مقالات

أمريكا .. ودور العمدة الفاسد .. نزول سعر الفائدة.. ماذا يحدث ؟!

بقلم بسمة مصطفى الجوخى
تريد أمريكا استمرارها فى دور الفتوة الذى يسيطر على العالم ،
والكل يخدمه وهذه غطرسة شيطانية تتسم بالبجاحة ،
ومن ترك لها البساط لفعل هذا للأسف معظم الدول سواء الأوروبية أو العربية ،
بعد الحرب الروسية على أوكرانيا ومعظم الدول ألقت تهمة التضخم وارتفاع الأسعار على روسيا ولكن كان هذا لفترة قصيرة ،
ولم يشمل كل الدول بل أكثر الدول التي تأثرت هى الدول الأوروبية ،
وهذا من ضمن أسبابه قرار فرض العقوبات على روسيا،
ولكن أصل الأزمة يكمن فى أمريكا وهذا منذ سنوات،
عندما اتجهت أمريكا لطباعة الدولار والاقتراض وتصدير الدولار مقابل الحصول على السلع من معظم الدول ،
وبعد الأزمات الأخيرة كجائحة كورونا منذ عام ٢٠٢٠ والحرب الروسية وبعد ما حدث للصين ،
ظهر الهزال والضعف على أمريكا ومعظم دول أوروبا ،
فرفع الفيدرالى منذ عام ٢٠٢٢ سعر الفائدة لخفض الطلب فى الأسواق وانخفاض معدل التضخم ،
وفى خلال هذه الأيام صرح الفيدرالى إنه سيتم خفض سعر الفائدة فى شهر سبتمبر ٢٠٢٤ ،
ولكن بمعدل بسيط تقريبا ربع الواحد فى المائة ،
وهذا التصريح جاء بعد انخفاض معدل التشغيل ولكن فى الشهر السابق ارتفع معدل التشغيل وعادت المصانع تطلب العمالة مرة أخرى ،
فجاء القرار بخفض سعر الفائدة ولكن بالمعدل البسيط الذى ذكرناه ،
وحتى لا يشعر العالم بأن الاقتصاد دخل إلى مرحلة الركود وهذا سيؤثر قطعا على المستثمرين والاستثمار ،
و فى ظل ما يفعله الفيدرالى ،
ما هو تأثير قراراته على الدول المقترضة والتى مازالت تبنى فى اقتصادها وتحاول تسرع عجلة الإنتاج ؟
اللعبة التى يلعبها الفيدرالى دوما بخفض ورفع سعر الفائدة ،
يبدأ المستثمر فى البحث عن أسواق آخرى وتبدأ رحلة الأموال الساخنة فى طريقها ،
للدول النامية التى سرقوها ونهبوا ثرواتها ثم أطلقوا عليها هذا الأسم ،
فترحب هذه الدول بها كثيرا باعتبار أن هذه الأموال نجدة لها فى ظل التضخم وارتفاع الأسعار ،
ثم تحدث أزمة مفتعلة أو أزمة متأثرة بالسوق والأحداث الجارية ،
وسرعان ما ينقل المستثمر أمواله مرة آخرى ويقع السوق بالدول ،
التى ضخوا لها هؤلاء المستثمرين أموالهم لفترة من أجل مصلحتهم ،
وهكذا تظل هذه الدول تلف حول نفسها وهذا ما يريده الفيدرالى ،
قرارات الفيدرالى دائما تأتى للوقوع بالدول العربية تحديدا ،
أو الدول الأوروبية التى لا تريد فرض السيطرة والهيمنة الأمريكية عليها ،
ولكن فى ثوب تصريحات مزيفة بإنها تحاول حل أزمة التضخم وارتفاع الأسعار والركود وهكذا ،
وفى الفترة القادمة أرى أن الاستثمارات ستأخذ أشكال كثيرة ومتنوعة ،
فالسوق غير مضمون للدخول فى شئ واحد والاعتماد عليه ،
وسيكون الاستثمار فى العقارات والذهب والبورصة ،
والمشروعات الآخرى التى تزيد من عجلة الإنتاج بعيدا عن الشهادات البنكية ،
والآن المصالح تتصالح والجميع يهرول من أجل مصلحته ،
وسنرى الأعداء يتعاونون مع بعضهم والعكس والفترة القادمة ستشهد تغيرات كبيرة ……….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى