مصادرة كتاب طه حسين عن العدل الاجتماعى فى عهد فاروق واضطراره لطبعه فى لبنان ! . الى الذين يمتدحون الحريات وحياة المواطن فى العهد الملكى…
أضطر طه حسين لنشر كتابه “المعذبون في الأرض” في لبنان عام 1949 بعد أن سحبت الحكومة نسخ الكتاب من المطبعة المصرية.
فكتبت العميد فى مقدمة الطبعة الثانية لنفس هذا الكتاب، : ” صدر الأمر بأن يُحال بين هذا الكتاب وبين الناس وبأن تؤخذ نسخه من المطبعة حيث يصنع بها السلطان ما يشاء، يحرقها أو يمزقها أو يغرقها، وصودر فيما صودر من كتب أخري كانت تريد أن تبصر المصريين بحقائق أمورهم وتعظ منهم الطغاة والبغاة وتعزي فيهم البائسين واليائسين ” .
وقد أهدي العميد كتابه ” إلي الذين يحرقهم الشوق إلي العدل والذين يؤرقهم الخوف من العدل، وإلي الذين يجدون ما ينفقون والذين لا يجدون ما ينفقون” .
ويري العميد أن »الأديب مهما يكن أمره، كائن اجتماعي لا يستطيع أن ينفرد ولا أن يستقل بحياته الأدبيةعن ما يحدث حوله
و أنه لابد أن نعيد النظر في نظامنا الاجتماعي كله، فيما تجبي الدولة من الضرائب وفيما تمنح الدولة من المرتبات. وكان يقصد مضاعفة الضرائب علي الأغنياء ومضاعفة المرتبات التي تمنح للموظفين.
ويكتب العميد بمزيد من الصراحة قائلا: الله لم ينشر ضوء الشمس ليستمتع به فريق من الناس دون فريق، والله لم يرسل النسيم لتتنفسه طائفة من الناس دون طائفة، والله لم يجر الأنهار ولم يفجر الينابيع لتشرب منها جماعات من الناس وتظمأ إليها جماعات أخري. والله كذلك لم يخرج النبات من الأرض ليشبع منه قوم ويجوع آخرون.
الجميع علي قدم المساواة
فقد أسبغ الله نعمته ليستمتع بها الناس جميعا»، وبالتالي فإنه حرام علي الموسرين أن يطعموا وأن يشربوا وأن يكتسوا حتي يطعم الجائعون ويشرب الظامئون ويكتسي العارون من المعسرين، وعلي الدولة أن تقوم علي هذا كله بسلطان القانون. ومعني ذلك إلغاء المسافات والآماد بين الأغنياء والفقراء.
هذا تعبير العميد، الذي يصل في دفاعه عن المسحوقينوقت العهد الملكى من الفئات الدنيا إلي أبعد مدي، كما جاء علي لسان الابن ” نعيم ” في قصة ” ما وراء النهر ” ( ١٩٤٦ ) وهو يخاطب صديق والده: ” حدثني عما تقدمون من الخير والبر إلي أهل القرية حين تسخرونهم، في غير رفق ولا لين وفي غير محبة ولا مودة وفي غير إنصاف ولا عدل، لمنافعكم وحين تستأثرون من دونهم بثمرة ما يبذلون من جهد ويحتملون من عناء. إن أرض القرية لخصبة تنبت الغني، ولكنها تنبت الغني لكم ولا تنبت لأهلها إلا فقراً وبؤساً وحرماناً “.
وبمناسبة التعليم المجانى قبل الثورة فإن الاحصائيات الرسمية ذكرت نسبة تعليم الذكور قبل الثورة ٦% والاناث ٢ % لابتعاد المدارس وقلتها وانخفاض مستوى المعيشه .. فما الفائده من المجانية وقتذاك ؟!.
على القماش.