مقالات

ربيع جمال الجوهرى يكتب (أفراح أهالينا زمااان)

ما أجمل أفراح الريف ،فمنذ طفولتي تفتحت عيني علي أغاني تعود لعقود من الزمن قبل ظهور ال(دي جي)
حيث تتجمع فتيات ونساء العائلة والقرية والأحباب والمهنئون ويلتفون حول سيدة كبيرة تمسك في يديها طبلة من الفخار والجلد تردد الأغاني ومن حولها الفتيات يرقصن ويرددن ما تقوله ، فانتقلت كلمات أغانيهم من جيل الي جيل .
ولو امعنا النظر لهذه الأغاني فسجد أنها تتألف من كلمات بسيطة يسهل حفظها وترديدها من الجميع وتعتمد على التكرار اللفظي وغالبا ما تصف جمال العروس وأصلها وأخلاقها وعراقة أسرتها، والفخر بالعريس وشجاعته وكرمه ونجاحه في اختيار العروس ذات الأصل العريق.
بجانب الزغاريد التي تنشر جوا من البهجة والسرور

ورغم البهجة التي تنشرها هذه الأغاني وسهولة حفظها وتعبيرها عن كل حالة إلا أنني أعيب في بعضها (جرأة كلماتها)لأن ببعضها العديد من الايحاء أو التصريح الجنسي مثل أغاني ليالي التنجيد اللي بيقولوا فيها :
– يا منجد علّي المرتبة ،ده العجل هد المصطبه
يا منجد علّي المرتبه عروستنا حلوه مؤدبه
يا منجد علّي المرتبه عروستنا ناعمه غُريِّبه
يا منجد علّي المرتبه اعمل حساب الشقلبة

وكانت هذه الأغاني تتنوع حسب الموقف ، فأثناء (نقل الأثاث) من منزل العروسة إلي عش الزوجية، يبدأ الجميع في الغناء من حول السيارات التي تنقل ذلك فكنت اسمعهم يرددون :
افرحي يادي الاوضة.. جياكي عروسه موضة.
افرحي يادي المندرة.. جياكي عروسه سكرة.

وما أن يقتربوا من المنزل الذي سيجمع العروسين حتى نسمع منهم :
رشوا الشارع ميه.. عروسة الغالي جاية .
رشوا الشارع كاكولا.. عروسة الغالي منقولة.

ثم يأتي بعد ذلك مظاهر الاحتفال ب( ليلة الدخلة ) فيتم تجهيز كوشه من جريد النخل بسعفه مع ربط بلالين في خيوط تعلق علي هذه الجريد بصورة دائرية جميلة ويأتي اهل العريس بكرسيين من الخشب فتجلس العروسة بجانب العريس وسط صديقاتها وحولهم الكثير من أهل البلدة يصفقون علي دقات الطبلة
فكنت أسمع كلمات مثل :-
يحيا أبوها يحيا.. يحيا أبوها يا جدعان…
يحيا أبوها وشنبه.. اللي ما حدش غلبه…

أو كلمات مثل :-
وصلي صلي.. صلي علي النبي صلي.. صلي
واللي ما يصلي …صلي أبوه أرملي…..صلي
أمه يهودية….. صلي

وكلمات أخرى مثل :-
أدحرج واجري يا رمان.. وتعالي علي حجري يا رمان..
دانا حجري حنين يارمان.. يخدك ويميل يا رمان..

وكذلك كلمات مثل :-
خدناها خدناها
خدناها من الصيف الماضي .. وأبوها ما كنش راضي..
وعلشنها بعنا الأراضي.. الحلوة اللي كسبناها..
خدناها بالملايين.. وهما ما كنوش راضيين..
علشنها بعنا الفدادين.. الحلوة اللي كسبناها.

ومنها أيضا :-
اوعيلوا يابت اوعيلوا.. الضابط يبقي زميله…
اوعالها يا واد اوعالها.. ده العمدة يبقي خالها…

ومنها كذلك :-
ياللى ع الترعة حوِّد ع المالح
وشوف الحلوه اللي عودها سارح
رجلي بتوجعني من إيه
رجلي بتوجعني من إيه
من مشى امبارح

ياللى ع الترعة حوِّد ع المالح
إيدي بتوجعني من إيه
إيدي بتوجعني من إيه
من غسيل امبارح

ياللى ع الترعة حوِّد ع المالح
راسي بتوجعني من إيه
راسي بتوجعني من إيه
من لف امبارح
وتستمر هذه الأغاني وسط فرحة الأهل والأحباب حتى ينتهي الفرح ومعه تنتهي الأغنيات في هذه الليلة لتبدأ في مكان آخر إعلانا عن ميلاد فرحة جديدة في منزل جديد

لكن هناك اغنية كنت أحب سماعها وأري ان كلماتها معبرة جدا وهي
أهو جالك يا بت
ريح بالك يا بت ”
فراحة البال كلمه جميلة وهي الهدف من الزواج للفتاة وأهلها

■ تعالوا بقى نشوف الكلام الأروع من كده حيث يكملون الأغنية بقولهم
“بكره يأستك الأساتك ..
بالدهب يملى دراعاتك ..
ويعوض كل إللى فاتك..
وأهو جالك يابه..
ريح بالك يا به
ودى نظرية شهيرة عند الأمهات والبنات الصغيرة حيث نجد خيالهم الواسع يتجه صوب العريس وكانه سيحفر عن آثار تحت جدران بيته )
■ثم يستمرون بقولهم :-
” خدى بالك منه وهنّيّه..
واللى يعوزو قوام إدّيه..
بكره يموت وهتورثيه
واهو جالك يا بت..
ريح بالك يا بت
انظر عزيزي القاريء الي جبروت البنت وأهلها في كيفية التخطيط للمستقبل ويا بختها لو معاه أرض و عمارتين في الهرم أو التجمع

■ثم يواصلون :-
اطبخيله الصبح بطه ..
واطبخيله الضهر بطه ..
وكتريله يابت الشطه
واهو جالك يا بت..
ريح بالك يا بت..
يعنى لازم تتزوج من شخص تكون مهنته (حرامي بط) رسمي أما وجود الشطه في الطعام فذلك على اعتبار إنه إن لو لم يمت في باكورة حياته الزوجية لكي ترثه فإنه سيعيش طيلة عمره بالبواسير
دمتم ودام لنا الزمن الجميل بأهله وعاداتهم وتقاليدهم وأغانيهم المبهجة

مقالات ذات صلة

‫39 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى