مسؤول أممى: تدمير غزة وجعلها غير صالحة للسكن جريمة حرب
وشدد بالا كريشنان راجاجوبال، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في حرية التعبير، على أن تنفيذ الأعمال العدائية مع العلم بأنها ستؤدي بشكل منهجي إلى تدمير وإتلاف المساكن المدنية والبنية التحتية، مما يجعل مدينة بأكملها – مثل مدينة غزة – غير صالحة للسكن بالنسبة للمدنيين يشكل انتهاكًا للقانون الدولي. إنها جريمة حرب، وتدعو العالم إلى التحرك الآن لوضع حد للهجمات المروعة والواسعة النطاق ضد مساكن المدنيين والبنية التحتية في غزة، والتي تأتي بتكلفة فادحة في الأرواح البشرية.
وشدد المقرر – في بيان له اليوم الأربعاء بجنيف – على أن القصف الممنهج والواسع النطاق للمنازل والأعيان المدنية والبنية التحتية محظور بشكل صارم بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الجنائي وقانون حقوق الإنسان، لافتا إلى أن مثل هذه الأعمال ترقى إلى جرائم حرب. وعندما تكون موجهة ضد السكان. المدنيين، كما أنها ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.
واعتبر المقرر الأممي، الذي قدم تقريرا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بهذا الخصوص، أن ما تقوم به إسرائيل هو “قتل منازل” في إشارة إلى هجمات ممنهجة أو واسعة النطاق على المساكن والبنية التحتية المدنية، وتسبب الموت والمعاناة. وقال إن هذه الجريمة ترتكب الآن في غزة والعالم يتفرج بلا حول ولا قوة بينما تنتهك القواعد الأساسية للقانون الإنساني الدولي والقانون الإنساني الدولي بشكل صارخ.
وقال رجا جوبال إن الهجمات التي شنتها إسرائيل على أهداف داخل غزة أدت إلى تدمير أو إتلاف 45% من مجمل الوحدات السكنية في قطاع غزة، وتهجير نحو 1.5 مليون شخص داخليا، ومقتل أكثر من 10 آلاف شخص، من بينهم أكثر من 80 من موظفي الأمم المتحدة، في حين أصيبوا. وقتل أكثر من 25 ألف شخص في الغارات الجوية.
وأشار إلى أنه بحسب التقارير فإن نحو 67% من إجمالي الوفيات كانوا من الأطفال أو النساء، فيما تم الإبلاغ عن أكثر من 2300 شخص في عداد المفقودين، بينهم 1300 طفل. وقال إنه من المرجح أن يكون معظمهم محاصرين تحت الأنقاض.
وشدد راجاغوبال على أن القانون الإنساني الدولي يقوم على التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، مشيراً إلى أن المباني السكنية ليست أهدافاً عسكرية، كما هي الحال بالنسبة للمستشفيات وسيارات الإسعاف ومخيمات اللاجئين والمدارس والكنائس أو المساجد، والبنية التحتية للمياه والكهرباء المخصصة للمدنيين.
وشدد على أنه حتى عندما يتمكن المقاتلون من استخدام مساكن المدنيين للاحتماء، كما زُعم في الهجمات على مخيم جباليا للاجئين، فإن شن هجمات على مباني سكنية بأكملها محظور إذا كانت ستؤدي إلى أضرار غير متناسبة وموت وتشريد عدد كبير من المدنيين. .
وقال راجاجوبال إنه لا يوجد حق مؤكد في الدفاع عن النفس بموجب القانون الدولي يمكن أن يغطي مثل هذه الهجمات، خاصة عندما يتم تأكيد الحق في الدفاع عن النفس في سياق الاحتلال.
وأضاف أن الأمر بإخلاء مليون شخص من شمال غزة، مع العلم أنه سيكون مستحيلا، يمثل انتهاكا صارخا وصارخا للقانون الإنساني الدولي، مؤكدا أن هذه التصرفات التي تقوم بها إسرائيل تشكل جرائم دولية.
ودعا المقرر الأممي المجتمع الدولي إلى الأخذ بعين الاعتبار السابقة التي حدثت في السبعينيات، عندما اتخذت الجمعية العامة إجراءات لإنهاء الفصل العنصري في جنوب أفريقيا من خلال إزالة وفد جنوب أفريقيا من مقعده بسبب الانتهاكات واسعة النطاق والممنهجة لحقوق الإنسان. التي تتعارض مع مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
ودعا المقرر المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في الجرائم الدولية المزعومة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة دون تأخير أو تحيز، ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والفصل العنصري. وقال إن جميع الدول الأطراف في نظام روما الأساسي يجب أن تدعم الجهود التي تبذلها المحكمة.