العالمتقاريرفن وثقافةمحافظاتمصرمقالاتمنوعات

الحب الذي لا نراه

كتب / الدكتور عبدالله بالقاسم

 

 

‏في ذروة الهجير وشدة الحر ، عامل يحمل على كتفه كيساً من الأسمنت…

‏هنا في أرض بعيدة كل البعد عن دياره ، 

‏حيث الاغتراب والوحدة والفقر والظروف….

‏في نهاية الشهر يقوم بتحويل كل الذي حصله إلى امرأة وأطفال خلف البحار ، ويحزم بطنه على أقل القليل !!

‏يزاحم رفاقه في غرفة زهيدة الأجر ، ويلتحف ثوباً واحداً ممزقاً لسنوات ، يغسله ويلبسه ويرقعه.

‏يتصل بالجوال لا يعرف الكثير من عبارات الحب

‏ولا يحسن أن يقول قصيدة في الغزل ، 

‏يهاتف امرأته بنبرة جادة ، ويسأل عنهم باقتضاب ليتطمن عليهم ويغلق الهاتف توفيراً للنقود ..

‏في عالم الزيف لا يسمى هذا حباً ولا عشقاً أو غراما !! 

‏في عصر الوردة الحمراء ولواصق الواتس ، وقلوبه النابضة بالزيف ، وقصائد الغزل المسروقة ، ومقاطع الأغاني لا يسمى ما يفعله العامل الكادح ذو البشرة التي أحرقتها الشمس رومانسية ولا حبا !!! 

‏في بيوت كثيرة هناك 

‏حب عميق أسمى من كل القصائد ، وأطهر من كل الأغنيات ، وأصدق من كل رواية : حب لا تراه العيون التي غشيها بريق الخداع ولا زيف العبارات .. 

‏صحيح أن الكلمة معبرة

‏والهدية جميلة…

‏لكن هناك من عمره كله قصيدة حب ، وحياته كلها عطاءً وتض

مقالات ذات صلة

‫35 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى