سياسة

أمريكا لابد أن تتخلى عن سياستُها تجاه الشرق الأوسط

بقلم – محمد دنيا

الحقيقة أن أمريكا اليوم فى حيرة تجاه الشرق بعد بروز دور مصر الإقليمى وعودة مصر للريادة على مستوى الشرق الأوسط بل وريادة أفريقيا هذا من جهة، وأيضاً تجمع البريكس الذى يهدف فى الأساس إلى تقليل حجم الهيمنة الأمريكية فى العالم كله وصناعة كيان قوى اقتصادياً الأن ، وربما فى المستقبل سيكون كيان البريكس له قوة عسكرية فى العالم كله ..
إذاً ماذا ستفعل أمريكا هل ستظل على كراسي المشاهدين أم ستدخل ساحة المعركة بالقوة ؟
بالطبع هى الآن داخل المعركة وتحارب بكل الوسائل الدبلوماسية والمخابراتية والعسكرية ،أمريكا لن تصمت على ظهور مصر كقوة عظمى فى المنطقة ولا تجمع البريكس، هذا من رابع المستحيلات
إذاً ماهو الحل هل ستعلب أمريكا مثلما كانت تلعب منذ اربعينات القرن الماضى منذ بداية الحرب الباردة، أم سيكون لها سياسية جديدة تجاه ماتواجهه من صعوبات … منذ بداية الحرب الباردة؟
أمريكا تعمل على اسقاط الدول التى تخرج من تحت عباءتها أمثلة كثيرة على مستوى العالم مثلاً فيتنام وكوبا وكوريا وإيران واليابان والصين ، كل هؤلاء أمريكا كانت تدعم القوى المعارضة للنظام إلى أن تسقط هذه الدول ويتم تشكيلها على حسب الرؤية الأمريكية والسياسة الخادمة لها ..
أعتقد أن هذه السياسة عفا عليها الزمن وأصبح هناك حاجة ملحةٌ لتغيير هذه السياسة التى تؤدى إلى انهيار الدول وتهجير السكان وتحطيم البنية التحتية
،نحن الآن فى عصر المعرفة فقد بات ما يحدث على مرآى ومسمع الجميع ولم يعد الأمر قاصراً داخل أسوار أجهزة المخابرات للدول ،بل أصبح الإنسان العالمى على علم بكل مايدور هنا وهناك
اذاً فعلى الإدارة الأمريكية أن ترضخ للأمر الواقع وأن تعمل على إيقاف سياستها هذه ،التى تعمل على إسقاط الدول وتغيير الأنظمة من وقت لآخر هذه السياسة عفى عليها الزمن ..

على أمريكا أن تدرك أننا أصبحنا فى عالم يحكمهُ المصالح وليس المكائد وانهيار الدول ، فى الحقيقة لو استمرت الإدارة الأمريكية على هذا المنوال ستجد نفسها فى معزل عن الجميع حتى الأمريكيين أنفسهم سيبحثوا عن مصالحهم أياً كانت وربما يتركوا وطنهم ..

على أمريكا أن تتخلى عن مبدأ العصابة التى تعمل لأجل النفط والكنوز ولا يهمها استقرار الدول المهم لديها أن تحتسي النفط مهما كانت العواقب ، هذه سياسة بربرية وقمعية عفى عليها الزمن وباتت من المستحيل …الصراع الروسى الأمريكى مستمر لا شك فى هذا والبريكس هو الضربة القاسمة لأمريكا لكن أمريكا بإمكانها أن تتحلى بروح الشجاعة وتعترف بالبريكس وأن تتبادل معه المصالح كما اعترفت بالقوة الذرية لدى روسيا ووقعوا معاهدات لمراقبة النمو الذرى والحد من القوة الذرية ونشر الصواريخ مع روسيا فى نهاية ستينيات القرن الماضى مما جعل سياسة الوفاق أولوية قصوى للبلدين أمريكا وروسيا ..

ما نحن فيه الآن هو نهاية حكم بايدن واستلام دونالد ترامب حقبة الرئاسة هل دونالد سيفعل هذا ويكون على قدر المسئولية ويتحالف مع البريكس كما فعلها نيكسون الأمريكى فى سياسة الوفاق ، وتحالف مع بريجنيف الرئيس الروسى ودخلو سياسة الوفاق وصنعوا اتفاق للحد من انتشار السلاح النووى هل ترامب سيكون على دراية بهذا ام ستأخذه العظمة ويدخل فى صراع قوى مع روسيا وتجمع البريكس وخصوصاً دول النفط فى الشرق الأوسط التى انضمت للبريكس والتى ستنضم،
ماذا سيفعل ترامب ،هل سيشعل الشرق أم سيتخذ سياسة العقل ويتخلى عن السياسة الأمريكية منذ بداية الحرب الباردة والى الآن هل سندخل حرب جديدة باردة ستدفع ثمنها الدول التى أرادت أن تخرج من تحت وطأة الهمينة الأمريكية؟ إما بالاسقاط أو الهدم والتهجير والتنكيل وملايين القتلى أو بالركوع والرضوخ …
لا يسعني إلا أن انصح ترامب بالتحلي بالشجاعة ويصنع تحالفات مبنية على تبادل المصالح مع تجمع البريكس واتخاذ سياسة الوفاق كما فعل الرئيس الأمريكى نيكسون وبريجنيف الرئيس الروسي ..
افعل مثله يادونالد ولا تتكاسل فالعالم بات يعلم كل شىء والأسرار لم تعد حبيسة أجهزة الاستخبارات بل المواطن العادى أصبح على معرفة ودراية، ستجعله ناقم على أمريكا لو استمرت فى نهج إسقاط الأنظمة وانهيار الدول ..

وعلى أمريكا أن تبتعد عن سيناريو إشعال الشرق الأوسط لأن هذا ليس به فائدة ولا يجدي سوى الكُره والبغض والهزيمة لأمريكا فالشرق الآن أصبح فيه مصر التى تمثل قوة عظمى ولايمكن الاستهانة بقوة مصر لأن مصر قادرة على جعل الشرق أكثر ثباتاً وأكثر استقراراً …
انتبه دونالد ترامب انتبهوا واضعي السياسة الأمريكية وتحلوا بشجاعة السلام وصنع تحالفات لأجل مصالحكم هذا من حقكم ، لكن ابتعدوا عن إسقاط الدول وإشعال الشرق فهذا لن يجدي نفعاً والنفط والذهب لا يمكنه أن يكون بديلاً عن السلام والرخاء فمن حق كل الناس الحياة فى أمن وأمان

فتوقفوا عن سياسة القوة التى بلا عقل وبلا ضمير إنسانى وانضموا إلى صوت العقل والى حق الإنسان فى السلام والعيش الهادئ المطمئن بعيداً عن التوحش وقانون الكاوبوى .

مقالات ذات صلة

‫10 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى