مقاتلات فلسطينيات فى "وحدة الظل" المعنية بالأسرى داخل غزة.. اعرف القصة

أظهرت صور ومقاطع نشرتها كتائب القسام أثناء تسليم أسرى إسرائيليين من قبل عناصر “وحدة الظل” للصليب الأحمر الدولي، وجود مقاتلات فلسطينيات داخل الوحدة الأكثر سرية في غزة.

وتداول عدد من الناشطين الفلسطينيين في قطاع غزة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً للحظة تسليم كتائب القسام عدداً من الرهائن الإسرائيليين إلى طواقم الصليب الأحمر الدولي عند معبر رفح الحدودي، مشيرين إلى أن من بين عناصر المقاومة الفلسطينية وكان الفصيل من النساء..

وأظهرت صور ومقاطع نشرتها كتائب القسام، تواجد بعض العناصر النسائية في هذه الوحدة العسكرية الأهم داخل حركة حماس، والتي نجحت في إخفاء عشرات الأسرى الإسرائيليين دون أن يتمكن الاحتلال من تحديد مكان وجودهم.

بينما كشفت الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها لأسباب إنسانية من غزة بعد 15 يوما من أسرها يوخباد ليفشيتز، أنها وباقي الأسرى تلقوا معاملة جيدة، مؤكدة وجود ممرضة تعالج المصابين، وطبيب يأتي كل يومين لتقديم العلاج. وتفحص الأسرى، مضيفاً: كان هناك سيدات يعتنين بالأسرى لأنهن يعرفن احتياجاتهن، وأن القسام اهتمت بالنظافة وصحة الأسرى اهتماماً كبيراً”.

وتعتبر “وحدة الظل” من أهم الوحدات العسكرية في كتائب القسام وتحافظ على سريتها إلى حد كبير جداً، نظراً لحساسية المهمة التي أنشئت من أجلها وهي “تأمين الأسرى الإسرائيليين”. في غزة وإبقائهم في المجهول، لضمان نجاح عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأوكلت مهمة الإشراف على الوحدة العسكرية إلى القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وتم الكشف عن وجودها لأول مرة بعد 10 سنوات على تأسيسها عام 2016، بعد توليها مهمة تأمين الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، والذي انتهى بصفقة تبادل أسرى ناجحة..

وتوكل إلى الوحدة مهام خطيرة، من بينها إبقاء جميع الأسرى في المجهول، وإفشال مساعي الاحتلال الإسرائيلي للوصول إلى الأسرى، ومعاملة الأسرى بكرامة واحترام وفقا لأحكام الدين الإسلامي، وتقديم كامل الدعم المادي والمعنوي لهم. الرعاية، مع الأخذ في الاعتبار معاملة جيش الاحتلال للأسرى الفلسطينيين.

وأكدت مصادر فلسطينية في غزة لـ”اليوم السابع” أن عددا كبيرا من أعضاء وحدة الظل يجيدون التحدث بعدة لغات، من بينها العبرية والإنجليزية، بالإضافة إلى دراسة ومتابعة المجتمع الإسرائيلي بعناية فائقة، موضحة أن الوحدة تتولى أيضا عملية التحقيق مع السجناء الإسرائيليين وجمع أكبر قدر من المعلومات. عن عائلاتهم، ولدى الوحدات ملفات توثق حياة كل أسير إسرائيلي محتجز لديها.

وأوضحت المصادر أن اختيار هذه العناصر يتم بعناية فائقة، إذ يخضع أفرادها لتدريبات شاقة، ويخضعون لدورات في مواجهة الحرب النفسية، وتدريبات بدنية قاسية، كما يخضعون لاختبارات الثبات الانفعالي، مؤكدة أن أبرز سمات العناصر من وحدة الظل الصمت التام، وعدم الثرثرة، والابتعاد التام عن وسائل الإعلام.

ولم يتم تداول أي خبر في غزة عن وحدة الظل منذ سنوات حتى أعلن الناطق باسم كتائب القسام المعروف بـ”أبو عبيدة” نهاية يوليو 2022 عن استشهاد أحد عناصر “وحدة الظل” و3 شهداء. وأصيب آخرون نتيجة استهداف إسرائيل لأحد الأماكن التي كان فيها جندي إسرائيلي أسيرًا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة في مايو 2021.

وفي عام 2016، أعلنت كتائب القسام عن وحدة الظل المكلفة بتأمين الأسرى الإسرائيليين. وساهمت وحدة الظل بشكل مباشر في العملية الأمنية الأكثر تعقيدا التي خاضتها الفصائل الفلسطينية في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي، من خلال إخفاء الجندي جلعاد شاليط عن الأنظار لعدة سنوات..

وتقوم كتائب عز الدين القسام باختيار أعضاء وحدة الظل من كافة الألوية والتشكيلات القتالية وفق معايير دقيقة، ويخضعون للعديد من الاختبارات المباشرة وغير المباشرة.