مقالات

أكتوبر يصرخ لا عبور بلا وعي فأين أنتم من دماء حقيقة وجودكم بالممر الثاني والخمسين

بقلم كاتب صحفي / محمد جابر

مع بداية دخولي للممر سالت إلى أين تمضي إلى حيث لا يباع الدم في عروض الأضواء ولا تختصر البطولة في لحن يعاد وهل بقي في الناس من يتذكر ربما بقيت الذاكرة مشوشة لصورة مكسورة لكنها لم تمت جئت أبحث عن حقيقة النصر عن صورة غير تلك المعلقة على الجدران عن رجل لم يظهر في العرض المبتذل لكنه حمل بندقية وعبر الممرهذا الممر لا يشبه ما قبله فهنا لا تصفيق ولا صور ولا شاشة عرض وانما صوت بعيد يشبه صوت الموج حين عبر الجنود القناة رأيت شابا يحمل العلم سألته من بطلك قال لا أعلم الأسماء تختلط في ذهني قلت له ألم تسمع عن عبد المنعم رياض عن أحمد حمدي عن المئات الذين ماتوا ليبقى هذا العلم قال سمعت ونسيت كثيرا مرت فتاة تحمل صورة جندي يعبر قناة السويس سألتها هل قرأت عن خطة الخداع قالت لا أعرف التفاصيل ولكن أحب الصورة قلت وهل تكفي الصورة لتفهمي التاريخ قالت لا أعرف لم يعلمونا شيئا سوى ما يقال في الحفلات جلست إلى جوار رجل يرتدي معطفا عسكريا يحمل شارة نصر سألته هل كنت هناك قال نعم كنت أرى التراب يتحول إلى نار كنت أرى العيون لا تنام قلت ولماذا لا تروى قصتكم قال لأن الناس يريدون الاحتفال لا الحكاية يريدون الأغنية لا الألم وهذا ما نشاهده الان ألم تري اقترب منا شاب يسأل هل الحرب كانت كما في الفيلم قلت الحرب كانت أكبر من أي فيلم وأصعب من أي لحن كانت قرارا بالموت من أجل الحياة سألني لماذا نسينا قلت لأن الذاكرة تحتاج من يحرسها ونحن سلمنا ها لمن يزينها بالأضواء سألت الجمع من هو صاحب قرار الحرب قالوا السادات قلت وماذا قال حين أعلن العبور سكتوا قلت قال ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وقال أيضا لقد عبرنا إلى أرض المعركة الحقيقية فهل عبرتم أنتم من براثن الجهل الي ضياء الوعي سألتهم هل تعرفون كيف عبروا هل تعرفون عن خط بارليف عن الساتر الترابي عن الجسر عن الدم عن المقاتلين الذين صاموا وقاتلوا ورفعوا العلم فوق التراب المحترق قال بعضهم لا نعرف التفاصيل ولكننا نحتفل كل عام قلت الاحتفال لا يكفي إذا لم يصحبه وعي رأيت فتاة تتابع مشهد العبور سألتها هل تفهمين ما ترين قالت يعجبني المشهد ولكن لا أعرف لماذا بكى أبي حين رآه قلت لأن أباك لم ير صورة بل رأى رفاقا سقطوا اقترب جندي بين الحقيقة والخيال صامت سألته من أين جئت قال من الذاكرة قلت وماذا وجدت هناك قال وجدت من مات ولم يذكر ومن عاش ونسي ومن صمت ومن قاد اول ضربه جوية وطعن وقبلة قائد النصر وقتل ارتبكت ردودي واختفي سألت من يحمل شارات تغطي صدره هل الوطن يعرفهم قال الوطن يعرف من يحرسه لا من يصفق في المهرجان تركنا المعني وذهبنا للمغني نظرت خلفي فرأيت الممر يضيق ثم يضيء في نهايته قلت هل نبدأ من هنا قال لا البداية كانت هناك عند القناة أما هنا فنستعيد ما نسيناه في الممر الثاني والخمسين لم أجد حفلة وجدت صمتا وجدت سؤالا وجدت وجوها لم تسع للظهور وجدت أن أكتوبر ليس عرضا ولا شاشة بل إرادة وشهادة وقرار ومن لا يعرف تاريخه سيصفق لعدوه وهو لا يدري الم نكن اولي أن نرفع وعيهم نحو هويتهم التفت إلي شاب يسألني هل عبرت قلت نعم قال وماذا وجدت قلت وجدتهم من كانوا هنا ولم يروهم قال وكيف رأيتهم قلت حين أغلقت عيني عن الصور وفتحت قلبي على الحكاية سرت مبتعدا وأدركت أن الممرات لا تقودنا إلى الإجابات بل تدفعنا إلى طرح الأسئلة الصعبة هل نحن جزء من الحل أم أننا ما زلنا نصفق مع الآخرين هل نحن ورثة للبطولة أم ضيوف على ذكراها هل نحفظ أسماء الأبطال أم نحفظ لحن المناسبة هل اكتوبر تاريخ وذكرى أم دماء في رقبة كل من في هذا الممر وأتسائل هل نحتاج أن نعيد تعريف الوطنية أم نحتاج أن نلتف حول الوطننه والعوربه نبدأ ام ما زلنا ننتظر الأشارة ولحين تقرير المصير فالعبور الي الثالث والخمسين حتمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى