مهندس بدرجة فنان.. إسماعيل ترك الوظيفة ليبدع فى النجارة الحديثة بأسيوط..صور

الإبداع والتميز لا يرتبطان إطلاقاً بما درسه الإنسان أو الجامعة التي تخرج منها. بل الإبداع هو الإتيان بشيء جديد أو إعادة تقديم القديم بشكل جديد أو غريب، والتعامل مع الأشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة، والقدرة على تكوين وإنشاء شيء جديد. وقد يبدع الإنسان في مجال لا علاقة له بدرجته العلمية. ومن بين هذه النماذج التي حصل عليها “إسماعيل صابر”، أحد أشهر أصحاب ورش النجارة الحديثة بأسيوط، والذي اشتهر على مواقع التواصل الاجتماعي ببعض النماذج الخشبية مثل أطول فانوس وبرج إيفل.

“اليوم السابع” التقى المهندس الشاب إسماعيل صابر. وقال إنه من مدينة أسيوط وأنه تخرج في كلية الزراعة عام 2014، وهو متزوج ولديه ابنة صغيرة عمرها سنة ونصف اسمها عائشة، وأنه الأول على دفعته و تخرج والتحق بشركة مطاحن أسيوط موظفا حكوميا ولكنه كان مولعا بمهنة النجارة وأراد التغيير… ونظرا لمظهرها النموذجي واليدوي أسس ورشته منذ 6 سنوات واشترى إحدى ماكينات النجارة الحديثة cnc بدأ عمله، ولاقت منتجاته وتصميماته قبولاً واسع النطاق لدى عملائه. لقد فكر في أخذ إجازة، لكنه انتهى به الأمر إلى الاستقالة من أجل التفرغ لعمله الخاص.

وأضاف إسماعيل أن أي عمل يحتاج إلى إتقان وتدريب مستمر، لذلك بدأ بأخذ دورات تدريبية مكثفة في أماكن متخصصة في تصميمات الأعمال الخشبية حتى اكتسب خبرة كبيرة جعلته من أشهر مصممي الأعمال الخشبية. وبعد ذلك بدأ بتصميم العديد من النماذج أشهرها فانوس أكول الذي صممه لأحد المساجد الكبيرة في المحافظة. أسيوط وهو مسجد البقلي، وبعد تداوله على الفيسبوك ومنصات التواصل الاجتماعي، زاد الطلب عليه من الشركات الخاصة، لدرجة أن النادي الأهلي اشترى منه فانوسا كبيرا ووضعه أمامه. باب النادي الأهلي، بالإضافة إلى العديد من الشركات الخاصة والمقاهي الشهيرة، وكان فانوس مسجد البقلي وجه التوفيق له، وقام فيما بعد بتصميم بعض النماذج الأخرى منها برج إيفل الذي كان ارتفاعه أكثر من 6 أمتار.

وأضاف إسماعيل أنه يقوم بتصميم منتجاته بنفسه بعد الاستماع إلى الشكل الذي يطلبه العميل، ومن ثم يقوم بتنفيذ أعماله الخاصة على آلات التحكم الرقمي. cnc يقوم بتركيبها وتجهيزها حتى تسليمها للعميل سواء كانت مصنوعة من الخشب أو الكسوة حيث أن معظم أعماله تتم باستخدام أي نوع من الخشب أو الكسوة بشرط أن تكون مسطحة.

وأوضح إسماعيل أن أي نجاح لأي شخص يتطلب المزيد من الجهد والتعلم والإتقان حتى يخرج العمل بالشكل الذي يريده العميل. وأشار إلى أنه نتيجة تفرغه لعمله، زاد الطلب عليه حتى تمكن من تصدير أعماله إلى الخارج، مثل الجزائر والسودان. ويأمل أن يصل إلى الصادرات إلى كافة دول العالم، إذ يرى أن إتقان الجهد بعد التوفيق من الله عز وجل هو أهم أسباب النجاح.

ووجه إسماعيل رسالة إلى كافة الشباب بعدم الاستسلام لإشاعة عدم وجود وظيفة حكومية. بل يجب على الإنسان أن يبحث عن قدراته وقدراته، وأن يطوّر نفسه، ويعمل في العمل الخاص، ويفكر في أي مشروع يناسبه ويناسب قدراته وقدراته، وأن يتوكل على الله عز وجل ويجتهد، وسوف يجد نفسه في مكان أفضل، ولكن انتظر وابحث. أما العمل الحكومي فسيجد عمره ضائعاً، رغم أنه قد يمتلك ذكاءً وقدرات لا توجد في غيره.