مقالات

الهوية المصرية بين المناجاة والأمل 

 

بقلم /محمد دنيا

الهوية المصرية تعنى أن تكون مصرياً إلى النخاع أن تكون مصرياً بدون رتوش أو كماليات لاتنم الا على اضطرابات ظاهرة للعيان …

الهوية المصرية كانت المرمى الذى صوب الأعداء هدفهم عليهِ منذ إستقلال مصر فى بداية القرن العشرين وإلى الأن .. الهوية المصرية هى طوق النجاة وملاذ آمن لمن أراد الحياة الحقيقية التى بلا زيف أو نفاق أو رياء ، أن تكون مصرياً مؤمناً بهويتك المصرية ومُتمسك بها وتدافع عنها وتُعلم أبنائك ماهى مصر وماهى الهوية المصرية التى من تمسك بها نجا من ويلات الظلام ومن غدر المنافقين المدليسن .. إن الهوية المصرية تناجينا اليوم لننقذها من الظلام الدامس الذى أحاط بها ومن التراب الذى هال عليها منذ أكثر من قرن … إن مصر البلد الوحيد الذى لها علم يُدرس عن تاريخها وهويتها هو علم المصريات ولا توجد بلد فى العالم بها علم خاص بها لوحدها مثل مصر … هل نحن ندرك هذا هل نحن نتكاتف لنرفع الظلام عن هويتنا المصرية حتى نجعل النور مرساها لكى يُضاء العالم كله بنورها … الحديث عن الهوية المصرية يحتاج مجلدات وليس مجرد مقال عابر ولكننى سآقتصد لكى أبوح لكم عن ثمة أشياء بداخلي لكى تصلوا إلى يقيناً جازماً بآن الهوية المصرية هى النجاة ومبعث الأمل إن لم تكن منبتهُ ، الشعور بالمصرية ماهو الا مدعاة للفخر واستعادة أمجاد الأجداد لكى تكتمل مسيرة المجد والتقدم والازدهار .. دعونا نتفق أن هناك حرباً شُنت على الهوية المصرية كما حدث وشُنت حروب لإحتلال الأرض وبفضل الله وبفضل تماسكنا وقوة جيشناً وإصرار شعبنا قمنا بتحرير الأرض لكن علينا أن نسئل هل نحن قمنا بتحرير الهوية المصرية من الكذب والافتراء والتجاهل الذى اُلصق بها بسبب الحرب المُمنهجة عليها ،حتى ننسى تاريخنا فيضيع مستقبلنا ويذهب بلا رجعة ، إن المصرية هى روح عملاقة تجمعنا كلنا هى كيان جبار له قلب وعقل له قلب يستشعر بلحُمتنا وعقل يفكر ويفكر لكى نصنع الانتصارات .. هناك دول لا تتخطى عمرها قرن أو أكثر وتصنع هوية من العدم لكى يبنوا عليها الأمجاد أما نحن فمصريتنا ضاربة فى عمق الأرض وفى وهج التاريخ بل نحن التاريخ ونحن الحضارة إن لم نكن نحن كل الحياة ..

