مقالات
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن جيل الإعلام المفتوح
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن جيل الإعلام المفتوح
بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
في ظل الأحداث الراهنة التي تحدث في العالم من حولنا، وما يتعرض له إخواننا المسلمون في شتَّى البقاع من فتنٍ وقتل وتشريد، ونزاعات طائفية وعرقية، يَشيب لها الوِلدان، وتتقطع بسببها القلوب، فنرى أبشع صور القتل والتدمير، وامتهان الإنسانية.
ومن خلال تعدد مصادر التلقِّي لدى الفرد في المجتمع؛ من القنوات الفضائية والإذاعية، ومواقع الشبكة العنكبوتية، ووسائل التواصل الاجتماعي – أصبح الإنسان قادرًا على الحصول على المعلومة، والاطلاع على كمٍّ هائل من المعلومات المتنوعة – من مقالات وصور ومقاطعَ مرئية – في كلِّ موضوع يخطر بباله!!
ومع هذا الكمِّ الهائل من المعلومات يَطرأ على الفرد تصوُّرٌ في نفسه بأنه أصبح يعرف كلَّ شيء، ويَفهم كل ما يدور حوله، وأنه على وعي كامل، ويتبين ذلك عندما تُشاهده يتكلَّم عن كل حدث أو خبر أو أي موضوع يتحدث بكل ثقة وكبرياء، متناسيًا أو غافلاً عن أسلوب الجهات الإعلامية في تسخير الحدَث أو تصوير الواقعة في قالَب يُناسب مُيولها، أو يساعدها على تنفيذ أجندة معيَّنة تخطِّط لها، ومن الأمثلة ما نراه لدى الإعلام الغربي في تصوير قضية فلسطين بأنه شعب إرهابي يتعدى على حقوق الإنسان الإسرائيلي، وليس دفاعًا عن وطنه!
كذلك عندما تشاهد الدعايات للأحزاب والجماعات؛ سواء كانت سياسية أو دينية في العالم، فإنها تبثُّ من خلال وسائلها الإعلامية أو ما لها نفوذ فيه – من قنوات وصحف ومواقع – ما تريده من شعارات وأفكار تحشد بها أفرادًا من المجتمع رجالاً ونساء من مؤيِّدين لها وأنصار، بالإضافة إلى المتعاطفين؛ موصِّلةً لهؤلاء الأنصار والمتعاطفين فكرةَ أنهم على الجادة، وانتماءَهم لها ونُصرتهم إياها هو الصواب، وأن هؤلاء الأنصارَ والمتعاطفين ليسوا بحاجة إلى مرجعية دينية أو سلطة تحكمك وتقوم بالتهميش أو الطعن في رموز المجتمع السياسية والدينية!
فلا يقبل هذا الفردُ الجاهل أيَّ نقاش أو حوار حول اعتقادِه، ولا يَقبل انتقادًا من أحد من غير الجهة التي ينتمي لها أو يتعاطف معها!
فتتعجب أخي القارئ أنه مع انفتاح سبل التلقِّي والتواصل؛ تحجَّرَت عقول هؤلاء، التي سيَنتج عن تحجرها ندمُ صاحبها ولو بعد حين.
لأجل ذلك يتوجَّب على رجالات المجتمع من ساسةٍ وعلماءَ وتربويين أن يبذلوا قصارى جهدهم في إيصال الرسالة الإعلامية السَّليمة إلى عقول أمثال هذا الفرد، وإرشادهم إلى ما يناسبهم من احتياج ثقافيٍّ ووعي سياسي؛ من خلال المناهج الدراسية واللقاءات الحوارية المفتوحة في أرجاء المدن والمجالس الخاصة، وتكثيف البرامج الإعلامية في شتى مجالاتها، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، وحماية الفرد من التيارات الفكرية الجارفة التي تَعصِف به، ومِن ثَم تَعصف بالمجتمع وتضطرُّه إلى الانقسام والعدائية.
حمى الله بلادنا من الفتن والانقسامات!