نص كلمة الرئيس.. السيسي يلبي نداء الشعب ويعلن الترشح لانتخابات الرئاسة
وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته أمام مؤتمر “قصة وطن” المنعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة، ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة استجابة لنداء الشعب المصري.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين
*شعب مصر العظيم..
* أيها الشعب العز والشرف، كانت هذه أوقاتاً طيبة ومثمرة.. تلك التي قضيناها معاً، خلال الأيام الماضية.. كما روينا قصة الوطن. الوطن الذي نعمل من أجله جميعاً.. ومن أجل رفعته واجهنا التحديات.. ومن أجله حققنا بفضل الله إنجازات.
وأقول لكم: نحن المصريون حققنا معا ملحمة تاريخية، عندما تغلبنا على اليأس والإحباط.. واستعدنا مصرنا العزيزة من براثن طائفة الظلام والغدر.. ثم تغلبنا على التحدي، من أجل إعادة بناء دولتنا العظيمة.. لتحقيق الكرامة والعدالة والتنمية لشعبها.
واجهنا إرهاباً غاشماً أراد النيل من عزيمتنا.. وابتلعت أرضنا الطيبة بدماء الشهداء الأبرار من خيرة أبناء مصر.
ولم تضعف عزيمتنا ولم تضعف أمام كل هذه التحديات.. بل أعلن أبناء وبنات مصر أنفسهم.. وخاضوا معركة بناء مصر.. وحققوا إنجازها.. نالوا المجد والعزة. فخر الوطن.
إن إرادة المصريين كانت – ولا تزال – المحرك الأساسي، والدافع الأول، لاستكمال حلم بناء دولتنا الحديثة.. التي تستحق التضحيات التي قدمها شعب مصر.
شعب مصر العظيم:
إننا على أعتاب جمهوريتنا الجديدة التي تسعى إلى استكمال عملية بقاء الدولة وإعادة بنائها على أسس الحداثة والديمقراطية. ونجدد العهد معاً
لنعمل على استكمال أحلامنا من أجل مصرنا العزيزة.. وطننا الغالي الذي سقيه بدماء الشهداء وتضحيات كل المصريين.
وطن عظيم وقوي.. يقوم على أسس العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ودولة المؤسسات التي تحقق الحياة الكريمة لمواطنيه.. ومن أجل أحلامنا سنعمل معاً لتحقيقها .
لقد تابعت باهتمام بالغ حالة الحوار الوطني الذي كان في صورته الأولى واعداً وحافزاً للاستمرار فيه. وقد وجهت الحكومة وأجهزة الدولة المعنية بالعمل على بحث ودراسة حزمة المخرجات التي خرج بها الحوار.
أؤكد لك؛ وأعتزم الاستمرار على هذه الحالة من الحوار، وكذلك الاستمرار في تطوير الحياة السياسية والحزبية.. حتى تتمكن الدولة من تحقيق مسارات وبدائل ورؤى متعددة، بشكل دائم.
السيدات والسادة الحضور الكرام:
وبعد أن تابعنا خلال فعاليات هذا المؤتمر أرقام وحقائق عن واقع الدولة المصرية.. كيف كانت.. وكيف أصبحت.. نجدد عهدنا بأنها ستكون واقعا يفيض بالخير والسلام والمحبة لكل المصريين إن شاء الله.
لا خوف على أمة يحتضن هلال مسجدها صليب كنيستها.. ولا أمة تنكسر وتجرد شبابها من العاطفة إلا حب الوطن مثل شباب مصر.. ولا تسقط أمة والتي تحافظ نساؤها على صوت الضمير الوطني.
يقيني بأمتنا أنها لا تخاف ولا تنكسر ولا تسقط.. بل تسمو فوق تحدياتها، لتبني أهرامًا للمجد، وللحضارة تاريخًا.
وأقول لكم بلسان صادق كما وعدتكم… أنني عندما لبيت نداء المصريين، وتحملت المسؤولية التي حملوها علي، لم أملك كنوز الأرض، ولا خزائن الأرض. وعود وردية.. لم أملك إلا إيماني بالله وبمصر، وانحيازي لإرادتكم، والعمل بتجرد وإخلاص.. أحمل معي شرف المؤسسة العسكرية المصرية، ويكفيني أن يكون ميدالية على صدري.
واجهت معكم كل التحديات والأزمات… وعبرنا معاً جسور الأمل.
اليوم… نحن على مشارف انتخابات؛ لتولي مسؤولية إدارة الدولة المصرية، كما تعهدت معكم منذ عشر سنوات.. وما أبادر إلا باستدعاء المصريين.. الذين أدعوهم بكل صدق، لتكون هذه الانتخابات بداية حقيقية، لحياة نابضة بالحياة الحياة السياسية.. تشهد تعددية وتنوعا واختلافا بلا تعدي ولا تجريح.
كمواطن مصري، قبل أن أصبح رئيساً، كنت سعيداً جداً بهذا التنوع في المرشحين الذين أخذوا زمام المبادرة لتحمل المسؤولية. ولهم جميعا فائق تقديري واحترامي.
فالاختلاف هو حكم الله في خلقه، وحقيقة لا يمكن إنكارها. إن التنوع هو الثراء الحقيقي، وهو ما يدل على خصوبة أمتنا وقدرتها على البقاء.
والحق أنني بذلت الجهد وحافظت على العهد ما استطعت.. ونذرت نفسي لوطني مخلصاً في عملي ونواياي.
وكما استجبت لنداء المصريين من قبل.. اليوم أستجيب لدعوتهم مرة أخرى.. وقد عقدت العزم على ترشيح نفسي لكم، لاستكمال حلم ولاية رئاسية جديدة.. أعدكم وإن شاء الله يكون امتداداً لمسعانا المشترك من أجل مصر وشعبها.
وأدعو كل المصريين إلى المشاركة في هذا المشهد الديمقراطي.. ليختاروا بضميرهم الوطني غير المتحيز من هو على حق.. والله يحفظ من كان على حق.
هذه دعوتي الصادقة.. وهذه إرادة المصريين.. التي أحترمها وأعمل بها ومن أجلها.
شعب مصر العظيم:
دائماً نبتة الأمل تزدهر بالعمل… الصدق في القول والتجرد في العمل هما السبيل الذي نحقق به الحلم معاً إن شاء الله…
ومعاً.. ومعكم:
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.