خدعة الاعتراف بدولة فلسطين من الدول الأوروبية”

بقلم محمد إبراهيم ربيع كاتب ومحلل سياسي
من باب التحليلات السياسية ، وليس كل ما يُعلن حقيقة ، والقراءة ما بين السطور تذكرنا بالتصريحات الصادرة من بعض الدول الأوروبية على رأسهم بريطانيا وفرنسا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
نعتقد أن هذا الاعتراف مجرد مكيدة، وأنه تم لسببين ؛ أولهما هو تحرك الجبهات الداخلية لهذه الدول ضد إداراتها بعد كشف الوجه الحقيقي للكيان المحتل ، مما كان ينذر بربيع أوروبي واحتجاجات ضد الصمت وعدم محاسبة دولة الكيان المحتل على قتل وتجويع المدنيين في غزة ؛ وثانيهما هو كسب مزيد من الوقت حتى تنجز إسرائيل عمل الإبادة الجماعية والسيطرة على دولة فلسطين من خلال القتل والتهجير القسري داخل سيناء.
وهذا التصور كان بسبب اعتراف تلك الدول بأنهم سيعلنون ذلك في نهاية شهر سبتمبر، ولو كانوا صادقين لاعترفوا فورا بذلك الأمر ولوجدنا إيقافا للحرب وإدخال المساعدات.
وظهر ذلك بعد اجتماع قيادات الكيان المحتل لوضع خطة سريعة لاجتياح غزة بتوقيت زمني شهر من الآن. على الجانب الآخر، وجدنا تحركات مريبة من الجانب الأمريكي بعمل اجتماع ثلاثي خطير بين ترامب وكوشنر وبلير ، وهذا ما ذكرناه في المقالة السابقة ؛ ثم تحرك نتنياهو إلى واشنطن ؛ لطلب الدعم العسكري واللوجستي لمساعدتهم في اجتياح غزة.
من هنا نكشف المخطط الذي اتفق عليه الجميع من خلال تضليل الرأي العام العالمي.
ولكن الآن، وبعد كل هذه التصريحات والتحركات السريعة، نستطيع أن نجزم بأن الأمر يزداد صعوبة ، ليس على غزة وحدها ، وإنما على مصر أيضًا لاحتمال حدوث تصادم مباشر بعد اجتياح غزة بسبب فرض التهجير القسري داخل سيناء.
ولكن الغريب من وجهة نظري هو موقف روسيا بعد الاجتماع الأخير مع ترامب في ألاسكا، والذي لم يُعلن عن تفاصيله ؛ وأعتقد أنه كان اجتماعًا سريًا لتقسيم الثروات من أجل تحييد روسيا في الغالب للمضي قدمًا في تنفيذ المخطط لدولة الكيان المحتل بدعم من أمريكا وتنسيق بريطاني.
لم يتبق إلا دولتان عظيمتان وهما الصين وكوريا الشمالية ، ولكني لا أعول عليهما.
أخيرًا ، كما ذكرت ، ليس كل ما يُعلن حقيقة ، وليس كل ما يُعلم يُقال في وقته، وإنما هناك أغراض أخرى يتم الاتفاق عليها في الخفاء.
القادم أصعب مما يتخيله أو يعتقده أحد؛ ولكن كلنا ثقة في الله أنه يعلم الغيب وهو المتحكم في الأحداث وليست أمريكا أو بريطانيا.
التفوا خلف القيادة السياسية والجيش لأننا نمر بأصعب مرحلة ومفترق طرق حقيقي.
حفظ الله مصر.