منوعات

بين الصمت والضجيج… تسريب صوتى للواء خالد عرفة

متابعة: ريم ماهر

 

كأن الزمن اختار لحظة بعينها ليفتح صندوقًا من الغموض. ففي مساءٍ عابر، تحوّل اسم اللواء خالد عرفة إلى حديث الساحات الافتراضية، بعد أن تسلّل تسريب منسوب إليه إلى فضاءٍ لا يعرف كتمًا ولا نسيانًا. وما إن انتشر التسجيل حتى بدا وكأن صوتًا خفيًا يُربك الموازين، فيدفع البعض إلى التصديق المطلق، ويجعل آخرين يرفعون راية الشك والتحفّظ.

 

فالتسريب ـ الذي لم تُحسم صحته بعد ـ لم يكن مجرد مادة إعلامية طارئة، بل بدا كأنه شرارة تكشف هشاشة الثقة بين الخبر ورواجه، بين المعلومة وحقيقتها، وبين الواقع وظلاله. ومع غياب البيان الرسمي، ظلّت الساحة مفتوحة أمام التأويلات، فكل قارئ للنص المنسوب يضيف عليه من خياله بقدر ما يفتقده من يقين.

 

الخبراء والإعلاميون رفعوا صوت العقل، محذّرين من الانجرار وراء ما لم يثبت، فالكلمة حين تُطلق بلا سند قد تتحوّل إلى سهم يضلّ طريقه ويصيب الوعي العام في صميمه. ومع ذلك، فإن بعض الأصوات الشعبية تعاملت مع التسريب بوصفه “حقيقة” تكفي وحدها لفتح أبواب الأسئلة المغلقة.

 

في السياق ذاته، شدّد مختصون في الإعلام الرقمي على أن سرعة انتشار التسجيل تعكس خطورة البيئة الإلكترونية الحالية، حيث يتحوّل كل محتوى إلى مادة قابلة للتضخيم والتأويل خلال دقائق معدودة. وهو ما يضع المؤسسات أمام تحدي استباق الشائعة بالبيان، قبل أن تترسّخ في الوعي الجمعي كحقيقة لا جدال فيها.

 

ومن زاوية أخرى، يلفت مراقبون إلى أن مثل هذه التسريبات قد تتحول إلى أداة ضغط أو ورقة سياسية تُستغل في توقيتات حساسة، لتغيير المزاج العام أو للتأثير على مسارات القرار. فالمسألة لم تعد مجرد تسجيل، بل انعكاس لصراع سرديات يحاول كل طرف أن يفرض روايته من خلاله.

 

واللافت هنا أن التوقيت نفسه أصبح سؤالًا، فكل حدث يختار زمنه ليترك أثرًا أكبر من محتواه. ومحللون رأوا أن انتشار التسريب في هذه اللحظة بالذات لا يخلو من دلالة، وربما لا يخلو من غاية. كأنما هناك من أراد أن يضع حجرًا في بحيرة ساكنة، فيثير دوائر لا يعرف أحد إلى أي شاطئ ستصل.

 

وإلى أن تُعلن الجهات الرسمية كلمتها، يبقى التسريب المنسوب للواء خالد عرفة معلقًا في فضاءٍ تتنازع فيه الحقيقة مع الوهم، وتتصارع فيه الرواية مع الشائعة. هو حدث لم يُغلق بعد، قصة مفتوحة على احتمالات لا تُحصى، وأصداء لا تهدأ.

 

وسنوافيكم بالتفاصيل حين تنكشف الخيوط من خلف ستار الصمت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى