مسئول أوروبي: مخاطر جراء استخدام أسلحة محرمة في غزة على المياه

وحذر ميشيل سكولوس، رئيس مشروع دعم البيئة والمياه التابع للاتحاد الأوروبي في جنوب البحر الأبيض المتوسط، من مخاطر الحرب في غزة على البيئة بشكل عام والمياه بشكل خاص. وأوضح أن الحرب المستمرة في غزة هي أسوأ حدث يمكن أن يحدث فيما يتعلق بالتلوث البيئي..
جاء ذلك في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط حول استخدام إسرائيل أسلحة ذات طبيعة كيميائية محرمة دوليا في حربها على قطاع غزة وما يشكله ذلك من مخاطر على المياه الجوفية ونظام المياه في القطاع..
وقال ميشيل سكولوس، أحد أبرز الخبراء الأوروبيين في مجال المياه، إن آثار الحرب واستخدام مثل هذه الأسلحة على البيئة والتلوث معقدة للغاية. وأشار إلى أن استخدام مثل هذه الأسلحة ليس بالضرورة أن يكون له تأثير مباشر على نوعية معينة من المياه، ولكن قد تكون آثارها تؤثر على المياه الجوفية، لكن من المؤكد أن لها تأثيرات أخرى تمتد أيضا إلى خزانات المياه..
ويأتي هذا البيان في الوقت الذي يعيش فيه سكان غزة الآن على أقل من 3 لترات من المياه يوميًا للفرد وفقًا للأمم المتحدة، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى المطلق الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية وهو 50 لترًا لتلبية الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك الشرب والطهي والطعام. صحة. وهذا المعدل يتناقص بشكل يومي نتيجة استمرار القصف والحصار الإسرائيلي.
ويصل إنتاج المياه في غزة حاليا إلى 5% من مستوياته الطبيعية، بحسب تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في 17 أكتوبر/تشرين الأول، بعد عشرة أيام فقط من الحرب، وهي النسبة التي انخفضت بلا شك نتيجة استمرار الحصار. قصف غزة..
وتؤكد تقارير الهيئات الدولية المعنية أن المياه الوحيدة التي يحصل عليها المواطنون في غزة الآن هي مياه البحر غير الصالحة للشرب الممزوجة بمياه الصرف الصحي، في حين لا خيار أمام الكثيرين سوى الشرب من آبار المزارع..
ويشير المحرر الدبلوماسي لوكالة أنباء الشرق الأوسط إلى أن هذه التصريحات تأتي فيما كشفت مؤسسات دولية خلال الساعات القليلة الماضية -من بينها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان- أن إسرائيل أسقطت أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة في إطار من حربها الواسعة النطاق والمستمرة منذ السابع من مايو/أيار. وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ما يعادل قنبلتين نوويتين، حيث تجاوزت حصة المواطن من المتفجرات التي أسقطت في غزة 10 كيلوغرامات من المتفجرات، وهي نسبة قياسية غير مسبوقة..
وأشار المرصد إلى أن وزن القنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة الأمريكية على هيروشيما وناغازاكي في اليابان نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945 بلغ نحو 15 ألف طن من المتفجرات..
ومع التطور الذي طرأ على زيادة وفعالية القنابل، مع استقرار كمية المتفجرات، فإن الكمية التي ألقيت على غزة قد تصل إلى ضعف كمية القنبلة النووية. إضافة إلى ذلك، تتعمد إسرائيل استخدام الخليط المعروف باسم “RDX”.“(آر دي إكس) والذي يطلق عليه “علم المتفجرات الكامل”، وقوته تعادل 1.34 مادة تي إن تي“.
وهذا يعني أن القوة التدميرية للمتفجرات التي أسقطت على غزة تفوق ما أسقطت على هيروشيما، علماً أن مساحة المدينة اليابانية تبلغ 900 كيلومتر مربع، بينما مساحة قطاع غزة لا تتجاوز 360 كيلومتراً مربعاً..
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن إسرائيل تستخدم قنابل ذات قوة تدميرية هائلة، تتراوح زنة بعضها بين 150 كيلوغراما و1000 كيلوغرام..