مقالات

أيا وزير التربية والتعليم العصا لمن عصى. تعلمنا أنه إنما الأمم الأخلاق مابقيت… فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا . وقيل أيضا ً: لا تحسبن العلم ينفع وحده مالم يُتوج ربه بخلاق .

بقلم : نجوى حجازي ..

سؤال مُلّح يدور في ذهني دائماً حول لماذا بات الآباء يخشون عقاب أبنائهم ؟
هل يعود ذلك لطبيعة العصر الذي نعيشه وسهولة كثير من الأمور فيه فأصبح الآباء يعتقدون أن العقاب لا يتماشى مع روح العصر !!! أم أن الأفكار الغربية عن أضرار العقاب على الأبناء باتت راسخة في الأذهان فأصبح العقاب من المحاذير النفسية التي يواجهها الآباء في تربية أبنائهم خوفاً من المخاطر التي سيواجهونها مع أبنائهم مستقبلاً .
للأسف الشديد الغرب دائماً ما يصدر المعلومات لنا بطريقة مبتورة عمداً وذلك لمعرفتهم بأننا شعوب لا نقرأ مع أن القرآن الكريم الذي أنزله الله لنا أعطانا سر النجاح في هذه الحياة مع أول آية نزلت على سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ألا وهي “اقرأ ” ولكننا لا نتدبر القرآن ، ولا أعرف من المسئول عن وضع المناهج الذي لم يتحرّ الدقة حين قام بشرح معنى النبي الأُمي أي الذي كان لا يقرأ ولا يكتب ، وحقيقة الأمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُحسن القراءة والكتابة لأنه قد تلقى تعليمه في البادية منذ صغره ، وإنما لفظ أُمِّيون كانت تُطلق على العرب الذين لم ينزل عليهم كتاب من السماء مثل باقي الأمم كاليهود والنصارى فكان يُطلق على العرب الذين ليسوا يهودا أو نصارى أُميون فانظروا معي إلى قول الله عز وجل “وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين ااسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد “.
وحين أتى جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم قائلا اقرأ فرد عليه النبي ما أنا بقارئ كان معناها أنه لم تسلم إليه صحيفة مكتوبة كأهل الديانات السابقة فيقرؤها .
وإذا تمعنت في التراث العربي من أشعار وحكم منذ الجاهلية لأيقنت أنه يستحيل أن يخرج هذا التراث الزاخر من جهلة لا يهتمون بالقراءة والكتابة والمعرفة ، ولولا علمهم وغزارة معرفتهم اللغوية لما نزل القرآن الكريم بفصاحته وبيانه من أجل أن يُعجزهم ويخرس لسان المعاند منهم من أنه ليس من السماء ، وحين ذكر القرآن الكريم النبي ووصفه بالأمي في قوله تعالى “فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي ” أي الذي لم يطلع على كتب أهل الديانات الأخرى فتدعوا أنه من ألف كلام الله ، فهو برئ من هذا ولذا عليكم اتباعه .
وهنا نجد ضالتنا وسبب تأخرنا في كافة مناحي الحياة ، فإذا كنا لا نعلم إلا اليسير عن ديننا لأننا لا نبحث ولا نقرأ ولا نحث أبناءنا على التزود من المعرفة بالقرآءة تنفيذاً لأمر الله ورسوله فمن الطبيعي أن نصل إلى هذا المنعطف السئ في حياتنا ، فنجد أنفسنا عاجزين عن تربية أبنائنا ، ألم تسمعوا بالحديث الشريف “علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه لهم أدب “.
وإذا أتى من يشكك ويرى أن الإسلام دين عنف ويدعو إلى العنف ويرى أن الغرب هم القدوة في التربية فقل له ابحث في القانون الإنجليزي عن التعليم وحق المعلم في استخدام الضرب لتهذيب الطلاب وحرمانهم في غرف مفردة بل وأعطى المعلم الحق في عقاب الطلاب المشاغبين في الأماكن العامة بل وتغريم الوالدين مبلغاً من المال قد تصل قيمته إلى ألف جنيه استرليني في حال إخفاق الأهل تعليم أبنائهم الانضباط والسلوك القويم واحترام قوانين المدرسة والمعلم .
ونأتي نحن ونعلق خيباتنا واخفاقنا في التربية على شماعة فعل مديرة مدرسة طفح الكيل بها من الطلبة وأولياء الأمور وأرادت أن تعلمهم درس العمر ربما يخرجون به أفضل سلوكاً ويعرفون قيمة التعليم والمعلم والمدرسة ، بدلاً من هروبهم إلى الشارع في هذه السن الصغيرة ، هل كنتم ستصفقون لها لو فصلتهم وجعلتهم بين براثن الجريمة والمخدرات وحوادث الطرق ؟!!!!هل ما فعلته ليس فعل أم تخشى هلاك أبنائها وانحرافهم ؟!!!!
لا أنكر أنني شخصياً استخدمت نفس سلاحها مع بناتي يوماً ما بعد أن استنفذت مرات النصح معهم من أجل تقويم طريقة لعبهم التي كادت أن تودي بحياتهم وكانت أعمارهن لا تتخطى الست سنوات ، ومن يومها وقد رسخ في أذهانهن أن كلمتي واحدة لا أحيد عنها .وأن العقاب سيأتي بعد النصح ، وهذا هو أساس التربية السليمة فالطفل الذي لا يستجيب للنصح ثلاث مرات لابد له من العقاب وهنا ينتفي احساسه بالظلم والتعنيف .
وهنا أوجّه رسالتي إلى وزير التربية والتعليم ألا ترى سيادة الوزير أنك ترأس وزارة عنوانها بدأ بالتربية قبل التعليم ؟ فهل فهمت من العنوان تربية المعلم والناظر وتعليم التلميذ !!!!أم ماذا فهمت ؟
هل يحق عزل مديرة تقوم بواجبها في اصلاح الأبناء بعد أن بح صوتها معهم ومع أولياء أمورهم ؟
فماذا لو لم تتصرف هكذا وتركت الأبناء يهربون وماتوا في حادث طريق ؟ اعتقد أنها ستكون مقصرة وربما مآلها إلى السجن !!!
هل من العقل أن تقبل شهادة الصغار مقرون بفعلتهم فيُعاقب المُصلح ويبقى الفاسد ؟!!!!
ألم تأتي إلى مسامعك يوما يا وزيرالتربية والتعليم عبارة أن العصا لمن عصى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى