مقالات

بعض الحقائق بمناسبة الإحتفال بذكري الزعيم ناصر

كتب : كامل السيد أمين عام حزب التجمع بمحافظة القليوبية

تحل ذكرى ميلاد جمال عبد الناصر فى الخامس عشر من يناير 2018 حيث تعرض الرجل لحملة تشويه مدبرة ومتعمدة منذ وفاته فى سبتمبر من العام 1970 حيث كان مرشد الاخوان عمر التلمسانى يقول نحن وراءه حيا وميتا وتولى تشويهه بعد وفاته السادات ومبارك ود مرسى فتشوهت صورته أمام الأجيال الآتية منذ هذا التاريخ لكن هناك شباب لم يراه ومع ذلك رفع صوره فى ميادين الثورة فى 25 يناير و 30 يونيو وحتى بدء عهد السيسى الذى سمح باظهار بعض انجازاته وصوره وأغانى عهده الوطنية والاحتفال بالذكرى المئوية لميلاده بشكل لائق .
ولذلك سأذكر بعضا من الحقائق بعيدا عن الطنطنة حيث كان عهد ماقبل الثورة هو مجتمع النصف فى المائة الذين كانوا يملكون ثروات البلاد التى ترزح تحت استغلال الاستعمار الانجليزى الذى كان يحمى وجوده فى مصر بثمانين ألف جندى بريطانى يفرضون الحكومات والسياسات على الملك الذى كان من أسرة غير مصرية وكانت مصر دولة شبه اقطاعية ورأسمالية تابعة ومشوهة واقتصاد منهوب حيث وصفه الدكتور عبد الجليل العمرى الخبير الاقتصادى الكبير بالبقرة الحلوب التى ترعى فى مصر وضرعها بالكامل ممتد للخارج حيث تحلب لبنها هناك للأجانب ووصفه رئيس وزراء بريطانيا بأنه أكبر اقتصاد مشوه يؤدى لتهميش الغالبية العظمى من المصريين واكتناز قلة للثروة وأحزاب ضعيفة واخوان مسلمين كانوا جميعا غير قادرين على احداث ثورة تغير الواقع المصرى تلبية لرغبة المصريين حيث كان المشروع القومى هو مقاومة الحفاء وعالم عربى مفكك وضعيف وقد زرعت اسرائيل كشوكة فى ظهر العرب وسوطا لجلده وتعتدى عليه لحماية مصالحها ومصالح الغرب وعالم تقسمه الحرب الباردة لمعسكرين اشتراكى وآخر رأسمالى .
وصدر فى 9 مارس قانون الاصلاح الزراعى الذى مكن الفلاحين الأجراء المعدمين من تملك يبدأ بفدانين الى خمسة أفدنة أخذت من الاقطاعيين الذين من عليهم السلطان بها رضاء منه عن آدائهم وولائهم له وكان أغلبهم غير مصريين وقد تم سداد ثمنها على أقساط سنوية لمدة 30 سنة بفائدة 3 % يضاف اليها فائدة بواقع 5و1 % من الثمن الكلى للأرض مقابل الموجودات التى كانت على الأرض , وكان يسيطر على مصر 960 شخصا على كل الوظائف الأساسية فى ادارة الشركات الصناعية كان من بينهم 265 مصرى فقط واستطاعت مصر فى عهد عبد الناصر تحقيق الاكتفاء الذاتى من الحاصلات الزراعية عدا القمح الذى وفرت 80 % منه انتاجا محليا وحققت مصر تنمية تماثل أربعة أضعاف ماستطاعت تحقيقه فى الأربعين سنة السابقة على حكمه واختارت الأمم المتحدة السد العالى سنة 2000 كأعظم مشروع هندسى تنموى فى القرن العشرين وحقق الاقتصاد المصرى نسبة نمو 8 % سنويا . كما استطاع تحقيق زيادة لصالح الميزان التجارى بفائض 9و46 مليون جنيه عام 1969 لأول وآخر مرة حتى الآن وانشأ عبد الناصر 1200 مصنع لاحداث التنمية المنشودة حيث كان يرفع شعار لاتنمية بدون تصنيع وكان ناصر يفتخر بأنه يرتدى بدله وقمصانه وملابسه الداخلية من غزل المحلة ويقتنى أجهزته الكهربائية من ايديال وكان يقصر ملابسه ويضيقها بعد أن اصابه المرض وضعف جسمه وكان يركب نصف نعل لجزمته حتى لايشترى بلدا منها وأنهى مقالتى بتقرير البنك الدولى عن الوضاع فى مصر منذ عام 1952 حتى وفاته عام 1970 كالآتى :
1 – زيادة مساحة الأرض الزراعية أكثر من 15 % بمعدل يفوق الزيادة السكانية
2 – زيادة عدد الشباب فى المدارس والجامعات والمعاهد العليا أكثر من 300 %
3 – ازدياد الأرض المملوكة لصغار الفلاحين من 5و2 مليون فدان الى 4 مليون فدان
4 – كان اقتصاد مصر أقوى من اقتصاد كوريا الجنوبية وأنتجت الطائرات النفاثة والمقاتلة ونوعين من الصواريخ مثلما كان عليه الحال فى الهند آنذاك وكان لدى مصر فائض عملة صعبة تجاوز ال 250 مليون دولار
5 – ترك قطاعا عاما يغطى 80 % من احتياجاتنا المحلية ويصدر للخارج حيث بلغ سعر القطاع العام عند وفاة عبد الناصر 1400 مليار دولار ملكا للشعب المصرى
( بدده من أتوا بعده فى عملية أطلق عليها الخصخصة وكانت أكبر عملية تبديد ونصب ونهب لأموال وأصول يملكها الشعب المصرى.)
6 – تخفيض نسبة الأمية من 80 % الى 50 % بسبب مجانية التعليم ( التى خرجت كثير من علماء مصر الذين شرفونا على مستوى العالم مثل د زويل ود المشد ود مجدى يعقوب والنشائى ود محمد العريان وغيرهم الكثيرين حتى الآن حيث كانت مجانية التعليم الطريق لتسلق السلم الاجتماعى لأعلى حيث غرست فى المصريين حب التعلم على أنه طريق الرقى الاجتماعى )
7 – مات عبد الناصر ومديونية مصر تقدر بمليار دولار كانت بسبب شراء السلاح واعادة بناء الجيش المصرى لازالة آثار العدوان وقد تنازل الاتحاد السوفيتى عنها كهدية للشعب المصرى بعد وفاة عبد الناصر
علما بان القطاع العام كان الركيزة الأساسية الثانية لازالة آثار العدوان وذكره السادات على أنه كان العامل رقم 2 من عوامل نصر أكتوبر بعدما كان العامل الأول الدعم السوفيتى حيث وفر هذا القطاع العام ماقيمته 800 مليون جنيه سنويا للمجهود العسكرى منذ نكسة يونيو 1967 وحتى نهاية حرب اكتوبر 1973 وأوجد عبد الناصر مشروع نهضوى ارتقى بمستوى حياة المصريين على أرض الواقع وشهد الفن والمسرح والأدب والثقافة والترجمة وتحسين التعليم والبحث العلمى وجودة الخدمات الصحية والتصنيع والزراعة والتجارة شكلا لم تشهده البلاد من بعده صنع كل ذلك هو ومن حوله من قيادات واعية ومخلصة وشعب طموح أعطاهم ثقته وحبه وضحى معهم من أجل رفعة الوطن وعلو قدره
وكان احد مؤسسى حركة عدم الانحياز الرئيسيين وحارب الاستعمار فى كل مكان وساند حركات التحرر العالمى وجعل القاهرة قبلة الثوار ورفع اسم مصر والعرب عاليا عالميا وحرر القرار المصرى وفعل حركة القومية العربية وأقام علاقات حيوية فى أفريقيا انعكست بالايجاب على مصالحنا الحيوية والمائية والتجارية وكانت مصر مفتوحة على مصراعيها لتعليم الشعوب الأفريقية والأزهر لتعليم الشعوب الاسلامية قاوم النفوذ الأمريكى الصهيونى وأعاد بناء الجانب الأكبر من قواتنا المسلحة وخاض حرب الاستنزاف واحتجز الملك حسين ملك الأردن بالقاهرة حتى عودة أبطال ضفادعنا البشرية سالمين ولم يسمح له بالعودة للأردن الا بعد الافراج عنهم وهم الذين نفذو عملية اغراق سفينتين اسرائيليتين بايلات حيث أخفت المخابرات الأردنية وجودهم تمهيدا للتخلص منهم ولم يسمح له بالمغادرة الا بعد عودة أبطالنا ومات دون أن يملك بيتا له ولأبنائه ولم تكن له أرصدة فى البنوك بل مات مديونا باستبدال معاش لتزويج ابنته حيث كان يقول لاأملك فى هذا البلد سوى الستر ولم تدخل ابنته منى الكلية التى كانت تريدها بسبب نقص مجموعها فى مكتب التنسيق . كان شريفا عفيفا أبيا حافظ على بيته وزوجته كرجل شرقى مصرى صعيدى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى