اجتماعيات

رئيس الطريقة القادرية الكسنزانية بالعالم ينعي شيخ الطريقة البودشيشية المغربية

 

أمير أبورفاعي
نعي الشيخ شمس الدين محمد نهرو الكسنزان رئيس الطريقة القادرية الكسنزانية بالعراق والعالم، الدكتور جمال الدين القادري بودشيش شيخ الطريقة القادرية البودشيشية   الذي توفي أمس الجمعة، بالمستشفي العسكري بالرباط،  أثر وعكة صحية.

وقالت الطريقة الكسنزانية في بيان لها: بقلوبٍ مؤمنةٍ بقضاءِ اللهِ وقدرهِ، وراضيةٍ بحكمهِ، تتقدَّمُ الطريقةُ العليَّةُ القادريَّةُ الكسنزانيَّةُ برئاسةِ سماحةِ السيِّدِ الشيخِ شمسِ الدينِ محمَّدٍ نهرو الكسنزانِ الحسينيِّ (قدَّست أسرارُهُ)، بأحرِ آياتِ التعزيةِ وأصدقِ مشاعرِ المواساةِ إلى إخوانِنا في الطريقةِ البودشيشيَّةِ بالمملكةِ المغربيَّةِ بالمصاب الجلل لرحيلِ شيخِهم الجليلِ الشيخِ جمالِ الدينِ القادريِّ، الذي لبَّى نداءَ الحقِّ وانتقلَ إلى جوارِ ربِّهِ بعدَ حياةٍ حافلةٍ بخدمةِ التصوُّفِ والإسلامِ في ربوعِ المملكةِ المغربيَّةِ وخارجها ( رحمهُ الله تعالى ).

وتابعت: وإنَّنا إذ نُشاركُهم هذا المصابَ الجَللَ، نسألُ اللهَ تعالى أن يتغمَّدَهُ بواسعِ رحمتِهِ، ويكرمَهُ بالنَّظرِ إلى وجهِهِ الكريمِ، ويرفعَ مقامَهُ في حضـرةِ أوليائِهِ وأحبَّائِهِ، وأن يُلهمَ أهلَهُ ومريديَهُ الصبرَ الجميلَ، ويجعلَ مَنْ بعدِهِ خيرَ خلفٍ ليواصلَ مسيرةَ العطاءِ لخدمةِ دينِ الله ( جَلَّ وعَلا  )، وإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، وصلى الله على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما.

وفاة شيخ الطريقة القادرية البودشيشية…أكبر طريقة صوفية بالمغرب والعالم

وقالت الطريقة القادرية البودشيشية المغربية في بيان عاجل لها،  أنه توفي إلى رحمة الله، الجمعة 8 اغسطس 2025، الشيخ مولاي جمال الدين القادري بودشيش، شيخ الزاوية القادرية البودشيشية، عن عمر يناهز 83 سنة، بعد مسار روحي وعلمي حافل في خدمة التصوف السني والتربية الروحية.

ويُعد الشيخ جمال الدين أحد أعلام التصوف المغربي المعاصر، وهو نجل الشيخ الراحل سيدي حمزة القادري بودشيش، وقد تولى مشيخة الزاوية خلفًا لوالده سنة 2017، بناءً على وصية مكتوبة ومختومة تعود لسنة 1990، أوصى فيها الشيخ حمزة بنقل “الإذن في تلقين الذكر والدعوة إلى الله” إلى ابنه جمال الدين ثم الى ابنه مولاي منير بعد وفاته.

وُلد الراحل سنة 1942 بقرية مداغ (إقليم بركان)، وتلقى تعليمه الأولي في الزاوية، قبل أن يُكمل دراسته بثانوية مولاي إدريس بفاس، ومنها إلى كلية الشريعة، ثم دار الحديث الحسنية بالرباط، حيث حصل على دبلوم الدراسات العليا في العلوم الإسلامية، قبل أن يناقش سنة 2001 أطروحة دكتوراه بعنوان “مؤسسة الزاوية في المغرب بين الأصالة والمعاصرة”.

عرف الشيخ جمال الدين بتواريه عن الإعلام، وبتفرغه الكامل للسلوك الصوفي والتربية الروحية، مقتفيًا أثر والده في ترسيخ قيم التزكية، والتواضع، والربط بين الأصالة والتجديد. ولم يظهر للعلن إلا في المناسبات الروحية الكبرى، خاصة في ذكرى المولد النبوي.
وقبيل مرضه، أعلن الشيخ مولاي جمال الدين خلال الذكرى الثامنة لوفاة الشيخ حمزة القادري في يناير 2025، عن وصية صريحة بنقل الأمانة الروحية إلى ابنه الدكتور مولاي منير القادري بودشيش.

كما أوصى في كلمته بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتعظيم الرابطة الروحية، والتشبث بامارة المؤمنين والعرش العلوي المجيد، باعتباره ميثاقًا دينيًا وروحيًا ضامنًا لوحدة الوطن واستقراره.

وبرحيله، يفقد المغرب أحد كبار علمائه في ميدان التصوف، ورمزًا بارزًا في مسار تحديث الزوايا وتطوير أدائها التربوي والفكري. فقد جمع الشيخ جمال الدين بين التكوين الأكاديمي الرصين والخبرة الميدانية العميقة، وأسهم في توسيع إشعاع الطريقة القادرية البودشيشية على المستويين الوطني والدولي، مما جعله مرجعًا معتمدًا في قضايا التربية الروحية والفكر الصوفي المعاصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى