مقالات
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن مظلة مجلس الأمن الدولي

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن مظلة مجلس الأمن الدولي
بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
في عصر العولمة من منظور مظلة مجلس الأمن الدولي – هي الأحادية وَفقًا للمخطط الإستراتيجي المتبنى من قِبل مهندسي ما يسمى بالنظام الدولي الجديد، الذي تحكَّم في شريان العلاقات الدولية المبنية أساسًا على المصالح – نظريات أسّس لها خبراء الدراسات المستقبلية من خلال جمع معطيات عن الأنظمة الحاكمة وشعوبها.
: ما هو شكل النظام الدولي الجديد وفاعليته في ضبط عقارب ساعة التغيير؟
تميزت نتائج الدراسة طبعًا بالمنهج العلمي السياسي، الذي مكّن من كشف حقائق الأنظمة وطرق حكمها وأسس قيامها وفلسفتها في العلاقات الدولية.
وخلصت إلى خَلْق نظام عالمي جديد تحت مظلة مجلس الأمن الدولي، والمتمثل في تفتيت كل الدول والأنظمة التي لا تستظل بمظلتها.
ما نعيشه في السنوات الأخيرة – خاصة في عالمنا العربي والإسلامي – هو تنفيذ مخطط مهندسي النظام الدولي الجديد، ليس كالمخططات السابقة، وإنما من باب الحريات الفردية والجماعية، حماية الأقليات، سقوط الأنظمة الديكتاتورية، الديمقراطية، حقوق الإنسان…
سلاح فتّاك يضرب الأمة من داخلها ومن أبنائها، سلاح يدمّر الأوطان، ويمسح تاريخ الأمم وإنجازاتها، سلاح ينعش الفكر التطرُّفي، ويُسهم في بعث الطائفية والمذهبية وغيرهما.
أصبح لأصحاب المظلة الحقُّ في التدخل المباشر وغير المباشر في تحديد عقارب ساعة التغيير، والكيفية المنتقاة من مراكز الاستشراف المستقبلي.
أما نحن فمشاهدون ومندِّدون ومنفِّذون، وكأن ليس لنا تاريخ ومرجعية تؤصل لمواقفنا وحماية شعبنا وأوطاننا ومصالحنا!
تفتَّتت الأمة العربية والإسلامية إلى كتل لا وزن لها في عالم التكتلات الإقليمية والدولية، وتفتتت الأمة في داخل الوطن الواحد إلى مذاهبَ وعشائر وطوائف، وإلى أحزاب ذات مرجعيات متعددة (إسلامية، عَلمانية…).
نشاهد عبر الفضائية ونتابع المحللين السياسيين والعسكريين لخراب أوطاننا، من تدمير للبنية التحتية، وطمس للمقومات، وقتل وتشريد… بأيدينا.
رغم أن لنا قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46].
كل هذا وأصحاب مظلة النظام الدولي الجديد يتكتَّلون ويتوحَّدون ويتبادلون أنواع التكنولوجيا، والبعثات العلمية، والشراكة الاقتصادية، والسياحة العالمية، والاستثمار المنتج، وسن قوانين دولية لحماية مصالح أصحاب النظام الدولي الجديد في أي مكان من العالم.
بالطبع ينبغي ألا نشخص الأوضاع فقط، بل المطلوب كسر الحاجز النفسي، والإسراع في المصالحة الحقيقية مع الله، ومع الذات، ومع أبناء الوطن الواحد، ومع الأمة ككل؛ العربية والإسلامية، وتفعيل التكتلات الإقليمية وغيرها.
قال الله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [آل عمران: 103].
أمة عظيمة بأبنائها، قوية بمرجعيتها، يمكن استرجاع حقها ومكانتها وهيبتها بين الأمم، ولكن بالتخطيط والتغيير المنظم لِما يخدم مصالح الأمة.
ما يحدث في غزة خيرُ دليل على بشاعة النظام الدولي الجديد، نظام استطاع أن يجعل من الجميع يتفرج ويتحسر دون التمكن من التحرك بسبب معرفتهم لهشاشة وحدتنا.
رغم كل المآسي ستظل فئةٌ من هذه الأمة تبعث التفاؤل، استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ﴾ [النور: 55].
لنا أن نستفيق من سُباتنا الفكري المتحجّر، ونستعد لبعث نهضة فكرية متجددة ترفعُ شأن الأمة، علينا تنوير فكر الإنسان بحقيقة رسالته، علينا الاحتماء بمظلة الله سبحانه وتعالى، لا بمظلة أصحاب النظام الدولي الجديد، التغيير الحقيقي لكل هذا هو التغيير النفسي الذاتي في جميع الجوانب الحياتية.
علينا جمع كلمتنا، والمتمثلة في سلاح الإعلام، التركيز على عنصر الشباب والتكنولوجيا، تجديد المناهج الدراسية بما يخدم هذا التوجه المطلوب، تنمية الاستثمار في الإنسان مع التفتح على ثقافات الأمم الأخرى، ربط مختلف العلاقات بما يخدم وحدتنا ومستقبلنا.
ختامًا أقول: بعد العسر حتمًا سيأتي اليسر؛ مصداقًا لوعد الله تعالى.