مندوب فلسطين بالجامعة العربية يتهم إسرائيل بتنفيذ جريمة إبادة جماعية بحق شعبه فى غزة
اتهم مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير مهند العكلوك، إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مؤكدا أن ما يحدث في غزة يندرج في وصف الإبادة الجماعية الوارد في قانون دولي..
جاء ذلك خلال كلمة السفير العكلوك اليوم (الخميس) في الدورة الاستثنائية لمنتدى قادة الإعلام العربي، الذي نظمته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع الإعلام والاتصال) بالتعاون مع هيئة منتدى الإعلام العربي، تحت رعاية بعنوان “الإعلام العربي في مواجهة الرواية الكاذبة حول العدوان الإسرائيلي على غزة”. “بمشاركة عدد من القيادات والخبراء الإعلاميين العرب والمصريين.
وقال السفير العكلوك: “لقد فقد كل منا أخته أو عمه أو قريبه، وجئنا لنكشف هذه الجرائم التي ترتكبها إسرائيل على مرأى ومسمع من العالم”.“.
وأضاف أن “القانون الدولي يعرف جريمة الإبادة الجماعية بأنها الإبادة الكاملة أو الجزئية لمجموعة من الناس على أساس ديني أو عرقي أو قومي، وذلك عن طريق قتل هذه المجموعة أو إخضاعها”.“.
وتابع العكلوك: “إننا نتهم إسرائيل، القوة المعتدية والمحتلة، بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، للقضاء على الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، جزئيا أو كليا، من خلال القتل الجزئي أو من خلال إخضاع الشعب الفلسطيني بالتقطيع. قطع المياه والغذاء والوقود عن القطاع”.“.
وأشار إلى أن سكان قطاع غزة لا يجدون ما يكفي من المياه النظيفة للشرب أو الخبز، وتعمدت إسرائيل قصف العشرات من المخابز في فلسطين، كل ذلك بقصد الإبادة الجماعية والتطهير العرقي..
وأضاف: “إن هذا المجتمع الدولي الأعمى الأصم العنصري يعتمد على النظرية والسرد الإسرائيلي الصهيوني الذي يفرق بين طفل وطفل، وبين امرأة وامرأة، وبين العرق والإثنية، وبين الدين والدين”..
وأشار إلى أن هذا العالم يدخل عصر ما قبل الإسلام والعصور المظلمة بعد تدمير نظام القانون الدولي برمته. ومن أهم مقالاتها ما نقلته من مقولة للخليفة الراشد عمر بن الخطاب وهي: “يولد الناس أحرارا متساوين في الحقوق والكرامة”.“.
وأضاف أن هذه الدول التي تسيطر على مجلس الأمن تدمر القانون الدولي. وفجأة انتبهوا إلى اتفاقية جنيف الرابعة، وفجأة أصبح العالم يهتم بالمدنيين. نحن في فلسطين منذ النكبة ونكسة 1967. ونطالب العالم بتطبيق القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة.“.
وأشار إلى ما تقوم به وسائل الإعلام الغربية من ترويج لادعاءات إسرائيلية كاذبة بقتل المدنيين واغتصاب النساء وقطع رؤوس الأطفال، مضيفا أن “الدول المتنفذة في العالم تمنح إسرائيل وحدها كافة الحقوق رغم أنها هي المعتدية، وتمثل نظاما عنصريا وعنصريا”. يرتكب جريمة التهجير القسري والعقاب الجماعي، ورغم ذلك يعطيه حق الدفاع”. وهذا الحق في حد ذاته محروم من الشعب الفلسطيني“.
وقال العكلوك: “اليوم، وفي ظل الإبادة الجماعية التي يراها هذا المجتمع الدولي ويسكت عنها، فإن مجلس الأمن الدولي، المنوط به حفظ الأمن في العالم، عاجز تماما، حيث حجب الفيتو الأمريكي ثلاثة قرارات لمنعها”. وقف إطلاق النار وإبرام هدنة إنسانية”.“.
وأضاف: “حتى خلال الحرب العالمية وما شهدته من إسقاط قنابل نووية، لم يحدث ذلك على الهواء مباشرة. واليوم تسقط إسرائيل ألف طن من المتفجرات يوميا على قطاع غزة، وهو أكثر الأماكن كثافة سكانية في العالم”. وهناك مائة ألف فلسطيني في الكيلومتر المربع الواحد”. وفي غزة، تم تهجير 1.4 مليون فلسطيني من شمال القطاع إلى جنوبه، وأصبحت الكثافة السكانية في جنوب القطاع (2200) نسمة لكل كيلومتر مربع، أي أنه لو ألقي حجر من السماء، لتسقط على رأس الإنسان الفلسطيني، وإسرائيل ترمي كل يوم ألف طن. من المتفجرات، وهو ما يعادل القنبلة النووية التي ألقتها الولايات المتحدة الأمريكية على هيروشيما وناكازاكي، بدعم من الولايات المتحدة والدول الغربية التي عادت إلى طبيعتها الاستعمارية.“.
وتساءل العكلوك: هل كان قتل 6600 شهيد فلسطيني خلال 18 يوما دفاعا عن النفس، وهل من الدفاع عن النفس قتل 150 طفلا فلسطينيا كل يوم؟.
وأضاف العكلوك: “أهلي في قطاع غزة يقولون إنها مجزرة بحق الأطفال. الأطفال يُذبحون عمداً وظلماً. أنا وأنت غير قادرين تماماً على إنقاذ الناس”.“.
وأشار إلى أن هناك 688 مجزرة ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة، وهناك عائلات بأكملها تم شطبها من السجل المدني، وهناك 183 ألف منزل ووحدة سكنية هدمت أو أصبحت غير صالحة للسكن، أي 50% من مساحة القطاع. ودمرت المساكن بشكل كلي أو جزئي، وتعرضت 188 مدرسة للقصف. ودمرت 35 مدرسة تدميراً كاملاً، و35 مسجداً، و3 كنائس، وأعداداً كبيرة من المستشفيات.
وشدد العكلوك على أنه “يجب علينا أن نحارب هذه العنصرية التي سادت الخطاب الإعلامي العالمي”، لافتا إلى أنه مع بداية هذا العدوان الإسرائيلي كان هناك استخدام لمصطلحات فظيعة لحرمان الإنسان الفلسطيني من إنسانيته، ورئيس الوزراء الإسرائيلي كما استخدم الوزير بنيامين نتنياهو كلمة الحرب بين أبناء النور وأبناء الظلام، ووصف وزير دفاعه الشعب الفلسطيني بأنه “حيوانات بشرية”.“.
وتابع: “لقد قال نتنياهو أمام الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز إنها حرب بين الحضارة والبربرية، والديمقراطية وقانون الغاب، واستخدمت مصطلحات أصبحت راسخة في الغرب كجرائم فظيعة مثل المحرقة وداعش و11 سبتمبر. كما قالت إسرائيل عن الفلسطينيين إنهم أسوأ من النازيين، وقيل ما حدث”. يوم 7 أكتوبر اعتبر بمثابة الهولوكوست، ووُصف الفلسطيني بأنه مثل داعش، وما حدث في 7 أكتوبر أسوأ من 11 سبتمبر، وتم حذف آلاف العبارات المؤيدة للفلسطينيين من مواقع التواصل الاجتماعي.“.
وأشار إلى أن يائير لابيد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق والذي يعتبر أحد حمام السلام في إسرائيل قال لوسائل الإعلام “إذا كنتم ستعرضون الراوي من الجانب الفلسطيني فأنتم مذنبون”. وقال حرفياً: “أسوأ رواية إعلامية هي الحياد والتوازن، لأن استخدام الحياد والتوازن في الإعلام يعني أنك تتبنى رواية حماس والشعب الفلسطيني”.“.
وأشار إلى أنه عندما تستضيف قناة غربية أحد مناصري القضية الفلسطينية فإن أول ما يقال له: هل تدين جرائم حماس الوحشية؟ لكن إذا استضفت أحد مؤيدي إسرائيل، فإن التعاطف يظهر في بداية اللقاء، حيث سمعنا عن أحاديث كاذبة عن قطع رؤوس الأطفال..
وأشار المندوب الفلسطيني لدى الجامعة العربية إلى أن ما قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن هو مقدمة للإبادة الجماعية والتضليل الإعلامي، عندما استهدفت إسرائيل 500 شخص في المستشفى المعمداني بغزة، حيث قال بايدن ظلماً وعدواناً “يبدو أن إسرائيل ليس مذنباً، بل الطرف الآخر مذنب”، متسائلاً. فكيف يستخدم كلمة “يبدو” وهو يملك أقوى أجهزة المخابرات والمراقبة في العالم؟ ثم شكك بايدن في عدد الشهداء، لأنه لا يريد أن يرى هذا العالم 2700 طفل فلسطيني يذبحون على الهواء مباشرة خلال 18 يوما، كما يموت 150 طفلا يوميا..
وقال السفير العكلوك مخاطبا الحضور في منتدى القيادات الإعلامية العربية: “إنكم تقع على عاتقكم مسؤولية كبيرة، وأرى مجموعة من المؤثرين في الإعلام والقادة الإعلاميين في الوطن العربي وحول العالم”.“.
وأضاف: “أقول باسم أهلنا في غزة إن عليكم مسؤولية كبيرة في إظهار حجم الإبادة الجماعية”، مشيراً إلى أنه تم مسح الأحياء السكنية واغتيل 21 صحافياً، إضافة إلى عائلات الصحافيين. وتقدم بتعازيه للصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح الذي استشهدت زوجته وابنه وابنته وحفيده..
وأشاد مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية بمواقف مصر والأردن ورفضهما القاطع للتهجير القسري، داعيا إلى مزيد من المواقف العربية من خلال العلاقات الثنائية والسبل الاقتصادية..
وقال: “الشعب الفلسطيني يعاني كثيرا ويذبح، لكنه لا يهزم، ولكن إذا كتب الله هزيمة الشعب الفلسطيني، فهي ليست هزيمة للشعب الفلسطيني، بل هزيمة للأمة العربية”. ““.
وأضاف: “علينا أن ندافع عن الشعب الفلسطيني بطريقة أفضل وأكثر كفاءة على المستوى الدولي وعلى المستوى الإعلامي. وبهذه الطريقة، وجهت رسالة إلى عائلتي في قطاع غزة والقدس والضفة الغربية”. “.“.