والسؤال المُلح هنا أين تدريس الهوية المصرية فى المناهج التعليمية لماذا لا توجد مادة إسمها الهوية المصرية مثلاً ، سأحكى لكم قصة كان لى صديقة مصرية أمريكية وكانت تعمل فى التعليم فى أمريكا أرسلت لى فيديو للطلاب الأطفال هناك وهم يجلسون فى قاعة كبيرة ويشاهدون فيلم عن الملك الشاب توت عنخ آمون فقولت لها لماذا توت عنخ آمون قالت لى حتى يتعلموا الأطفال أن بإمكانهم أن يكونوا ملوك وهم لازالوا شباب هذا من جهة ومن جهة أخرى لكى ينتابهم العظمة وكبرياء الحلم ، أرايتم الأن أين نحن وأين تعليمنا القاصر فقط على هذا الملك مينا من وحد القطرين وهذ الملك أحمس طارد الهكسوس عليهم كل الثناء أجدادى ، لكن لكم أن تتخيلوا مدى السطحية والمواربة فى الحديث عن أجدادنا الذين حافظوا على مصر والذين صاغوا لنا الهوية التى هى كنزنا الثمين عوضاً عن أطفال أمريكا الذين يجلسون فى المدرسة ويشاهدون فيلماً كاملاً عن الملك الشاب توت عنخ آمون لك أن تتخيل عزيزى القارئ أن أحفاد الملك الشاب توت غنخ آمون لا يعلمون عنه شيئاً أما الغرباء فهم يعلمون عنه كل شىء ! أيضاً الأجيال التى تكبر وتتحدث الانجليزيه وكأنها هى لغة الحداثة ولغة أصحاب الأحذية النفسية فقط ومن دونهم فهو جاهل متخلف لكم أن تتخيلوا يتحدثوا اللغه الانجليزيه التى عمرها لا يتخطى الخمسمائة عام ويتبرءون من اللغه المصرية الدارجة العامية التى تعبر عن هويتنا وعن فخرنا وعزتنا والتى عمرها آلاف السنين فهذا خطر داهم يهدد سلامة الهوية وامتدادها ، فهذه رسالة إلى السيد معالى وزير التربية والتعليم اتمنى أن ينتبه إلى ما وضحنااهُ فى الأعلى .. أيضاً بالنسبة لوزارة الأوقاف أين دور خطباء المساجد فى رفع الحس الوطنى والإحساس بالهوية المصرية فمثلاً لماذا يلجأ جميع الخطباء فى المساجد على سرد حكايات من بلدان أخرى وثقافات أخرى بعيدة كل البعد عن الهوية المصرية للتدليل بها على الأفعال التى يريد تفنيدها وأخذ العظات منها ، لماذا هنا لا يتحدثوا عن مصر أنها أول بلد فى العالم هى من وحدت الله عز وجل من قديم الأزل لماذا لم يتحدثوا عن سيدنا إدريس رضى الله عنه الذى آتاهُ الله العلم وهو أول من كتب بالقلم ، أيضاً لماذا لم يذكروا ان مصر كان بها ثلاث مائة وخمسون معبد على ضفاف النيل لعبادة الله وحدهُ ، لماذا لم يذكروا وصايا أجدادنا القدماء التى تحرض على فعل الخير وعدم قطع الأشجار وعدم تعنيف الحيوان والرفق بالأطفال والحب للآزواج ، لماذا لم يذكروا أن الله سبحانه وتعالى قال لسيدنا موسى رضى الله عنه اذهب الى مصر واتخذ من بيوتها مساجد لماذا لم يذكروا أن الله قال لسيدنا موسى اخلع نعليك انك بالوادى المقدس تكريماً واجلالاً لعظمة مصر لأنها الوادى المقدس .. لماذا لم يذكروا أن مصر ليست هذا الفرعون وانما مصر بلد الإيمان ،لماذا لم يذكروا أن القدماء المصريين هم من آتاهم الله العلم وهم الذين كانوا عندما تقرء عليها الآيات يخرون للأذقان سجداً ، لماذا أيضاً لم يذكروا أن ذكر الحضارة المصرية بالحضارة الفرعونيه هو محض افتراء وتدليس لأن فرعون الطاغى لم يكن مصرياً من الأساس فالمصريين فى الأساس هم حكماء ويعبدون الله الواحد ورسالتهم كانت الحب والعدل والخير لذا فلنسميهم المصريين القدماء العظماء وليسوا المصريين الفراعنه .. وهذه أيضاً رسالة إلى السيد معالى وزير الأوقاف عليه أن ينتبه لما نوهنا عنه والآخذ به ..

علينا جميعاً أن ننتبه وان نعلم أن هويتنا المصرية تناجينا وعلينا جميعاً أن نُلبى النداء وأن نتيقن كامل اليقين أن هويتنا المصرية هى الأمل فلنركض إليها بكل ما آوتينا من قوة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى