صحة ومرأة

هل يمكن أن تساعد النظام الكيتوني على علاج الأمراض العقلية؟ الملياردير التكنولوجي الأمريكي مات بازوكي يجد أن النظام الغذائي يساعد في علاج الاضطراب الثنائي القطب.

مات بازوكي هو موسيقي ومحترف تقني يعيش في سان فرانسيسكو، كل صباح يستيقظ مات في نفس الوقت ويخرج للاستمتاع بضوء الصباح وإعادة تشغيل ساعة جسده، يقضي ساعتين في اليوم متمرنًا لتمارين الرياضة كركض الصباح ورفع الأثقال في فترة ما بعد الظهر، كما يتأكد من الحصول على قسط كافٍ من النوم ولا يشرب أو يدخن، ويبتعد بشدة عن المخدرات، لكن الأمر الذي يجعل مات مختلفًا هو نظامه الغذائي، وغالبًا ما يتناول وجبتين في اليوم، الأولى في الساعة 1 ظهرًا أو الساعة 2 ظهرًا، والثانية في الساعة 6 مساءً أو 7 مساءً، ثم يصوم حتى وقت الغداء في اليوم التالي، وهو ما يجعله منفردًا عن أقرانه، ولا تحتوي وجباته على الخبز أو المعكرونة أو الأرز أو الكربوهيدرات المكررة أو الحلويات أو الكولا، بل تعتمد على البروتين والدهون، وخاصة الأطعمة ذات الدهون الثقيلة، وتتضمن الكثير من الأطعمة ذات الصلة بالبروتين مثل اللوز والأفوكادو، بالإضافة إلى اللحوم والبيض والأسماك والدجاج والعديد من الخضروات. وعندما تحدث عنها يقول: “جعلتني ديرفينًا، وهذا مؤلم، لكن هذا هو ما أعطاني حياتي مرة أخرى”، هذا ما يميز مات بازوكي عن أقرانه، إذ أن طريقته الفريدة للحياة سمحت له بالتغلب على إضطراب الشخصية الثنائية التي أصابته عندما كان عمره 19 عامًا، بعد أن تعرض لانهيار نفسي وتخلله هلاوس، ما جعله يحتاج إلى العلاج في الخمس سنوات المقبلة، وبينما تماثل للشفاء من الحالة استمرت الاربع سنوات السابقة، ولكنه اتخذ نظام غذائي صارم عالي الدهون وصغير جدًا في الكربوهيدرات والتي أسفرت عن تعاف مستمر وإدارة الحالة الذهانية عند مات.

يعتبر الأمر أمرًا غير عادي، حيث أن استخدام النظام الغذائي الكيتوني لمعالجة اضطراب ضيق الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، واضطراب طيف التوحد قد يكون رواجًا، ولكن معالجة الأمراض العقلية مثل الاكتئاب واضطراب الشخصية الثنائية بهذه الطريقة تعتبر حدثًا جديدًا تمامًا، يبدو أن هذا النظام يؤثر على الجسم بشكل يعيد تشغيل الجهاز النفسي بطريقة رئيسية، وهذا يتفق مع العديد من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية ويجدون النظام الغذائي الكيتوني مفيدًا لاستعادة حياتهم.

ومثلما يقول مات عن النظام الغذائي الكيتوني: ” لقد أعطاني حياتي مرة أخرى”. يتميز هذا النظام الغذائي بأنه يركز على الحصول على كمية عالية من الدهون وتقليل مستويات الكربوهيدرات في النظام الغذائي، والهدف هو الوصول إلى الحالة المعروفة باسم “التيتوس”، وهي حالة يتم فيها تكسير الدهون في الجسم لإنتاج المركبات المعروفة باسم “الكيتونات”، والتي تستخدم كمصدر للطاقة بدلاً من الكربوهيدرات. يتم ارتباط هذه الحالة النفسية بالميتوكوندريا، وهي “البطاريات” الحيوية في جميع خلايانا، ففي بعض الأشخاص لا تستطيع الميتوكوندريا التعامل مع الجلوكوز بشكل صحيح، وهذا هو مصدر الوقود الرئيسي للجسم، لذا فإن الخلايا لا تعمل بكفاءة، مما يؤثر على التواصل بين الخلايا في الدماغ ويؤثر بدوره على الصحة العقلية ووظائف الدماغ، يستخدم النظام الغذائي الكيتوني مصدرًا بديلًا للوقود، وهو “الكيتون” (تنتجه الكبد عندما يحلل الدهون)، والذي يقوم بتثبيت وظائف الدماغ. بالنسبة إلى مات، يعد نظام الكيتوني المحافظ عليه بدقة جزءًا أساسيًا من برنامج علاجه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى