كتب منصور جبر
قال تبارك وتعالى: {وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَىٰهُ لَاۤ أَبۡرَحُ حَتَّىٰۤ أَبۡلُغَ مَجۡمَعَ ٱلۡبَحۡرَیۡنِ أَوۡ أَمۡضِیَ حُقُبا}. [الكهف: 60]
روى عَامَّةُ أَهْلِ الْعِلْمِ والتفاسير أن الآية تقصد مُوسَى بْن عِمْرَانَ عليه السلام، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بل هُوَ مُوسَى بْنُ مِيشَا مِنْ أَوْلَادِ يُوسُفَ عليه السلام، والأصوب أنه موسى بن عمران عليه السلام.
وأما الفتى الذي كان معه فأورد العلماء: أنه يُوشَع بْن نُونَ وهو ابْنُ أُخْتِ مُوسى، وقيل هو الخليل يوشع بن نون بن إفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم، أما أهل الكتاب فيقولون: يوشع ابن عم هود.
وسُمِّيَ فَتاهُ لِمُلازَمَتِهِ إيّاهُ، قِيلَ في العِلْمِ، وقِيلَ في الخِدْمَةِ، وهو خَلِيفَةُ مُوسى عَلى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ.
وقيل أن فتى موسى عليه السلام يوشع بن نون هو نبي من أنبياء الله استخلفه الله عز وجل في بني إسرائيل بعد وفاة موسى وهارون عليهما السلام، وقيل أنه هو من كتب الله على يده فتح بيت المقدس واسترجاعه من العماليق.
روى البخاري من حديث أُبي كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قَامَ مُوسَى خَطِيبًا في بَنِي إسْرَائِيلَ فقِيلَ له: أيُّ النَّاسِ أعْلَمُ؟ قالَ: أنَا، فَعَتَبَ اللَّهُ عليه إذْ لَمْ يَرُدَّ العِلْمَ إلَيْهِ، وأَوْحَى إلَيْهِ: بَلَى عَبْدٌ مِن عِبَادِي بمَجْمَعِ البَحْرَيْنِ، هو أعْلَمُ مِنْكَ، قالَ: أيْ رَبِّ، كيفَ السَّبِيلُ إلَيْهِ؟ قالَ: تَأْخُذُ حُوتًا في مِكْتَلٍ، فَحَيْثُما فقَدْتَ الحُوتَ فَاتَّبِعْهُ، قالَ: فَخَرَجَ مُوسَى ومعهُ فَتَاهُ يُوشَعُ بنُ نُونٍ، ومعهُما الحُوتُ حتَّى انْتَهَيَا إلى الصَّخْرَةِ…” الحديث.
————
