ربيع جمال الجوهرى يكتب (ديننا الحنيف بين العبادات الشعائرية والمعاملات الدنياوية )

الكثير منّا يتوهم أن الدين هو أن نصلي ونصوم ونقرأ القرآن ونزكي ونحج وننطق الشهادتين أو أن نضع صورة للكعبة علي جدار بيوتنا أو نضع مصحفا في السيارة أو نكتب أية قرآنية على حائط الدكان الذي نبيع فيه أو نضع مسبحة في أيدينا أو نذهب للعمرة أو نقف على سجادة الصلاة مائة مرة يوميا
إنها يا سادة (عبادات شعائرية) وهي فرائض – لا شك – سنحاسب عليها ، لكننا لن نقطف ثمارها ولن تحقق أهدافها إلا إذا صحت (عباداتنا التعاملية) فالدين المعاملة
وفي ذلك يقول الرسول الأمين محمد عليه الصلاة والسلام:-” أتدرون من المفلس؟ قالوا:- من لا درهم له ولامتاع.
فقال:- إن المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته ـ قبل أن يقضى ما عليه ـ أُخذَ من خطاياهم ، فطرحت عليه، ثم طرح في النار”
والعبادات التعاملية: أن تكون صادقاً ،وأن تكون أميناً وأن تكون عفيفاً وأن تكون منصفاً و أن تكون رحيماً وأن تكون متواضعاً
فهذا كلام واضح كالشمس فهناك إنسان يغتاب وانسان يطعن و إنسان يأكل ما ليس له و إنسان يطمع في الإرث ويأخذ النصيب الأكبر و إنسان غمَّاز لمَّاز وانسان سباب وشتام وبذئ اللسان
ومع ذلك يصلي ويصوم ويحج كل عام ومصيره إلى النار هذا هو الدين !!
إذن الدين هو عبادات تعاملية وإن صحت هذه العبادات ، صحت معها العبادات الشعائرية عندئذ تصح الصلاة والصوم والحج والزكاة
فاللهم لا تؤاخذنا إن نسينا او اخطأنا ، اللهم دلنا علي من يدلنا عليك يا أرحم الراحمين




