الضمير فى أجازة

بقلم /محمد زيدان

منذ قديم الأزل كان هناك شئ مهم جدا إسمه الضمير يوجد فى نفوس الأشخاص يدفعهم دوماً للتقوى فى العبادة والعمل والمعاملات فيما بينهم ويجعلهم يقولون كلمة الحق دائماً ولا يخشون أحداً الإ الله وبدأ هذا الشئ يقل تدريجياً فى نفوس الأشخاص مع مرور الوقت والأزمنة والعصور إلى أن وصلنا إلى مرحلة قل فيها الضمير وأصيب بأخطر الأمراض المزمنه ومات عند الكثيرين فى العديد من المجالات فالبعض أصبح ينظر إلى الضمير وكأنه لا قيمة له ولا أهمية له والبعض الأخر يرى أن الضمير شعارات كاذبه وفارغه والبعض يرى أن الضمير مجرد كلمة أو جملة يتمسك بها الناس الضعفاء لتجعلهم على حق أمام الأخرين،،،

فغياب الضمير فى التربية سواء عند الأب أو الأم يتسبب فى انحراف سلوك الأبناء وقد يتسبب فى إرتكاب جرائم من الأبناء كما نرى العديد من القصص الواقعية على أرض الواقع الذى نعيش فيه وتتفكك الأسرة بسبب ذلك وغياب الضمير عند المُعلم يؤدى إلى انخفاض مستوى التعليم عند الطلاب وعدم وجود مواد علمية وتكون محصلة التعليم عند الطلاب فى أقل درجة وإذا انعدم الضمير عند الموظفين هذا يؤدى إلى حدوث كوارث وضياع لحقوق المواطنين وكذلك الأمر إذا إنعدم الضمير عند أى مسؤل فى البلد يتسبب هذا فى تلويث البيئة أخلاقياً وفساد المجتمع وكثرة الجرائم من الأشخاص بسبب إحساسهم بعدم الأمان كما نرى وكما نعيش فى المجتمع ،،،
ما هذا الذى وصلنا إليه؟! أنسينا قول ربنا فى القرآن الكريم ” ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ” لكن كيف تتحقق التقوى بغير ضمير فى حين أن الضمير هو العامل الأساسى والرئيسى فى تحقيقها والضمير الإنسانى هو الذى يجعل الإنسان تقياً ،،، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته ” فكلنا بقول رسولنا ص مسؤلون والمسؤلية هى الضمير والصدق والأمانة فى البيت وفى العمل وبين الناس لابد أن نكون على أكبر قدر ممكن لتحمل المسؤلية وذلك كله يتحقق بالضمير الذى للأسف مات وإنعدم فى نفوس الكثير وأصبحوا يهتمون بشهوات الدنيا من مال ونساء ومناصب وشهره وأمور كلها فارغة وتافهه لا تسمن ولا تغنى من جوع معتقدين أنهم بذلك أحياء وأن الحياة ما هى إلا متاع وملذات وشهوات وهم فى الحقيقة أموات وغير أحياء لأن الحياة لا تحيا إلا بالأخلاق وطاعة الله وذكر الله وبالضمير والتقوى والعمل الصالح فلابد علينا جميعاً أن ننجى أنفسنا ونتذكر أخرتنا التى فيها معادنا وحسابنا عند الله يوم القيامة ويجب علينا جميعاً أن نستعد للقاء الله فى أى وقت بالتقوى وبالأعمال الصالحه