مقالات

محمد هداية يرفض إقامة الصلاة المفروضة 

بقلم : نجوى حجازي 

هناك حديث صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيه :’ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقه كلها في النار ، إلا واحدة ، قيل من هي يارسول الله ؟قال من كان على مثل ما انا عليه وأصحابي . وفي رواية أخرى قيل الجماعه .

صدق رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه ، ورغم أن هذا الحديث الشريف يثير في نفسي رعباً مما أرى واسمع هذه الأيام ، وربما لا نتعجب إن كان هذا الكلام الدائر ينخر في الدين منذ ظهور النبي الكريم صلوات الله عليه وسلم على يد اليهود إلا أنه في الماضي كان قد قسّم المسلمين إلى طوائف وشعب ، وأشعل حروباً ، إلا أنه الآن ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي بات الأمر أكثر سهولة ليس لاشعال الحروب والفتن وإنما للالحاد والكفر والخروج عن الدين ، وللأسف الأيدي التي تساهم في ذلك وتدعمه بقوة هي أيدي بعض المسلمين من الذين اطقوا على أنفسهم دعاة كمحمد هداية ، الذي استيقظ فجأة ليهدم الصلاة وينكر عذاب القبر وينفي رؤية الله ويشكك في الوضوء وفي إقامة شعائر الله ويلغي السنة النبوية ويتحجج بأنه قرآني ، ولا أعلم من أين فتح الله عليه بهذا الفتح القرآني إذا كان لا يفهم ألفاظه ولا يتدبر معانيه وأشك إن كان يقرأ في تفسيره إلا إذا كان الله عز وجل قد طمس على قلبه وعقله ، فاصبح كوصف الله لليهود الذي أنزل عليهم الكتاب فرفضوا مافيه بقوله “كمثل الحمار يحمل أسفارا ” .

ونظراً لأنني لا أميل إلى الكتابات النظرية التي لا يؤيدها الدليل النقلي والعقلي ، فسأقوم بالرد على جميع افتراءاته على الله ورسوله من القرآن ذاته والذي يدعي أنه ينتمي إليه ويؤمن به ولا يعتد بغيره ، وردي هذا يعود إلى دراستي اللغوية ، لا إلى تفقهي في الدين ، وذلك لأن القرآن جاء كمعجزه لأهل البيان والفصاحة وهم العرب ، فلم يكن هناك أفصح وأبلغ منهم ، ولذا لم يرد من أحد من الكفار أنه عارض آية أو انتقص منها ، لأن هؤلاء الذين كانوا كفاراً كانوا يفهمون لغة القرآن وكلام النبي صلى الله عليه وسلم ، ولذا سأبدأ بما أنكره ذلك الداعيه ألا وهو عدد الصلوات ، فهو يرى أن القرآن لم يذكر سوى صلاة الفجر والعشاء بنص قرآني ، فارد عليه بالآية الكريمه ” إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا”.أي معلوماً كوقت الحج ، وفي تفسير آخر منجماً أي كلما مضى نجم جاءتهم أي كلما مضى وقت جاء وقت .

فهل ذكر الله أوقات الصلاة ؟
نعم ذكر الله أوقات الصلاة محدده بوقتها ومسماها في أكثر من موضع قرآني فقال عز وجل “صلاة الفجر ” ثم قال “وأقم الصلاة لدلوك الشمس ” أي زوال الشمس أي وقت الظهيره أي صلاة الظهر ،
وقال” وقبل الغروب ” أي صلاة العصر ، وقال ” وزلفاً من الليل ” أي المغرب لأن الزلفة هي الطائفة من أول الليل ، وذكر صلاة العشاء منفرده كالفجر فقال ” صلاة العشاء ” ، وعلى مايبدو أن تلك الآيات لم تكف الداعية ، ولأن الله سبحانه وتعالى رد على هؤلاء المنكرين لتعاليمه الرافضين لأوامره بأنه لاحجة لهم إذا ما كان مآلهم إلى النار بقوله” لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ” فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو من بلغ القرآن وعلم الناس كيف يطبقونه في حياتهم كلها ، فإذا كان انكار السنه من باب ترك الدين ، فالدين لم يترك شيئاً للصدفة أو التكهن ، فهناك آيات أخرى تحدثت عن عدد الصلوات ومسمياتها ، فقال عز وجل “فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون .وله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تُظهرون “.
وقال “أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل “.
وقال أيضاً “حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى “.

