يضبطها إلا منهج ربّ السماوات والأرض.
• العادات المهذّبة من الشعوب الأخرى مقبولة لنا ما دامت حسنة ولم تعارض الشرع الإسلامي.
يهدف مقالى هذا الى تكوين فريق عمل يتخصّص في نشر هذه الآداب الرفيعة في الشريحة المستهدفة لصناعة الحضارة، وبذلك نكون إلى الله أقرب وبالمصطفى أكثر اقتداءً.
عناصر الآداب الرفيعة:
• الأناقة الشخصية:
أنت كونك إنسان سوف تُشَاهَد من قِبَل الآخرين، الذين سيسمعون صوتك أيضاً ويشمّون رائحتك، فاحرص كل الحرص على أن تظهر أمامهم بأرقى صورة، وإليك بعض التفاصيل:
1- الشكل: احرص على التزام أرقى وسيلة لتهذيب الأظافر والشعر (الرأس، الشارب، اللحية)، فقد كان للمصطفى صلى الله عليه وسلم مشط عاج يسافر به ومعه المرآة والدهن والمكحل والسواك، كما جاء في الطبقات الكبرى لابن سعد، وقد صحَّ في المستدرك وغيره أنه رأى رجلاً شعثاً فقال: “أَمَا كَانَ يَجِدُ هَذَا مَا يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَهُ؟” رواه الترمذي.
2- التطيّب: انتبه لرائحة الفم وخاصة في الصباح، فلا تجلس قريباً جداً ممن تحادثه، ويمكن معالجة الرائحة بعلكة النعناع. وانتبه لروائح الإبط والتجشؤ، فقد كان المصطفى [يتطيّب بأطيب ما يجد، كما جاء في صحيح البخاري.
3- النظافة الشخصية: هل يوجد دين في العالم يجعل أتباعه يغسلون أطرافهم 5 مَرّات في اليوم غير الإسلام؟ وحين علم المصطفى صلى الله عليه وسلم عن أناسٍ لا يغتسلون قال مستنكراً: “أَوَ لا يَغْتَسِلُونَ؟” كما صححه الألباني.
4- الملبس: إن الله جميل يحبّ الجمال، فيستحسن من المسلم أن يلبس النظيف والجميل من الثياب ذات الألوان المتناسقة؛ فقد نبّه المصطفى صلى الله عليه وسلم رجلاً متسخاً: “أَمَا كَانَ هَذَا يَجِدُ مَاءً يَغْسِلُ بِهِ ثَوْبَهُ؟” أخرجه النسائي. وكم هو رائع أن تحتفظ بشنطة جميلة وقلم راقٍ ومحارم ورقية في جيبك.
المعاشرة:
1- المواعدة: كُن على الموعد، لا قبله ولا بعده، ولا تصطحب معك أحداً إلاّ بعلم صاحب البيت حتى وإن كان صديقاً له، إن اضطُرُرتَ للاعتذار فاعتذر فوراً لا في الساعة الأخيرة أو أبلغه بالتأخير مبكراً.
2- الاستئذان: اطرق الباب ثلاثاً وقِف متجنباً مشاهدة عورة البيت، ولا تجلس في المجلس مواجهاً للباب.
3- الترحيب: قابل صاحبك بمنتهى البشاشة والمصافحة والمعانقة وبأيدٍ نظيفة جداً، ونادِهِ بأحبّ الأسماء إليه.
4- الزيارة: اطمئنّ على أهل البيت، لا تنتقد صاحب الضيافة ولا بيته، وقبِّل أبناءه، واخرج قبل أن يملوا منك.
5- المجالسات: إذا استعرت شيئاً فردّه بأحسن مما كان عليه، وأَنْزل الناس منازلهم وبالذات كبار السن والعلماء.
6- الطعام: أَكثِر من مدح طعام صاحب الضيافة، لا تسأله أثناء مضغ الطعام، وادعُ له عند الانتهاء.
إتيكيت خارج المنزل:
تختلف عادات الشعوب حسب اختلاف ثقافاتها، ولا بأس باتّباع أنظمة تناول الطعام في مطعم فاخر أو ركوب طائرة أو البروتوكولات السياسية ما دامت متوافقة مع الشريعة الإسلامية.
1- إتيكيت المطاعم: تحفل المطاعم الراقية، وخاصة تلك التي تقدم البوفيه، بالعديد من أنظمة الإتيكيت التي يستحسن مراعاتها وخاصة في حضور الأجانب، وإتيكيت المطاعم ليس محصوراً فقط في طريقة إحضار الطعام 3 مرات (المقبلات starter ثم الوجبة الرئيسية main course ثم المُحَليات dessert)، بل في طريقة الوصول للطاولة ووقت الجلوس ومَن يبدأ بالجلوس، وتوقيت استخدام الأدوات على الطاولة..
2- ذَوقيات حضور الحفلات والأعياد والأسواق والعزاء ومناسبات العمل والزيارات الرسمية.
3- ذوقيات استعمال الهاتف والرسائل البريدية ورسائل الطلب والدعوات والتواصل مع VIP’s.
أتمنى أن أكون قد فتحتُ باباً ذكرت فيه – وفق التصنيف الذي أوجدته – أغلب مواضيع الآداب الرفيعة والأذواق السامية عسى أن نكون قد وضعنا أساساً لحضارة رائعة.
• فريق عمل الآداب الرفيعة ينبغي له أن يرصد كل معالم السلوك المهذب في المجتمع وينشره بالأدوات الفاعلة.