تقارير

رفقاء الدرب والنزوح.. أهل غزة ينقذون حيواناتهم من تحت الأنقاض

في أوقات الحروب والكوارث يسعى الإنسان إلى إنقاذ نفسه وأحواله، إذ ترتفع لديه غريزة البقاء. أثناء الحروب والقصف يتردد صداها في كل مكان، يترك الإنسان كل ما يملك، بما في ذلك منزله وممتلكاته، ويترك منطقة سكنه، تاركًا وراءه ذكرياته وأحلامه وآماله في البقاء على قيد الحياة، غير مهتم بأي شيء آخر.

وتنطبق هذه المقدمة على سكان قطاع غزة الذين يعيشون حالة من الذعر الشديد نتيجة القصف المستمر الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على منازل المدنيين. ولم تنج المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس من ضرباته الوحشية.


فتاة فلسطينية تحمل قطتها أثناء النزوح

كل هذا العنف المكثف دفع أهالي قطاع غزة وسكانه إلى الهروب باتجاه الجنوب، تفاديا لقصف الغارات الإسرائيلية على منازلهم، في مشهد سخيف خلف آلاف الشهداء، معظمهم من الأطفال، إضافة إلى الآلاف. وغيرهم من الجرحى والمصابين.

ولكن مرة أخرى، يثبت لنا سكان قطاع غزة أن الإنسانية في قلوبهم فوق كل شيء، وأن حبهم للحياة يهزم آلات الحرب الإسرائيلية. ورغم الحرب المستعرة، أصر سكان قطاع غزة على اصطحاب حيواناتهم الأليفة وقططهم وكلابهم وطيورهم التي كانت ترافقهم أثناء التهجير. باتجاه جنوب القطاع.

طفل يحمي قطته من المطر داخل المخيمات بغزة
طفل يحمي قطته من المطر داخل المخيمات بغزة

أصبح مشهداً مألوفاً أن نرى طفلاً أو رجلاً أو امرأة فلسطينية يحملون حيواناتهم الأليفة في رحلة تهجير قاسية، وكأن المشهد من رحلة عائلية وليس تهجيراً ناتجاً عن حرب وحشية. ليس هذا فحسب، بل إنهم يعلقون أهمية على إنقاذ الحيوانات من تحت أنقاض القصف الوحشي بنفس درجة أهمية جهود إنقاذ البشر. الناجين من قنابل العدو.

ورغم أن رحلة النزوح كانت سيراً على الأقدام، مع ما تحمله من مشقة على الجسد والروح، إلا أن حب وإنسانية الأطفال وأهل قطاع غزة دفعتهم إلى تحمل مشقة المشي، حاملين معهم حيواناتهم، هرباً نيران الحرب والقصف الإسرائيلي المستمر على المنازل وأماكن اللجوء.

ومشاهد أطفال يحملون حيواناتهم الأليفة، وكأنها صورة لهم متشبثين بطفولتهم وبراءتهم، التي تحاول آلة الحرب الإسرائيلية اغتيالها، فاحتضن الأطفال قططهم في مخيمات اللاجئين، في محاولة للبحث عنهم. الدفء في ظل الأجواء القاسية.

انقاذ قطة من تحت الانقاض في غزة
انقاذ قطة من تحت الانقاض في غزة
فتاة تعانق قطتها في غزة
فتاة تعانق قطتها في غزة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى