مقالات

فتحي أبو عيانة ..أن تحيا بعد الرحيل

بقلك / محمد جابر 

تغطية إعلامية/ مني مشمش 

رحل وظلت روحه معنا امتذجت مشاعر أقل ما توصف أنها صراع بين اخفاء الألم ورسم البسمة حيث ابكي القلب وادمعت العيون خفية في مساء يعبق بالوفاء وتفوح منه رائحة العلم والذاكرة استضافت جمعية محي الفنان محمد شاكر أسرة الراحل الأستاذ الدكتور فتحي أبو عيانة في صالون ثقافي استثنائي جاء ليقول إن الكبار لا يرحلون بل يتحولون إلى ذاكرة حية تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل بدأ اللقاء بكلمة الفنان محمد شاكر تلتها وقفة مع السلام الوطني وكأنها تحية لوطن أنجب علما من أعلامه ثم عرضت السيرة الذاتية للفقيد وسط صمت عميق وعيون مترقبة تحاول التقاط ملامح من حياة رجل ترك أثرا واسعا في نفوس طلابه وزملائه ومجتمعه أعقبتها فقرة بصرية عرض فيها فيلم وثائقي أخرجته ياسمين كرم قدم فيه حياة الدكتور فتحي أبو عيانة في صور ناطقة امتدت من طفولته إلى محاضراته مرورا بمساهماته العلمية وأدواره في خدمة قضايا الوطن والإنسان تحدث الدكتور أحمد عبد العاطي بكلمة حملت الترحاب بالمكان والمجاورة كما رحب بأسرة الراحل لمياء فتحي أبو عيانة وأميرة فتحي أبو عيانة وبجميع الحضور كلا باسمه وصفته مؤكدا أن اللقاءات التي نستعيد فيها أحبابنا الراحلين ليست للحزن فقط بل للاحتفاء بحياة أثرت وألهمت وتستحق أن تروى وتخلد بدأ في سرد مفصل لحياة الدكتور فتحي أبو عيانة فتحدث عن كتبه التي تجاوزت العشرين من بينها كتاب الاغتراب والحداثة وأبحاثه العلمية الغزيرة ومشاركاته الدولية ورئاسته للعديد من اللجان العلمية كما أشار إلى مواقفه في فض النزاعات وكيف استخدم الجغرافيا كأداة للسلام والحوار لا كعلم نظري مجردتوقف عبد العاطي عند واحدة من أشهر محاضرات الراحل بعنوان الكثافة السكانية والمعمور إلى أين والتي ألقاها في صالون الإسكندرية الثقافي وتحدث فيها عن ربط الجغرافيا بالواقع الإنساني وعن أسباب بناء الدولة لمدن جديدة من منطلقات علمية واجتماعية وإنسانية كما أشار إلى فلسفته الخاصة في التعامل مع الأرض والناس بوصفه واحدا من الذين رأوا الجغرافيا بعين القلب لا بعين الخريطةأتبعة الدكتور محمد شرف كلمة شخصية مؤثرة ختمها بإهداء أطلس للحضور وهو تكريم رمزي يحمل في طياته مشروعا علميا وإنسانيا كان قد جمعه بالدكتور فتحي أبو عيانة في سنوات من البحث المشترك والعمل المتواصلأعداد هذه الأمسية لم تكن للحديث عن الراحل مجرد تأبين بل كان حياة كاملة تستعاد وبلغة الوفاء إن الدكتور فتحي أبو عيانة لم يكن مجرد أستاذ جامعي بل كان مربيا وفيلسوفا وعالما ربط بين الجغرافيا والأخلاق بين المعرفة والمسؤولية بين الأرض والإنسان وحين نحتفي به فإننا نحتفي بقيمة أن يترك الإنسان أثرا وأن يتحول من جسد إلى معنى ومن شخص إلى ذاكرة حية تسكن فينا ما حييناوختاما قدم الفنان محمد شاكر بورتريه يحمل توقيعةلصورة أبو عيانة تسلمتها أسرة الراحل دكتور ابو عيانة شاركة التسليم دكتور احمد عبد العاطي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى