مقالات
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ورئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين يتحدث عن فقه الحذر واليقظة والإعداد في القراّن
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فقه الحذر واليقظة والإعداد في القراّن
بقلم / المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الخريجين
الرئيس الفخري لمنظمة العراق للإبداع الإنساني بألمانيا الإتحادية
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية
الرئيس التنفيذي للجامعة الأمريكية الدولية
الرئيس الفخري للإتحاد المصري للمجالس الشعبية والمحلية
قائمة تحيا مصر
مما لاشك فيه أن الخيرَ والشرَّ موجودانِ منذُ وُجِدَ الإنسانُ على وجهِ الأرضِ، وقصةُ ابنَيْ آدمَ عليهِ السلامُ قابيلَ وهابيلَ التي ذكرَهَا اللهُ في كتابِهِ تبينُ هذا وتؤكدُهُ، قالَ تعالَى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ (المائدة) ، كمَا أنَّ اختلافَ الثقافاتِ، والاهتماماتِ، والتوجهاتِ، والتصوراتِ، وتفاوتَ الأفهامِ بينَ الناسِ كثيرًا ما يُؤدِّي إلى عداواتٍ بينَ الأفرادِ والجماعاتِ، وهذا يحدثُ في أيِّ مجتمعٍ إنسانِي، لذلك أمرَنَا اللهُ تعالي بالحيطةِ والحذرِ في كتابِهِ.
والحذرُ هو: اليقظةُ والتأهبُ، وأخذُ الحيطةِ للأمرِ قبلَ وقوعِ المكروهِ، قالَ تعالي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا (71)}(النساء)، فعلينَا أنْ نأخذَ حذرنَا امتثالًا لأمرِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
إنَّ اللهَ تعالَى ينادِي عبادَهُ المؤمنين ليبينَ لهم طريقَ السعادةِ والعزِّ والفلاحِ؟ لأنَّهُم أولياؤُهُ وهو وليُّهُم، وما يأتي بعدَ النداءِ لا يكونُ إلّا أمرًا منجيًا، أو نهيًا مبعدًا عن الشقاوةِ والخسرانِ في الدارينِ، أو إنذارًا وترهيبًا يحملُ المؤمنين على مواصلةِ فعلِ الخيراتِ، واجتنابِ المنكراتِ، ولا غرابةَ ولا عجبَ في هذا؛ لأنَّ الوليَّ لا يريدُ لأوليائِهِ إلّا النجاةَ والسعادةَ، والمؤمنون المتقون أولياءُ اللهِ، واللهُ وليُّهُم، قالَ تعالَى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} يخرجُهُم مِن ظلماتِ الشركِ والكفرِ والنفاقِ، وكبائرِ الذنوبِ وفواحشِ القولِ والعملِ لتبقَى أنفسُهُم زكيةً طاهرةً يرضاهَا تعالَى، ويعطيهَا مُناهَا وقد أخبرَ بذلك في قولِهِ: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} وبيّنَهُم بقولِهِ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} وبيَّنَ تحقيقَ مُناهُم لهُم فقالَ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} أي الحاملةُ للبشاراتِ ذلك هو الفوزُ العظيمُ.
واللهُ تعالَي نادَي عبادَهُ المؤمنين ليأمرَهُم بأخذِ الحذرِ مِن عدوِّهِم، وعدوِّ المؤمنين مِن الإنسِ والجنِّ، وعدوهُم هو مَن يريدُ هلاكَهُم وخسرانَهُم وذلَّهُم وضعفَهُم وحقارتَهُم، ولا يكونُ هذا العدوُّ إلّا كافرًا ظالمًا، والحذرُ يكونُ بتوقِّي المكروهِ بالأسبابِ المشروعةِ.(نداءات الرحمن للجزائري).
**و الأخذُ بأسبابِ الحيطةِ والحذرِ لا يعنِي عدمَ الثقةِ باللهِ تعالَي ولا ينافِي التوكلَ عليهِ؛ لأنَّ المسلمَ يأخذُ بالأسبابِ لأنَّ اللهَ تعالى أمرَ بهَا، ودعَا إليهَا، ولكنْ قلبُهُ معتمدٌ على اللهِ وحدَهُ ويعتقدُ أنَّ الأسبابَ والمسبباتِ بيدِ اللهِ تعالى فهو الذي يهيئُ السببَ وهو الذي يوفقُ إليهِ، وإمامُ المتقينَ وسيدُ المتوكلين رسولُ اللهِ ﷺ كان يأخذُ بأسبابِ الحذرِ في كلِّ شؤونِهِ، وأمرَ أصحابَهُ الكرامَ بذلك.
{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}.
قال تعالي :{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)}(الأنفال)، {وَأَعِدُّواْ لَهُمْ}أي يكونُ الإعدادُ لكلِّ مَن تحدثَ عنهُم، وهم الذين قاتلُوا وقُتِلُوا، وأصابَ أهلهُم ضرورةَ الثأرِ لمقتلِهِم، والذين أسروا، والذين نقضوا العهدَ نقضًا أكيدًا أو نقضًا محتملًا، كلُّ هؤلاء لا بدَّ أنْ تُعدَّ لهُم {مَّا استطعتم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخيل} وهذا تكليفٌ مِن اللهِ تعالَى لعبادِه المؤمنين الذين يجاهدونَ لإعلاءِ كلمتِهِ بضرورةِ أنْ يعدُّوا دائمًا قدرَ إمكانِهِم ما استطاعُوا مِن قوةٍ؛ لأنَّ الإنسانَ محدودٌ بطاقتِهِ، ووراءَ قدرةِ المؤمنين قدرةُ اللهِ سبحانَه، ولذلك أنتَ تُعدُّ قدرَ ما تستطيعُ ثم تطلبُ مِن اللهِ أنْ يعينَكَ، وإذا ما صنعتَ قدرَ استطاعتِكَ، إيّاكَ أنْ تقولَ: إنَّ هذه الاستطاعةَ لن تمكننِي مِن مواجهةِ خصمِي، فخصمُكَ ليس له مددٌ مِن السماءِ، أمّا أنت لك مددٌ مِن السماءِ، وما دامَ لك هذا المددُ، فقوتُكَ بمددِ اللهِ تجعلُكَ الأقوىَ مهمَا كان عدوُّك، واللهُ سبحانَه و تعالَى يربطُ علي قلوبِ المؤمنين، حتي لا يخافُوا مِن كثرةِ عددِ عدوِّكُم، والمطلوبُ منهُم فقط أنْ يعدُّوا لهُم ما استطاعُوا مِن قوةٍ ، قالَ تعالَي: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الذين كَفَرُواْ الرعب} (آل عمران).
وإذا ألقَي اللهُ تعالَي في قلوبِ الذين كفروا الرعبَ يفرونَ مِن الميدانِ ولو كانوا يحاربون بأقوَى الأسلحةِ، وسيتمكنُ المؤمنون منهم وينتصرون عليهِم بأيةِ قوةٍ أعدُّوهَا، وقولُهُ تعالَى:{مَّا استطعتم مِّن قُوَّةٍ}، هذه القوةُ قد تكونُ ذاتيةً في النفسِ بحيثُ لا تخافُ شيئًا، فجسمُ كلِّ مُقاتلٍ قويٍّ ممتليءٌ بالصحةِ ولهُ عقلٌ يعملُ باقتدارٍ وإقبالٍ على القتالِ في شجاعةٍ، بالإضافةِ إلى قوةِ السلاحِ، وأنْ يحرصَ المؤمنون على امتلاكِ كلِّ شيءٍ موصول بالقوةِ. وكان الهدفُ قديمًا وحديثًا أنْ يمتلكَ المقاتلُ قوةً تمكنهُ مِن عدوِّه ولا تمكن عدوَّهُ منهُ، وفي عهدِ رسولِ اللهِ ﷺ كان مدَى رميِ السهامِ هو رمزُ القوةِ، فأولُ ما تبدأُ الحربُ يضربونَ العدوَّ بالنبالِ، فإذا زحفَ العدوُّ وتقدّمَ يستخدمون له الرماحَ، فإذا تمَّ الالتحامُ كان ذلك بالسيوفِ. وأحسنُ قوةٍ في الحربِ هي السهامُ التي ترمِي بهَا خصمَكَ فتنالُهُ وهو بعيدٌ عنك، ولا يستطيعُ أنْ ينالَكَ أو يقتربَ منكَ.(تفسير الشعراوي).
صورٌ ونمـــاذجُ مِن الحيطةِ والحـــذرِ.
للحيطةِ والحذرِ في القرآنِ والسنةِ نماذجُ كثيرةٌ منها :
** صلاةُ الخوفِ: قالَ تعالَى:{ وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (102)}(النساء)، يقولُ اللهُ تعالي لنبيِّهِ ﷺ وإِذا كنتَ معهم وهم يصلونَ صلاةَ الخوفِ في الحربِ فلتأتمَّ بكَ طائفةٌ منهم ومعهم أسلحتُهُم احتياطًا ولتقمْ الطائفةُ الأخرى في وجهِ العدوِّ {فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أخرى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ} فإِذا فرغتْ الطائفةُ الأولَى مِن الصلاةِ فلتأتِ الطائفةُ التي لم تصلِّ إِلى مكانِهَا لتُصلِّي خلفَكَ {وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ} وليكونُوا حذرينَ مِن عدوِّهِم متأهبينَ لقتالِهِم بحملِهِم السلاح، {وَدَّ الذين كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَّيْلَةً وَاحِدَةً} يتمنَّى أعداؤكُم أنْ تنشغلُوا عن أسلحتِكُم وأمتعتِكُم فيأخذوكُم علي غرةٍ، ويشدُّوا عليكُم شدةً واحدةً فيقتلونَكُم وأنتم تصلونَ فلا تتشاغلُوا بأجمعِكُم بالصلاةِ فيتمكن عدوُّكُم منكم ولكنْ أقيموهَا على ما أُمرتُم بهِ، {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُمْ مرضى أَن تضعوا أَسْلِحَتَكُمْ} لا إِثمَ عليكُم في حالةِ المطرِ أو المرضِ أنْ لا تحملُوا أسلحتَكُم إِذا ضعفتُم عنها، {وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ} كونوا متيقظين واحترزوا مِن عدوِّكُم ما استطعتم {إِنَّ الله أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً} أي أعدَّ لهم عذابًا مخزيًا مع الإِهانةِ.(صفوة التفاسير).
**الهجرةُ النبويةُ: بعدَ أنْ خمدَتْ نارُ الطلبِ، وهدأتْ قريشٌ، بعدَ استمرارِ الطلبِ لثلاثةِ أيامٍ، تهيأَ رسولُ اللهِ ﷺ وصاحبُهُ للخروجِ إلى المدينةِ المنورةِ، وفي الهجرةِ مواقفُ كثيرةٌ للحيطةِ والحذرِ، تظهرُ مدى الاهتمامِ البالغِ مِن النبيِّ ﷺ لأسبابِ الحيطةِ والحذرِ منذُ اللحظةِ الأولَي للهجرةِ.
*فكانت هجرتُهُ ﷺ سرًّا، حتي لا يلفت الأنظارَ، ففعلَ النبيُّ ﷺ تشريعًا بخلافِ غيرِهِ، كهجرةِ عمرَ رضي اللهُ عنه جهرًا.
*وعندما حانَ وقتُ هجرةِ النبيِّ ﷺ ، جاءَ إلى بيتِ أبي بكرٍ في وقتِ شدةِ الحرِّ الوقتِ الذي لا يخرجُ فيهِ أحدٌ ، بل مِن عادتِهِ ﷺ أنَّهُ لم يكنْ يأتيهِ في هذا الوقتِ، وفعلَ هذا حتى لا يراهُ أحدٌ.
وأمرَهُ ﷺ أنْ يٌخرجَ مَن عندَهُ، ولمَّا تكلمَ لم يبينْ إلّا الأمرَ بالهجرةِ دونَ تحديدِ الاتجاهِ، وكان الخروجُ ليلًا ومِن بابٍ خلفيٍّ في بيتِ أبي بكرٍ.
* وقامَ ﷺ باتخاذِ طرقٍ غيرِ مألوفةٍ لأهلِ مكةَ، واستعانَ بخبيرٍ يعرفُ مسالكَ ودروبَ الصحراءِ، و كان ذلك الخبيرُ مشركًا.
*وقامَ ﷺ بانتقاءِ شخصياتٍ عاقلةٍ لتقومَ بالمعاونةِ في شؤونِ الهجرةِ، ويلاحظُ أنَّ هذه الشخصياتِ كلَّهَا تترابطُ برباطِ القرابةِ، أو برباطِ العملِ الواحدِ، مِمّا يجعلُهُم متعاونين على تحقيقِ الهدفِ الأسمَي وهو هجرتُهُ ﷺ، وكلَّفَ كلَّ فردٍ منهُم بالعملِ المناسبِ الذي يجيدُ القيامَ بهِ على أحسنِ وجهٍ ليكونَ أقدرَ على أدائِهِ.
*فعليٌّ بنُ أبِي طالبٍ نامَ مكانَ النبيِّ ﷺ، ليصرفَ أبصارَهُم عندمَا يخرجُ النبيُّ ﷺ ويمضِي في طريقِه، وهم يظنونَ أنَّهُ ما زالَ في فراشِهِ.
*وعبدُاللهِ بنُ أبِي بكرٍ، يأتِيَهُم بالأخبارِ، وأسماءُ ذاتُ النطاقين، تأتِيَهُم بالطعامِ، وعامرُ بنُ فهيرةَ، يأتيَهُم بالأغنامِ ليأخذُوا اللبنَ، ثُمّ يعود ليذهبَ آثارَ الأقدامِ، وعبدُاللهِ بنُ أريقط دليلُ الهجرةِ الأمينُ، وخبيرُ الصحراءِ البصيرُ، ينتظرُ في يقظةٍ إشارةَ البدءِ مِن الرسولِ ليأخذَ الركبُ طريقَهُ مِن الغارِ إلى يثرب.
فهذا وغيرُهُ مِن أحداثِ الهجرةِ، يعطينَا مدَي اهتمامِ النبيِّ ﷺ بالحيطةِ والحذرِ.
اللهُمَّ وفقنَا إلى طاعتِكَ وباعدْ بيننَا وبينَ معاصيكَ كمَا باعدتَ بينَ المشرقِ والمغربِ، اللهُمَّ إنَّا نسألُكَ التقوَى ومِن العملِ ما ترضَي، اللهُمَّ، أعنَّا علي ذكرِكَ وشكرِكَ وحسنِ عبادتِكَ، اللهُمَّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهُمّ احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين، وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.