كتب؛ناصر الجزار.
بعث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،خلال زيارته الثلاثاء إلى تل أبيب بالعديد من الرسائل، تعلق الجانب الأبرز منها بمحاولة ردع القوى الإقليمية التي تبدو منخرطة في الصراع،بما يهدد المصالح الغربية بشكل كبير،وفي ضوء ذلك اقترح ماكرون توسيع نشاط التحالف الدولي لمحاربة داعش لمواجهةحماس أيضا.
ورأى خبراء تحدثوا لموقع”مصر الحضارة”من فرنسا وألمانيا والأردن أن ما صرّح به ماكرون لا يعدو كونه مقترحا غير قابل للتحقيق،وسيكون محل خلاف بين القوى المشاركة بالتحالف الدولي،معتبرين أنها مجرد رسالة ردع للأذرع الإيرانية التي تمثل تهديدا مباشرا للمصالح الغربية بمنطقة الشرق الأوسط.
ماذا قال ماكرون؟
اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،يوم الثلاثاء،توسيع نطاق التحالف الدولي الحالي الذي يحارب تنظيم داعش في العراق وسوريا ليشمل أيضا القتال ضد حركة حماس في غزة.
وقال ماكرون للصحفيين وهو يقف إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس “فرنسا مستعدة لأن يقاتل التحالف الدولي المحارب لداعش،والذي نشارك فيه في عمليات في العراق وسوريا،حماس أيضا”.
واعتبر الرئيس الفرنسي أن الحرب مع حركة حماس التي دخلت يومها الـ18 ستكون طويلة، مهددا حزب الله اللبناني بدفع ثمن باهظ في حال دخل الحرب إلى جانب الحركة الفلسطينية ذريعة لاستهداف حماس وجماعات أخرى
يقول مراد الحطاب رئيس حزب التحالف من أجل فرنسا، إن تصريحات ماكرون تحمل قدرا من التحريف كونها تتماشى مع الخطاب الإسرائيلي الذي يدعو إلى مساواة كافة أشكال المقاومةالفلسطينية بالحرب الدولية ضد داعش.
وأضاف الحطاب:”ماكرون يكرر ببساطة الخطاب الإسرائيلي المتمثل في مساواة كل شيء فلسطيني بالإرهاب،لتشويه سمعة القضية الفلسطينية المشروعة،إنها نتيجة لعملية نفسية، والتي كانت الهدف الرئيسي لحرب إسرائيل: إقناع الغرب بالموافقة على القراءة الأكثر راديكالية وتعصبا للتوسع الإمبريالي الإسرائيلي”
وحول مدى تأثير رسائل ماكرون اليوم على الصراع في غزة،أوضح الحطاب أن إسرائيل “سوف تشعر بالحرية في التصرف،وهي تشعر بالارتياح إزاء حقها في ارتكاب جريمة إبادة جماعية مع سبق الإصرار،وذلك لأن فرنسا أذعنت للتو لخطابها وأيدته”.
وتابع قائلا:”خطاب يتناقض مع ما كانت عليه الدبلوماسية الفرنسية السابقة حتى عام 2007، والتي كانت أكثر توازنا تجاه العالم العربي”
ونوّه الحطاب إلى أنه من الممكن أن يتم استخدام ذلك كذريعة لاستهداف الجماعات المسلحة الأخرى في المنطقة بالطبع.
اقتراح لا يلقى قبولا
جاسم محمد الخبير الأمني رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات من ألمانيا يقول إن ما صرّح به ماكرون لا يعدو كونه مقترحا.
وأشار محمد إلى أن هذا المقترح كان من المفترض أن يطرح داخل التحالف وتتم مناقشته بين الدول المشاركة به وليس من خلال وسائل الإعلام.ولايتوقع محمد أن يلقى هذا المقترح قبولا واتفاقا بين الدول المشاركة في التحالف.
وبيّن محمد أن”الصراع في غزة يتجه نحو مزيد من التعقيدات بشكل عام،وهناك احتمالات لتوسيع دائرة الصراع لتشمل أطرافا إقليمية وهو أمر لابد من احتوائه سريعا”مقاربة مضحكة بين حماس وداعش
صالح المعايطة الخبير العسكري والاستراتيجي يرى أن ما صرّح به ماكرون مقاربة خاطئة وربما مضحكة،موضحا أن “حماس حركة مقاومة لديها ذراع سياسي وآخر عسكري على عكس داعش وهي حركة إرهابية بإجماع عالمي”.
ولفت المعايطة إلى أن إسرائيل “استخدمت لفظ (دواعش سيناء)في إطار الحرب النفسية ضد حماس منذ اليوم الأول،واليوم يتبنى ماكرون الموقف الإسرائيلي ويعبر عنه في مقاربة خاطئة”.
واختتم المعايطة حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” قائلا:”تواجه الحكومة الإسرائيلية اليوم مأزقا سياسيا كبيرا،لذلك يحاول نتانياهو نقل معركته خارج إسرائيل وهو ما تحاول القوى الغربية الداعمة لتل أبيب تنفيذه.إن التحذيرات الغربية المتواترة في ضوء محاولة الردع ليس المقصود بها حماس فحسب ولكن الأهم ردع الأذرع الإيرانية في المنطقة،والتي تمثل تهديدا مباشرا للمصالح الأميركية”
إخفاق دبلوماسي جديد لماكرون
عصام مكاوي الخبير الأمني والاستراتيجي قال إن تصريحات ماكرون تمثل إخفاقا دبلوماسيا جديدا، وتبنيا أعمى لوجهة النظر الإسرائيلية.
وبحسب مكاوي فإن القضاء على داعش لم يحدث أصلا،وماكرون يحاول أن يستدعي قدرة التحالف الدولي بزعم أنه يمكن أن يواجه حماس في مقاربة خاطئة بشكل كامل.
وشدد على أن هناك حالة من التضخيم لدور القوى الإقليمية مثل حزب الله وإيران برغم أن الخطر الحقيقي يكمن في استمرار الحرب التي يذهب ضحيتها يوميا الكثير من الأبرياء، فضلا عن التفاعلات السياسية والجيوسياسة التي قد تشهدها المنطقة في المستقبل القريب نتيجة هذا الصراع.