وهنا سأتوقف قليلا عند هذه الآية لأن فيها جانب بلاغي لغوي هام جداً ، فذكر الصلوات كجمع ثم ذكر الصلاة الوسطى بعد الواو فهذا من باب ذكر الخاص بعد العام معطوفا عليه بالواو لبيان فضله وأهميته .
وأما عن إنكار أن للصلاة عدد من الركعات وأن لها هيئة تؤدى بها ، فإن الله سبحانه وتعالى ذكر عدد الصلوات في القرآن بقوله تعالى “أن تقوموا لله مثنى وفرادى ” .
وكلمة تقوموا معناها الصلاة لأن الصلاة هي التي تحتاج إلى القيام وليس التفكير ،لأنه عطف على هذه الآيه قوله” ثم تتفكروا”أي تقوموا لله بالصلاة ثم تجلسوا وتفكروا .

وهناك العديد من الآيات التي ذكرت الصلاة بمعنى القيام ومنها :
” وقوموا لله قانتين “
“وسبح بحمد ربك حين تقوم ”
فالصلاة جوهرها التسبيح والتكبير والتهليل والحمد .

“إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل و نصفه وثلثه وطائفة من الذين معك “
” لا تقم فيه أبدا ً لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه “.
” وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائماً “.

وأعتقد أن آية الوضوء جاءت واضحة وضوح الشمس ، فإذا لم يشرع الله الصلاة بمواقيت وطريقة للوقوف بين يديه كل يوم فكيف لآية تذكر كيفية الوضوء بقوله تعالى ” يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين “.

وأما عن عذاب القبر الذي ينكره ، فقد ذكره الله تعالى بقوله عز وجل “وحاق بآل فرعون العذاب .النار يعرضون عليها غدوا وعشيا .ويوم تقوم الساعه أدخلوا آل فرعون أشد العذاب “.
وقوله تعالى ” سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم “.

وقوله تعالى “وإن للذين ظلموا عذاباً دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون “.فكل تلك الآيات تؤكد أن هناك عذاب سابق لعذاب يوم القيامة ، فالقبر إما أن يكون روضة من الجنة أو حفرة من حفر النار .
ثم نأتي لإنكاره أن الله سيمن على أهل الجنه برؤيته وهذا سيكون أعظم ما يناله أهل الطاعة لله وأشد ما سيحرم منه أهل النار .

فقد ذكر الله في كتابه “يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا “فهنا لم يقل الله إلى الجنه بل قال إلى صاحب الضيافة إلى العزيز القدير إلى الرحمن الرحيم ،فما أعظمه من وعد وما أجملها من ضيافه .

ولذا أوجّه كلامي إلى هذا الداعية أو إلى ذاك المدعي ، الجهل ليس عيباً ولكن العيب هو ادعاء المعرفة ، وأنت تدعي أنك تؤمن بكتاب الله فكيف تؤمن بما لا تفهم ، بل وتدعو غيرك للشك وترك السنة وترك الصلاة وربما ماخفي كان أعظم ، وهو انتشار الكفر والالحاد لأنه ليس بعد إنكار أوامر الله سوى البعد عنه ، وإذا لم يكن لديك هدفاً أو وراءك منظمة كافرة تدعمك وتروج لأفكارها الهدامة من خلالك فلماذا ترفض الصلاة المفروضة.

 

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى