
كتب / الدكتور عبدالله بالقاسم
في ذروة الهجير وشدة الحر ، عامل يحمل على كتفه كيساً من الأسمنت…
هنا في أرض بعيدة كل البعد عن دياره ،
حيث الاغتراب والوحدة والفقر والظروف….
في نهاية الشهر يقوم بتحويل كل الذي حصله إلى امرأة وأطفال خلف البحار ، ويحزم بطنه على أقل القليل !!
يزاحم رفاقه في غرفة زهيدة الأجر ، ويلتحف ثوباً واحداً ممزقاً لسنوات ، يغسله ويلبسه ويرقعه.
يتصل بالجوال لا يعرف الكثير من عبارات الحب
ولا يحسن أن يقول قصيدة في الغزل ،
يهاتف امرأته بنبرة جادة ، ويسأل عنهم باقتضاب ليتطمن عليهم ويغلق الهاتف توفيراً للنقود ..
في عالم الزيف لا يسمى هذا حباً ولا عشقاً أو غراما !!
في عصر الوردة الحمراء ولواصق الواتس ، وقلوبه النابضة بالزيف ، وقصائد الغزل المسروقة ، ومقاطع الأغاني لا يسمى ما يفعله العامل الكادح ذو البشرة التي أحرقتها الشمس رومانسية ولا حبا !!!
في بيوت كثيرة هناك
حب عميق أسمى من كل القصائد ، وأطهر من كل الأغنيات ، وأصدق من كل رواية : حب لا تراه العيون التي غشيها بريق الخداع ولا زيف العبارات ..
صحيح أن الكلمة معبرة
والهدية جميلة…
لكن هناك من عمره كله قصيدة حب ، وحياته كلها عطاءً وتض




